سؤال للتفكر والتدبر !!
**********************
هل كان الله يتكلم مع ابليس بشكل مباشر وإبليس يتكلم مع الله بشكل مباشر أم أن الحديث بينهما كان عبر وسطاء وملائكة!؟ وهل رأى ابليس ربه!؟
*************
قصة الملاك ابليس قصة اشهر من نار على علم، فالكل يعرفها ، فالله امر الملائكة بالسجود الى آدم فور ان ينفخ فيه من روحه، فسجد كل الملائكة الا واحد فقط، وهو ابليس، الذي ظل واقفًا في كبرياء وسط ذلك المشهد الجليل المهيب !، فالملائكة كلهم خروا سجودًا لآدم فور ان نفخ الله فيه من ((روحه!!؟؟)) الا هذا الملاك المتكبر المنحدر من سلالة الجن!!
عند هذه اللقطة بدأ حوار عجيب رواه لنا القرآن في عدة سور مختلفة ، قال الله:
(( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ))!!؟؟
وأخذ ابليس يرد فتارة يقول : ((ما كنت لأسجد لمن خلقت طينًا)) وتارة يقول: ((أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين))، فالثابت أنه دارت أحاديث وحوارات بين الله وملائكته وكان (ابليس) يومها من ضمنهم حاله حال الملكين ببابل (هاروت) و(ماروت) اللذين كانا يعلمان الناس السحر في (بابل) !!، والسحر كفر!!
السؤال هنا : هل ابليس كان يرى الله عندما كان يتحدث معه ؟ ام انه كان يسمع صوته فقط !!؟؟ هل كان ابليس قبل ان يكفر مؤمنًا اصلًا بوجود الله ومؤمن بأنه لا اله الا هو أم أن الأمر بالنسبة له وللملائكة لم يكن يحتاج إلى إيمان فهم يسمعون الله وربما يرونه بصورة من الصور !؟
هل عندما كان الله يتحدث مع الملائكة كانوا يرونه ام يرون مجرد نور فقط!؟..
أسئلة كثيرة دارت في ذهني عندما كنت أقرأ هذه الآيات الكريمة التي نقلت مشهد ذلك اليوم الرهيب والعجيب ، مشهد سجود الملائكة كلهم أجمعون إلا الملاك (ابليس) الذي تمرد بدوافع الحسد والنرجسية والعنصرية مع أنه يعلم علم اليقين بوجود الله، ويعلم علم اليقين أن الساعة آتية لا ريب فيها، بل وكان يتحدث مع الله تعالى ويحاوره ويعرف بأن من يحاوره هو الله الخالق الرحمن الرحيم الجبار القادر العظيم !!!... شيء غريب وعجيب لو تأملناه بعمق قد يفتح أمامنا آفاقًا أوسع في فهم ((العالم الآخر ))... ((عالم الغيب))... ((عالم الملأ الأعلى والسماوات العلا)) !! فالله أكبر وأعظم مما نتصور ونفهم، والقصة أكبر وأخطر مما نتصور ونعلم !!
أخوكم المحب
سليم نصر الرقعي