عبدالله الصقعبي
إن تراثنا الإسلامي يزخر بالمعاني التي تحث على البذل والعطاء ، والصدقة والإطعام ،وهو بدوره يعطي دافعاً قوياً لأفراد المجتمع بالبذل والإنفاق في أعمال الخير ،وهذا ماجعل المؤسسات والجمعيات الخيرية ترتكز على هذا المفهوم بشكل شبه كامل في الإعلان لمشاريعها الخيرية ، بينما هناك إغفال لجانب معزِّز ومهم أيضاً ،ألا وهو «الفكرة» التي من خلالها نُوصِل هذه المعاني لأقصى درجات التأثير ، والذي بالطبع يجعل المتلقي يتجه لدعم المشروع، أو تغيير وجهة نظره أو تعديل سلوكه. إن تأثرنا بوسائل الإعلام لايمكن أن نتخيله ، ولا مقدار سيطرته على قراراتنا، فهناك قوى خفيةً وراء كل تصميم ورسالة،تتحكم في حالتنا المزاجية وعواطفنا،ومع ذلك تجد أن هناك شيئًا من البرود تجاه الإعلان الخيري من قبل الجمهور ، لعل من أبرز أسبابه: تكرار الأفكار الحاصل في الإعلانات بالرغم من تطور الوسائل، وضعف صياغة الرسالة والحشو النصي فيها ،والمخاطبة المباشرة للجمهور دون وجود أي عمق أو بُعد تجعلهم يتأملون في محتوى الرسالة ،ولو دققنا النظر في الإعلانات التجارية لوجدنا أن أحد أهم أسباب نجاحها يكمن في محاولة إبراز مدى حاجة المستهلك للمنتج المعروض،من خلال فكرة إعلانية مميزة ،هذه الفكرة تتجدد باستمرار ، في طرحها وأسلوبها وإخراجها بمستوى عالي ومؤثر،تجعلنا نخرج من "السوبر ماركت" محملين بأكياس قد لا نحتاج بعضها، وأذكر أن أحد المنظمات الخيرية في سنغافورا قامت بتوظيف ٣٠ نجماً مشهوراً ونشرت صورهم وعباراتهم لدعم حملة تبرعات فجمعت خلال الأسبوع الأول 683،000 $ بالرغم من أن الحملة كانت على شبكات التواصل فقط!
وهنا سؤال المطروح ، هل المنظمات والجهات الخيرية تتعامل مع الخير على أنه سلعة في إعلاناتها ؟ أم تكتفي بالإخبار عنه والتذكير بالأجر مع شيء من الصور والعبارات الرتيبة ؟