بقلم: مدرب دولي: فادي نبيل سلفيتي

مقيم في مدريد،اسبانيا

ما يدعو احيانا للتفكر هو ما تراه على صفحات الشبكات الاجتماعيه من تناحر افتراضي الكتروني في السياسه والدين والتربيه والاخلاق..

ساحاول تحليل بعض الانماط النفسيه في مقالات منفصله.. لعلي اصيب ولعلي لا..

هناك نمط دوما يقوم بالانتقاد والتهكم على كل ما يمكنه التهكم عليه.. وكأنه يمتلك الحقيقه المطلقه والصواب المطلق في حياته، ووجهة نظره هو فقط ومن يواليه على صواب والبقيه خطأ وخطيئه..

اعتقد ان هذا النمط لديه نقص حاد في الشعور بالانتماء والحب والتقدير حسب هرم ماسلو للاحتياجات الانسانيه، بالتالي يبحث بشكل لا واعي عما يلبي توازنه النفسي المختل نتيجه نقص في تلك الاحتياجات النفسيه والمشاعر . حيث يميل الانسان الى ان يجد راحته في ان يضع فيديوهات تتهكم على اشخاص .. على رؤساء دول او اديان او اي شي اخر..

في حين لو تفكرنا قليلا.. رئيس الدوله او السياسي لديه من المسؤليات والواجبات ما قد لا يحتمله بشر خاصه في دولنا العربيه .. والغريب في الموضوع ان البعض مقتنع انه هو الاصلح او الشخص الذي ينتمي له هو الاصلح ليكون في الحكم .. والمصيبه انه عندما يمسك الحكم يبدا بخلق المبررات لعدم تمكنه من تحقيق ما كان ينتقد به من كان رئيسا قبله.. وهكذا تدور الدائره ..

لو تفكرنا قليلا سنجد بمعنى اخر انه لا يوجد هناك شخص خارق يستطيع ان يقوم بكل شيء مره واحده.

ولناخد مثلا بسيطا حاله مصر بين السيسي والاخوان اوحتى فلسطين بين ابو مازن وحماس.. وقس عليها كل الحالات الاخرى..

كل طرف يعتقد انه على حق ، وكل طرف ينتقد الطرف الاخر ويحاول ان يقلل من قيمته عبر وسائل قد تجدها احيانا دنيئه واحيانا ساذجه واحيانا اخرى مقززه.. تجد اطراف ينشرون فيديوهات مثلا تتهكم على السيسي وابو مازن وتبينهم للعموم وللمشاهدين على انهم دمى او هزليين ،تسخر منهم. وللاسف يتاثر بهذا الاسلوب الاشخاص المتخوفين والمتفائلين والمتشائمين والبسطاء والسذج.

وكذلك في الجانب الاخر يقوم اخرون بالتخويف والترهيب من حكم الاخوان وحماس كانهم وحوش ياكلون لحوم البشر .. وكذلك يتاثر فينا المتخوفين والمتفائلين والمتشائمين والبسطاء وكذلك السذج..

بالتالي نحن ندور في دوامه لا تساهم الا في شد جميع الاطراف للهاويه وللدرك الاسفل..

بينما مجرد تغيير التفكير السلبي والتهكمي الى تفكير تعاوني وتشاركي سيسهم في تغيير خارطه الكون..

ما تقوم به بعض وسائل الاعلام والتي بعضها يحظى باحترام كبير صنعته في بدايتاها وهو جزء من خططهم الاستراتيجيه بعيده المدى في السيطره على عقول الشعوب وتسييرها وفق اجنده معده مسبقا تخدم اهداف رؤس اموال معينه وسياسات ..الخ

ما تقوم به من بث فيديوهات واخبار ومعلومات وصور تتهكم او ترهب، لا اجد فيها اي معنى او اي اهميه لحياتنا ولتطوير ذواتنا ودنيانا سوى زياده الفرقه بين ابناء الشعب الواحد .. وقد اجزم ان من يتحكم او ينشر فيديوهات او اخبارا في بعض وسائل الاعلام ليسوا عربا او قد يكونوا مستعربين..

شخصيا لست مع استخدام وسائل القمع الفكري او غلق اي من وسائل الاعلام وانما مع توعيه الناس باهميه استخدام التحليل والتفكير بعقلهم هم وليس بالنقل وعقول الاخرين. وبالتالي حين يحترم الناس عقلهم ، سيصل ذلك الاعلام لمرحله يحترم فيها عقل المشاهد او على الاقل يغدو اكثر منطقيه (مع الاخذ بعين الاعتبار انهم سيقومو بتغيير استراتيجياتهم لتنفذ اجنداتهم الخاصه .. فمن المعروف ان اذكى انواع الاشخاص هم اللصوص والنصابين لانهم دوما يبحثون عن طرق جديده في عملهم.. وينطبق ذلك على كل الاعمال بما فيها الاعلام)

وحينها سيصل الناس الذين يقومون باعاده نشر الصور او الفيديوهات او المعلومات الى احترام عقل من لديه من اصدقاء ومحيطين على شبكات التواصل وسيفكر مرتين قبل ان ينشر ما لا يفيد ولا ينفع احدا وبعدها سياخد القرار الصائب بان ينشر المفيد والمفيد فقط.

وهذه دعوه للجميع من جميع الاطياف ان يقوموا باعاده النظر في ما ينشرون والى ماذا ستؤل الامور اذا لم نتفكر ونتغير ونطور انفسنا ومجامعاتنا ونسعى لنحيا بسلام داخلي وراحة البال.