ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

مدة القراءة: دقيقتين

خيال

لعبت معهم لعبة الخيال ، كنا نجلس بشكل منظم على متن طائرة متخيلة ، قال أحد الأطفال سنسافر إلى المحيط ، مددت يدي على جانبي وأعلنت الإقلاع ، مدّ الأطفال أجنحتهم وحلقنا معاً ، شعرت بالهواء تحت أقدامي حين انبثق وميض الدهشة في عيونهم ، طار بجوارنا سرب غفير من الطيور المهاجرة ، قال أحدهم ببغاوات وقال الآخر حمام ، قالت طفلة : أولاد صغار يلبسون أجنحة ! .. تمايلنا مع الريح يمنة ويسرة ، وضحكنا حين كاد طفل ان يقع من على كرسي الفصل ، أوشكنا على الهبوط ، اقتربنا من المدرج ، كان بستاناً ملوناً بالزهور قطفنا معظمها ونحن نعبر تلك السماء ، صاحت طفلة : رأيت زرافة ! .. لقد أدرك الأطفال أن عالمنا الصغير هذا متاح فيه كل شيء ، حتى الزراف ، بالخيال يمكننا أن نحكم العالم ، انتهت الرحلة ، شعرنا ببهجة كبيرة ، خبأت بعضها في جيب حقيبتي حتى أنثرها على جدار أيامي بين فينة وأخرى ..

"إننا بحاجة إلى الخيال كي نواجه تلك الفظاعات التي تفرضها علينا الأشياء" ..*بورخيس*

تجلس إلى جانبي الآن بصمت ، لم نتبادل الكلمات ولا النظرات ، لكننا تبادلنا ذرات الهواء ذاتها ، حملت رئتي الممتلئة بك وعدتُ إلى عالمي ، لا وجود لك هناك سوى في الأغنيات ، قليلة الأغنيات التي تشبهك ، وحزينة إلى حدٍ ما ، لكنها ليست صامتة .

هناك فجوة موجعة بين الخيال والواقع ، الخوف من الحقيقة يبقيك عالقاً في عالمك المتخيل ، ليصبح الوهم بديلاً لها ، إنهم يدافعون عن أوهامهم لأنها تبقيهم حسب ظنهم في الوضع الآمن ، ويخشون الوعي لأنه سيفتح عليهم أبواب جهنم ! .. 

خيالك ينبت من ثرائك العقلي ومن وعيك بذاتك وبالحياة ، خيالك مساحاتك الحرة والخضراء ، اجعله متسعاً وجريئاً وانطلق في خلق كائناتك كما تشاء ، لا تكن فقير الخيال فتهلك روحك وينضب عقلك .


ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات