بسم الله الرحمن الرحيم.

ماهي الا أيام معدودة تفصلنا عن نهاية هاته السنة ، واستقبال السنة الجديدة. وكما جرت العادة كل عام ، فإن أغلبيتنا -بمن فيهم أنا- يحدد أهدافا جديدة لتحقيقها في السنة الجديدة ، ويضع مخططا لحياته خلال السنة في انتظار السنة المقبلة كي يفعل الشيء نفسه.
لكن المشكل هو أننا، وفي غالب الاحيان لا نحقق ايا من مخططاتنا، وحتى وإن فعلنا، فلا نحقق منها إلا الجزء القليل. وهذا مايدفع بنا الى موجة من الإحباط، ثم ننتظر السنة المقبلة طمعا في أننا سنتغير ونضع خطة جديدة ونلتزم بها ، ثم يأتي العام وعادت حليمة إلى عادتها القديمة، وتدور العجلة من عام إلى عام بدون تحقيق أي شيء.

لكن ما السبب وراء هذا ؟ لماذا لا نستطيع تحقيق أهدافنا-والتي تبدو أثناء مرحلة التخطيط سهلة وفي المستطاع-؟ 

الجواب المختصر هو أننا نبدأ كبيرا. كيف ذلك ؟ دعني أعطيك بضع أمثلة كي نفهم المشكل، ثم بعدها أقدم إليك نصائح أتمنى أن تكون مفيدة لك -ولي- كي تحقق خطتك للعام المقبل.
كثير منا من تجد في خطته أن يقرأ كتابا كل أسبوع خلال السنة، هذا جيد أليس كذلك ؟ لكن المشكل هو أن هذا الشخص كان لايقرأ حتى صفحة واحدة في العام السابق ، وخطط لقراءة كتاب كامل خلال أسبوع للسنة المقبلة. ألا يبدو حقا شيئا خارجا عن المنطق قليلا ؟
لنأخذ مثالا آخر ، من بين الخطط أيضا، الجري لمسافة 5 كيلومترات يوميا ، وهو لم يجر قط في حياته.
أيضا ، تعلم 3 لغات وهو لا يضع ولو 5 دقائق مثلا في موقع لتعلم اللغات.
أتمنى أن أكون قد وضحت عبر الأمثلة المشكل الموجود ، وهو أننا نطمح في تحقيق الكثير بدون خبرة وبدون عمل.

الآن وقد شخصنا المشكل، فإننا نحتاج الى حلول، أو بالأحرى نصائح لنطبقها كي على الأقل نحقق القليل من الأهداف التي نضعها.
الحل بالنسبة لي هو أن نتبنى عادة القيام بالشيء ثم بعدما نكون متعودين عليه، فبالإمكان الزيادة في وتيرة القيام به. لنوضح ذلك عبر مثال قراءة الكتب، فمثلا يمكن البدء بتعويد النفس على قراءة 5 دقائق أو صفحة يوميا خلال الأسبوع الأول، ثم بعدها زيادة الوتيرة قليلا إلى عشرة دقائق وهكذا ودواليك حتى تصير لدى الإنسان عادة القراءة يوميا، وبعدها نفكر في هدف قراءة كتاب أسبوعيا أو غيرها.
سبق لي وأن قرأت مقال رائع عن كيفية تبني عادة، أنصح بقراءته.

الآن وختاما للتدوينة، فلنربط الخيط بين عنوان المقال، المشكل المطروح والحل. كما يشير العنوان -لقد حان الوقت-، أي وقت هذا ؟ الوقت بكل بساطة هو أنه باقي مايفوق الشهر على نهاية العام، أي متبقي من الوقت اللازم لتبني عادة، والتي ستساعدك في تحقيق أهدافك للسنة المقبلة ان شاء الله.
فالبنسبة لي، لدي أهداف -سأشاركها لاحقا قبيل انتهاء السنة في مقال آخر- وقد بدأت سابقا بتبني العادات، فمثلا أصبحت أقرأ كتابا يوميا، كتابا لا يبث بصلة لمجال دراستي، فقط كتاب، قصة أو غيرها، وحان الوقت أيضا لأتبنى عادات أخرى لها علاقة بأهداف أريد تحقيقها إن شاء الله.

أتمنى أن أكون قد بلغت الفكرة عبر هذا المقال، وأن يساعد ولو بالقليل في تحقيق أهدافك.

والسلام.