Image title
بقلم : محمد أمين الدميري


قد يسخر منك البعض و يراك غير واقعي عندما تخبرهم انك تتابع مسلسل درامي او فيلم من افلام الكوميديا , و ذلك لانك في نظرهم غير مهتم بالسياسة العربية ! , او بمعني اخر أحمق !

في الواقع انت بالفعل احمق لانك لا تتابع السياسة العربية ! . انت احمق لانك لا تعرف عدد الذي توفوا في سوريا اليوم او عدد الذي تم اعتقالهم اليوم في مصر و الاردن ولانك لست علي دراية بما تفعله ايران في لبنان و اليمن و سوريا و العراق و البحرين!  انت احمق لانك لا تجلس بجانب التلفاز تشاهد مجموعة من المستوطنين اليهود يقتحمون المسجد الاقصي ! انت احمق لانك لا تشاهد المذيع و هو يعلن عن موت المئات في الصومال بسبب الجوع او الحروب الاهلية هناك ! 

فمن ناحية اخري , مواطن عربي يأتي من عمله منهكا فيتناول الغداء مع زوجته التي تنتظره , وبعد الانتهاء يفتح التلفاز ليتابع نشرة الخامسة علي BBC او ربما الجزيرة .

"والان مع التذكير بأهم العناوين .. تنظيم الدولة يعلن مسئوليته عن التفجير الذي استهدف عشرات المدنيين في الموصل , مقتل العشرات في حلب اثر قذف الطائرات الروسية الذي استهدف المدينة صباح اليوم , الامين العام للامم المتحده بان كي مون يعلن عن قلقه الشديد ازاء ما يحدث في سوريا ويطالب الجميع بضبط النفس , الكنيست الاسرائيلي يصوت علي قانون بمنع الاذان في القدس تحت مكبرات الصوت , قوات الشرطة المصرية تفض مظاهرة مناهضة للحكومة و تعتقل العشرات , مقتل العشرات في ليبيا ازاء مواجهات بين الجيش الليبي و ارهابيين , الحكم علي الرئيس المصري السابق محمد مرسي بالاعدام بتهمة التخابر مع حماس , مظاهرات في المغرب رفضا لرفع علم اسرائيل بقمة المناخ , نتينياهو يستقبل وزيرالخارجية المصري سامح شكري في منزله بتل ابيب , و اخيرا جامعة الدول العربية تعلن عن جلسة طارئة يوم الاحد القادم لمناقشة الازمة السورية و الفلسطينية ! "

من الملفت للنظر ان موجز الاخبار بالنسبة لمواطن عربي ما هو الا موجز بسيط من الحزن و الاكتئاب ! و كأنك تستيقظ مبكرا و تقرأ شريط الاخبار لتعرف كم شخص توفي اليوم ؟! و كم انفجار وقع ؟! وكم مظاهرة تم فضها بالقوة ؟! و ماذا عن فلسطين اليوم ؟!

بدون اية مبالغة استطيع القول ان موجز بسيط مثل هذا قد يدفعني الي الاكتئاب المميت بصفتي شاب عربي مثلي مثل غيري , احساسي بأهالي الشهداء الذين يسقطون يوميا في سوريا و احساسي باهالي المعتقلين الذين يتم الحكم عليهم باحكام ظالمة بعشرات السنين تحت اتهامات زائفه , بينما اقف في مكاني لا استطيع فعل شئ ! كل ما اقدر عليه هو الذهاب الي الجامعة و التدوين .

الطفل السوري عمران

اتذكر جملة قالها لي شاب ياباني يعيش في بريطانيا كنت قد تعرفت عليه من خلال تطبيق QuizUp حيث قال لي : عندما رأيت هذا الطفل السوري ( يقصد الطفل عمران ) حزنت حزنا شديدا و كنت اتخيل صورته اثناء نومي لاسبوع كامل ! , في الحقيقة انا لا استطيع ان اتخيل احساسكم انتم العرب و ما تشعرون به اتجاه سوريا و فلسطين !

في الواقع كنت اريد ان اقول له اننا العرب نمتلك بعض الانظمة العربية تدعم بشار الاسد و تجلس مع رئيس وزراء اسرائيل بشكل طبيعي بل و احدهم بكي بحرقة لوفاة بيريز !

في النهاية اخبرهم ان يتوقفوا عن متابعة السياسة العربية ! , فمصطلح (سياسة) من المستحيل اطلاقه علي ما تفعله معظم الانظمة العربية في شعوبها ! 

اخبرهم ان السياسة علاقة بين حاكم و محكوم , و ليست علاقة بين جيش و سلطة ! 

 اخبرهم ان يتابعوا المهزلة العربية في صمت !

و اخيرا استطيع الجزم ان من سيقرأ هذا المقال سيغلب عليه روح الحزن وربما البعض يسخر من الكاتب و ذلك لعدم وجود هدف محدد من المقال او ربما فقط لبث روح الاكتئاب , و في الحقيقة انت علي حق !  فانا اريدك ان تصاب بالحزن و الاكتئاب , لتدرك جيدا انه مهما اختلفت الانظمة الحاكمة في دولتك و سياستها ستظل في النهاية مواطن عربي , يريد فلسطين حرة و شام اخضر محرر من الطغاة و اوطان عربية بدون حاكم عسكري مستبد .