يتطلع الإنسان دوماً بطبيعته الإنسانية على أن يكون فرداً مؤثراً بالمجتمع .

يوقن بالنجاح ، ويُهتف له بالتمييز والإتقان .

فتجدك تخرج إلى هذه الدنيا وأنت لاتفقه شيئاً ولا تعلم أمراً ولا تُحدث خبراً ..

فما تلبث أن تتأثر بمن حولك من أهلك ، فتنطق كلمةً وتتلعثم في أخرى ..

حتى يأتي يومٌ وقد أتقنت الكلام ، وأجدت الحديث ، وأحسنت الخطاب ..

نعم ..

لقد اكتسبت مهارة الحديث ممن كانوا حولك وتعلمت حروفه وأصوله ..


اذهب بعيداً في خيالك ..

ماذا لو ولدت لوحدك ليس حولك أحد؟

هل ستسطيع الحديث ؟

أو التعبير عما تريد ؟


إن الإنسان بطبعه يتأثرُ بما حوله ، ويؤثر بمن حوله ..

إن ما تتأثر به تحكمه بفكرك وعقلك ..

فتوليه حيث تشاء ..

فقد تحزن من أمرٍ لسنوات ، وقد يكفيك حزنك لدقائق ..

إنك من تختار ذلك بإرادتك وفعلك بعد توفيق الله ..

تختار أن تفرح كثيراً أو أن تحزن كثيراً ..

تختار أن تقف عند محطة من محطات حياتك ملياً ، أو أن تتناسها فتنساها ..

تختار أن تقف لتنتظر شخصاً غالياً فارقك أو غدرك ، أو أن تمضي في سبيلك قائلاً " وفي الناس أبدال وفي الترك راحة " ..

تختار أن تسعد لأحدهم أو أن تحسده ..

تختار وتختار ...

إنها طريقتك في التعامل مع ما يثار من حولك .. ولكن ماذا عن ما تستطيع أن تؤثره أنت في غيرك ؟

إنّ بيدك - بعون الله - مالا تحصيه كتابة أو تُملأ به مقالة ..

إنك تؤثر بي مثلاً حينما تشاركني هذه الكتابة ..


لا يمكن لأي شخص أن يرتدي حُلة التأثير ، وتاج الوجود ..

حتى يستطيع بأن يرى نفسه كذلك ..

إنك من تحكم على نفسك بنفسك ..

وأنت أعلم الناس بنفسك ..


قد ينخدع بك الآخرون ، ولكنك أبداً لا تستطيع أن تخدع نفسك ..


إن أي مجد يتحقق لك ، أو أي انتصار يؤول إليك ..

خلفه نفس أرادت ، وعزيمة تحققت ..

لذا - وباختصار - أي شيء تصبو إليه ..

أو ترنو نحوه ..

اجعل نفسك من الداخل تقتنع به ، وتثق به ..

حينها ستساندك في ما أردت ..

وتكون أول المشجعين الداعمين لك ..

إننا كلما غيرنا دواخلنا ، تغيرت خوارجنا ..


حينما نبادر بإصلاح أنفسنا أولاً ، يصلح ما حولنا ..

إذاً ، أي خطوة للتطوير والرفع من الذات ..

تبدأ من داخلك .. ومن كوامن نفسك وبواطنها ..

فاطلق لنفسك عنان القرار ، وفك منها قيد الإمعة .. وواسبح بعيدًا عن أوهام المحاكاة ..


إنها أهم من أي شيء آخر ، أو أحد آخر ..

إنها أنت الحقيقي ، وأنت هي ..