كان رجال الفئة الهجينة من شراذم تكريت ولقطاء العوجة يعتقدون ان القوة السياسية يجب ان تعتمد على الدعم الخارجي والارتباط بالقوى الكبرى ؛ بالإضافة الى القوة العسكرية والامنية الداخلية المخلصة , وقد نقل المجرم فاضل البراك لاحد الاشخاص المنتسبين لجهاز الامن في احدى المرات معلومة مهمة : بأن الرئيس صدام يولي الاجهزة الامنية اهتماما خاصا فهي تحتل الدرجة الاولى بالنسبة اليه واما باقي الوزارات والدوائر الخدمية وغيرها فهي لا تعنيه البتة ... ؛ ولأجل ايجاد مثل هكذا قوات لابد من ان تربط تلك القوات بالحكام وشائج قربى او مبادئ عقائدية ودينية متينة تجعلها مستعدة كامل الاستعداد للاستماتة في الدفاع عن تلك الانظمة الهجينة ضد الاغلبية العراقية الاصيلة ... ؛ وقد هرعت فلول ( رعيان تكريت ) و ( زعاطيط العوجة ) و ( لملوم المناطق الهجينة ) الى التطوع في الاجهزة الامنية الحساسة والدوائر العسكرية المهمة , وارسلوا الى دورات في خارج العراق , وتبؤا المناصب المهمة على الرغم من عدم امتلاك اغلبهم للمؤهلات المطلوبة .
واليكم مثال بسيط يوضح اساس هذه النهج الطائفي والعنصري والمناطقي المقيت ؛ ففي طوال العهد الملكي كان قادة الجيش العراقي من الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة فقط , ولم يكن من المسموح لأبناء الاغلبية العراقية العربية الاصيلة بقيادة الجيش العراقي ... ؛ واستمر هذا النهج الاعوج بمرور الايام , بل وتفاقمت الظاهرة حتى وصلت الى مرحلة الابادة الجماعية والتطهير العرقي كما حدث في عام 1991 ابان قمع الانتفاضة الجماهيرية العراقية الخالدة .
وفي احدى المرات اقترح البعض على الرئيس المجرم حسن البكر بأن تكون رئاسة الوزراء لاحد الشخصيات البعثية الشيعية ؛ فرفض ذلك , وقال : ان هذا الاجراء خلاف ما هو متعارف في السياسة العراقية ..!! .