شهدت السنوات الأخيرة اضطرابات ونزاعات في دول عربية عدة، الأمر الذي أجبر الناس على الخروج من من بلدانهم تاركين خلفهم بيوتاً مدمرة وأحلاماً لم يحن بعد موعد قطافها، ومن هنا بدأت رحلة الحالمين بمستقبل أفضل بالبحث عن فرص التعليم المناسبة والمنح الدراسية، خصوصاً لمن ترك وراءه جامعته أو مدرسته، وأصبح ضحية مجتمع لا يلتف إلى الماضي، بل النازح بالنسبة له رقم في قوائم اللجوء حتى وإن كان طبيباً حرمته الحرب من اجتياز المادة الأخيرة في جامعته، ولكن ما لا تعرفه الأوراق الرسمية أنه طبيباً يمنح الحياة لمن حوله.

ومن أبرز الوسائل التي لجأ إليها اللاجئين للتغلب على المصاعب وقهر آلة الحرب، هو نظام التعليم عن بعد أو التعليم الإفتراضي، لأن هذا النظام يقصّر المسافات ويفتح أمامهم جامعات العالم، بالإضافة إلى كونه لا يحتاج إلى التفرغ الكامل، ومن جهة أخرى تعتبر تكاليفه منخفضة مقارنة بالتعليم النظامي، وبالتالي يمكنهم متابعة دراستهم والحصول على شهادتهم الجامعية ضمن الظروف الخاصة التي يعيشونها، ولكن يجب على الراغبين بالالتحاق بأي جامعة التأكد أولاً من الاعتراف والاعتماد الاكاديمي.

ولكن غالباً ما يواجه الطلاب العرب بشكل عام والسوريين بشكل خاص مشكلة اللغة، خصوصاً وأن لغة الدراسة في الجامعات السورية الحكومية هي العربية، لذلك يجدون صعوبة في إكمال دراستهم، سواء كانت باللغة الانكليزية أو غيرها.

ومع كثافة تدفق اللاجئين العرب إلى الدول الأوروبية، زادت الحاجة إلى برامج دراسة باللغة العربية، وكانت البداية من عند الجامعة السويسرية المفتوحة، التي أطلقت أول برنامج دراسة باللغة العربية في أكتوبر 2014.

وهي جامعة مرخصة بحسب قانون الحكومة السويسرية لمزاولة التدريس ومنح شهادات في التعليم العالي لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، إذ سعت الجامعة إلى بناء علاقات وثيقة مع الدول العربية لتتيح لطلبتها الاستفادة من برامج التعليم الإداري السويسري ذي الجودة العالية، فيما بدأ قسم الدراسة باللغة الانكليزية في العام 2013.

وأدركت إدارة الجامعة أهمية اعتماد اللغة العربية في تدريس الطلبة القادمين من دول عربية، لترتقي بمستوى المجال الإداري في الشرق الأوسط مع الحرص على أن تكون المناهج العربية في التدريس منسجمة مع علامة جودة التعليم السويسرية المرموقة.

وبالنسبة للشهادات الصادرة من القسم الإنكليزي فهي شهادات معترف بها، وعليها شعار" Ofqual"، وهي مؤسسة تعليمية تابعة للبرلمان البريطاني، وبالتالي يحصلون على شهادة معترف بها في جميع أنحاء العالم، وتسعى إدارة الجامعة أيضاً إلى الحصول على الاعتراف نفسه لخريجي القسم العربي، ولاسيما أنofqual  سمحت أخيراً الدراسة بغير اللغة الإنكليزية، ولذلك هناك طلب خاص لبرنامج اللغة العربية قيد الدراسة.

وأحرز القسم العربي اعتماد من مؤسسة ASIC المعترف بها من قبل الحكومة البريطانية وهي عضو في مؤسسة UK NARIC ، بالإضافة إلى اعتراف الجمعية الأوروبية لضمان جودة التعليم العالي ENQA (وهي أعلى هيئة اعتماد جامعي في أوروبا ومهمتها مراقبة وزارات التعليم وهيئات الإعتماد في أوروبا)، وهي كذلك عضو في مؤسسة CHEA (مجلس التعليم العالي للإعتماد والذي يعتبر أعلى هيئة اعتماد في الولايات المتحدة).

ونؤكد إدارة الجامعة أن الشهادات العربية معترف بها من مؤسسة Asiqual وبعد التخرج يحصل الطالب على شهادة اعتراف من هذه المؤسسة. هذا عدا أنه يُكتب على شهادة الجامعة أنها معتمدة من ASIC وهي مؤسسة أنشأتها الحكومة البريطانية في عام 2007، واعتمدت من قبل المركز الوطني لإدارة الأعمال والكمبيوتر، الذي تم تأسيسه من قبل حكومة المملكة المتحدة في العام 1966.

ومن جهة أخرى، تتبع الجامعة أسلوب "التعليم الإفتراضي" إذ تقدّم المحاضرة على الهواء ومباشرة صوت وصورة، مما يتيح الفرصة للطالب ليتحاور مع المدرّس ويطرح عليه أسئلته.

ويوفر موقع الجامعة السويسرية المفتوحة خيار مشاهدة المحاضرة في وقتٍ لاحق، لمن تعذر عليه المشاركة فيها، والامتحانات كذلك تكون مسجّلة، لذلك فهذا النوع من التعليم هو الحل الأنسب لمن لديه ارتباطات عائلية ووظيفة، ويشار إلى أن عملية التعليم والدراسة تتم عبر برنامج خاص شبيه بـ "السكايب"، يسمح بمشاهدة المدرّس والتفاعل معه.