خلقنا الله بشر نمتلك
قدرات ،،
مواهب ،،
ذكاءات متعددة ،،
أحدهم بمجرد أن تجالسه مرة أو مرتين تستطيع أن تتعرف على إهتماماته فهي تطغى على جانب كبير من حديثه وأفكاره ،،
والآخر من الممكن أن تراه يوميا ولاتتعرف على مايملك من مواهب أو قدرات ولا ماذا يحب ،،
كأنه وضع نفسه بصندوق مغلق والآخرين هم الملزمين بأن يجدوا مفتاحه ليخرجوا أجمل مافيه ،،
غير أن ماتعلمناه من هذة الحياة أنك إذا لم تستطع أن (تعرّف ) عن نفسك بطريقة تُظهر ماتتميز به ،، لن يهتم أحداً لك وهذا مانراه ظاهرا ..
التعريف عن النفس قد يكون منبوذاً جدا بلغة (الأنا) لكنه محبوب جداً بلغة (المبادرة )
فحتى يعلم الناس ميزاتك أخلاقك لابد أن ( تبادر ) حتى لو بالأشياء البسيطة الإبتسامة ،، السلام ،،
وهذاما يدعوا إليه ديننا :
قال عليه الصلاة والسلام (تبسمك في وجه أخيك صدقة )
وقال أيضا (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي , وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ , وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ )
قبل أن نبدأ بالحديث عن المبادرة أود أن نتفق على مانعني بالمبادرة اصطلاحا :
الإسراع بفعل الشئ بهدف التغيير ..
قرأت كثيرا في صفات الناجحين ،، القادة،، العظماء .. وجدت أن أهم صفة تجمعهم هي ( المبادرة ) ،، فلو لم يبادروا ويغيروا التاريخ ،،العلوم ،،الأحوال،، لماهو حالنا اليوم ؟؟
قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام :
( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )
حينما علم نبي الله يوسف ماتتميز به نفسه من خصائص هو من عرض نفسه (وبادر) وطلب أن يجعله على خزائن الأرض ثم عرض الصفات التي يتميز بها (إني حفيظ عليم) ..
فلا تنتظر أن توكل لك مهام لاتخرج عن حدودها ،، بل أنت بادر واعرض مواهبك ،،
في الحياة كثيرا مانرى أشخاص يمرون بنفس المكان في نفس اللحظة وجميعهم يرون غصن ملقى في الطريق أحدهم يبادر ويزيله والآخر يمر كأنه لم يره ؟؟
من لم يستطع أن يبادر بإزالة أذى عن طريق المسلمين لاتعتقد أنه سيفكر بحل قضايا أو مشاكل أكبر فمن إعتاد عقله على الكسل والإعتماد على الغير سيفكر بنفسه وراحته فقط ،،
حياة الأشخاص المبادرين مختلفة جدا فهم إعتادوا على التغيير حتى لو كان بدون مقابل لكن هناك شعور بداخلهم يخبرهم ( أنهم مسؤولون عن التغيير ) ..
الأشخاص المبادرين العالمين بمواطن القوة فيهم يحترمهم الآخرون ويقدرونهم لأنهم يغيرون الحياة للأفضل حتى لو كانت بأمور بسيطة ..
في أحد المقابلات الشخصية سُأل أحد المتقدمين لوظيفة
ماسبب إستقالتك من عملك السابق؟؟
والذي كان بشركة يشار لها بقوتها ؟؟
فرد الموظف الجديد بسبب عدم تقدير الشركة لي ..
فرفضه المدير للوظيفة ،،
وحينما سُأل المدير لماذا ؟؟
قال أن الشخص هو من يستطيع أن يعّرف عن نفسه بطريقة تجبر الآخرين على الإحترام أفعالا لا أقوالا ،،
نحن من نجبر الناس على الإحترام والتقدير ونفرضه فرضاً بأفعالنا (مبادراتنا) أخلاقنا ،، لاتجعلوا اللوم على الآخرين فنحن لانستطيع أن نتحكم بالعالم ،، نحن نستطيع أن نتحكم بأنفسنا فقط ..
أخيرا :
تعرفوا على أنفسكم جيدا وبادروا بتعريف الآخرين بما تمتلكون ،،
فالإسلام يحتاج لأصحاب العلوم والمواهب والقدرات فلربما خرج من بين أيديكم مشروع بسيط بقدراته،، لكن قويا بأثره ..