ناجي السويدي وادواره السياسية والحزبية والحكومية
وبعد فشل محاولاته الحزبية السابقة ؛ قرر ناجي السويدي الاشتراك في تأسيس حزب جديد من احزاب الصدفة والوهم - ( والخرط والكلاوات ) – بمعية المجرم الطائفي والسياسي الاجنبي الهجين المدعو ياسين الداغستاني والملقب بالهاشمي والمدعو رشيد عالي الكيلاني – وهو ايضا جذوره اجنبية وغريبة - ؛ فأسسوا حزب الإخاء الوطني في 25 نوفمبر 1930م , و أصدر الحزب جريدة ناطقة باسمه وأعطاها اسم الإخاء الوطني ... , وكانت من أهم أهداف الحزب المعلنة معارضة الحكومة القائمة - وزارة نوري السعيد الأولى - وتشجيع الصناعة الوطنية ؛ وكما مر عليكم سابقا هذه مجرد شعارات جوفاء ليس لها أي وجود على ارض الواقع ... ؛ واستمرت معارضة الحزب لحكومة نوري السعيد حتى عام 1933م ؛ إلى أن ألّف رشيد عالي الكيلاني حكومته الأولى ؛ . ولكن عندما تولى المجرم الطائفي ياسين الهاشمي الداغستاني الحكم حله مع بقية الأحزاب السياسية في مارس 1935م ... ؛ ومن خلال ما تقدم تعرف ان هذه الاحزاب مجرد مطية لهؤلاء العملاء والدخلاء والغرباء للوصول الى اهدافهم الحقيقية المشبوهة والمنكوسة والتي تتمثل في الاستيلاء على كرسي السلطة والمسؤولية ونهب ثروات العراق ومساعدة القوى الاستعمارية على سلب خيرات البلاد .
ولو وضعنا احزاب العهد الملكي تحت المجهر ؛ لتوصلنا الى حقيقة لا تقبل الشك او الدحض الا وهي : ان هذه الاحزاب متشابهة الى حد كبير في شعاراتها واهدافها وبرامجها الحزبية ؛ بالإضافة الى ان معظمها قائم على الاواصر والوشائج الاسرية ذات الجذور العثمانية والاجنبية والدينية والمرتبطة بالإنكليز وباقي القوى الدولية , وكذلك على العلاقات الشخصية بين الأعضاء , والمصاهرات والمصالح المشتركة والعمالة للأجنبي ... ؛ وهي أحزاب لا تتبنى برامج سياسية طويلة الأمد، اذ إنها لا تقرر نظام الحكم المستقبلي في العراق، وتشكيل حكومة دستورية تمثل إرادة الشعب، وتضع الخطوط العريضة لإعادة بناء البنية التحية ومعالجة مشكلات الخدمات المتعلقة بحياة المواطنين ... , ؛ ولم يكن لها قواعد جماهيرية واسعة بل تكاد تكون شبه منعدمة وإنما كانت تعمل بنفوذ قادتها ودعم القوى الاجنبية ... ؛ انها أحزاب صالونات غير جماهيرية ، نتجت عن تحالف مؤقت بين الطبقة البرجوازية الناشئة والاقطاعيين بشعارات وطنية كاذبة او سطحية ؛ مثلت توجهات وميول النخبة الاجتماعية والسياسية آنذاك ؛ ولعل هذا السبب هو الذي جعل حياة هذه الاحزاب قصيرة الامد , و وقوعها أسيرة الصيرورة والتحول المفاجئ ... , وهذا الكلام لا يشمل احزاب المعارضة الحقيقية وان انطبق بعضه عليها احيانا كالحزب العراقي الشيوعي ... , وقد تركت هذه الاحزاب الفاشلة والتافهة والعميلة اثارا سلبية ومدمرة على الساحة السياسية العراقية ؛ لذا كانت نهايتهم مأساوية عام 1958 .
البعض تقمص دور المعارضة والاخر تسنم مناصب حكومية – وكما قال الشاعر فيك الخصام وانت الخصم والحكم - ؛ حسب الرغبة البريطانية السامية ولابي ناجي في السياسة العراقية شؤون , وقد حجب الانكليز حقيقة هؤلاء العملاء والمتعاونين عن جماهير الشعب والوطنيين , كي لا يضروا بسمعة صنائعهم , ومصالحهم الحيوية واهدافهم الاستعمارية طويلة الامد وحتى لا يتسببوا بحرج او خدش لمشاعر عملائهم ممن ما زالوا يجثمون على صدور العراقيين المغلوبين على امرهم , فالبعض منهم يرث العمالة كما يرث مال ابيه , ويتسترون تحت عباءة الدين تارة والوطنية والقومية تارة اخرى والنضال والكفاح ثالثة والعلمانية والليبرالية رابعة والامتيازات الاقتصادية الباطلة خامسة ... وهكذا دواليك ؛ ولطالما صنعوا لنا رموز وقادة وابطال من ورق , وانطلت كل تلك المسرحيات السياسية والخدع المخابراتية والمؤامرات الدولية علينا بل في بعض الاحيان كنا نحن ادواتها .
......................................................................
المصادر :
1 – عبد الرزاق الحسني، تاريخ الأحزاب السياسية العراقية، ط1، بيروت، 1980.
2 – فاروق صالح العمر، الأحزاب السياسية في العراق، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1978.
3 – أحلام حسين جميل، الأفكار السياسية للأحزاب العراقية في عهد الانتداب 1922 – 1932، بغداد، 1985.
4- الأحزاب السياسيَّة العراقيَّة 1922- 1958 من أزمة الجماهير الى سطوة الإيديولوجيا / د. حيدر شاكر خميس .
5- اعلام السياسة في العراق الحديث ـ حزب التقدم ودوره السياسي ــ شخصيات عراقية ــ مذكرات توفيق السويدي .
6- ناجي السويدي وأسرته و حزب التقدم / د . حميد حسون العكيلي .
7- ناجي السويدي رجل دولة.. وفقيه الدستور / عبد القادر البراك .