الحكيم والخطوات الثابتة ...
رحيم الخالدي
ينصح الأطباء لذوي الحالات النفسية، الذهاب الى أماكن لم ترها العين من قبل، أو الجلوس قرب البحر لتصفية الذهن، وتجديد وتصفير الذاكرة وتخليصه من المتراكمات والمشاكل، ليبدأ مرحلة من ترتيب الأولويات، والبدأ بمرحلة جديدة، ونجح مع كثير ممن يعانون من الحالات النفسية، وهذا يقودنا الى حالة نراها يومياً وباستمرار، وعيوننا تلحق كل شيء متحرك، أما الشيء الجامد لا نعير له إهتمام، فتكون الحركة جاذبة للعين، ويشتغل معها الذهن! والتساؤل بـ الى أين تنتهي هذه الحالة؟ وهذا يقودنا لحالة في عالم السياسة .
السيد الحكيم ومنذ رحيل السيد عبد العزيز الحكيم، وإستلامه مهام المجلس الأعلى الإسلامي، وهو في تحرك مستمر! وفي بداية حياته السياسية في العراق، وقيادة التيار راهن عليه بعض الشخصيات السياسية، بأنه سوف يفشل! ولا يمكن مقاومة من هم على هرم السياسة، بل وصلوا لأبعد من ذلك، حيث رسموا بخيالهم الواهم بأنه سيكون طيعاً لهم، كونه شاب وحديث القيادة، متناسين أين تربى وعلى يد من! ومن أيّ عائلة هو، ونسوا التاريخ النضالي الذي قضاه، سيما أيام ثمانينات القرن الماضي، والكفاح ضد سلطة البعث آنذاك .
بعد تسلمه مهام القيادة، وحسب القوانين المتبعة صَوّتَ لَهُ أغلبية القيادات في التيار، وتسنم مقاليد رئاسة المجلس الأعلى، وإتخذ منحى آخر! ليغور بعمق السياسة، التي يجهلها من دخل فيها وهو لا يعرف أبجدياتها! متصورين أن من قرأ كتابا أو كتابين تحول الى سياسي، وهذا هو الخطأ بعينه، فكان جاداً في الطرح في كل المناسبات، إضافة لتبني منهج جديد، وهو الملتقى الثقافي، حيث إستقطب الملتقى شخصيات من إتجاهات متعددة، كونه يطرح المشاكل الحديثة، وكثيراً ما تتطابق مع صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة .
الإنتكاسة التي تعرضت لها الحكومة السابقة وخاصة في الدورة الثانية وإنتهاج مسار تهميش الآخرين وعدم وجود المشورة أدّت الى خسارة كبيرة جداً من حيث التلاحم للتحالف الوطني وبدأ تفكك ذلك التحالف الذي يَعِقدْ عليه العراقيين الآمال إضافة لوضع إشخاص في أماكن هم ليسوا بقادرين على إدارتها خسرنا معركتنا مع الإرهاب أدّى بذلك إحتلال داعش للموصل مع خسارتنا لِآلياتنا العسكرية التي تم إستيرادها حديثاً لتقوية الجيش حديث العهد بعد حلّه من قبل برايمر رافق ذلك مجزرة سبايكر التي يندى لها جبين الإنسانية .
تزامن ظهور حالة الإعتصام من قبل المناطق الغربية لاحقه الأزمة مع الإقليم أدت الى التشظي أكثر ومع نتائج الإنتخابات وضياع الثقة بين المواطن والحكومة وتحميل الطرف الذي كان يمسك زمام الأمور كل التبعات بدأ الغليان في الشارع العراقي والجهر بتحميل المسؤولية للذي تسبب بتلك الأحداث وترشيح السيد العبادي بعد رفض الجمهور والكتل المشاركة خف الضغط على الحكومة وبدأو بمسار تطبيق كل الرؤى التي نادى بها الحكيم وأُهملت وفي الأيام الماضية ونظراً للمسار الذي يتبعه الحكيم تم إنتخابه رئيساً للتحالف إعترافاُ منهم بأنه الأقدر .