ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

مدة القراءة: دقيقتين

خفقات الحزن

كم مشجب ستعلق عليه تعاستك في كل مرة ! .. بما أن رواسب النفس لا تسمح لك بأن تتبين أي منها هو السبب الحقيقي ستظل تبحث عن مبرر لحزنك ، وربما تدفعك إنسانيتك لخلق الأعذار للآخرين ، والتخفيف عن نفسك ، وفي نهاية البحث ستنحصر المواجهة معها ، حينها لن تتمادى في لومها ، ستدافع عنها في محاولة للخروج من ذلك المأزق ، لتجد القضاء والقدر عند آخر النفق ، كفيل بحمل مالم تحتمله ، القدر هنا مشجب لا نقاش فيه ، بعد تلك النقطة ستمضي وقد غسلت روحك لتنطلق نحو بداية جديدة ..

كيف ستصبح الأشياء التي أسعدتنا سبباً في حزننا يوماً ما ! .. 

"حين يغمُرك الحزن ، تأمل قلبك من جديد ، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوما مصدر بهجتك" جبران

في لحظتك الحزينة سيجلس الحزن بقربك ليخبرك أنه كان قريباً دائماً ولم يتخل عنك ، لكنك في لحظات أخرى استطعت أن تتجاهل وجوده بينما كان يحدق في قدرتك على ذلك ، انكسارك وضعفك ماهو إلا لحظة سقوط نحو أعماقك لسبرها ، وعناقها ، وتأملها عن قرب ، لتحرك بحرك الراكد فيها ، لتعيد الحياة إلى ينابيعك الناضبة ، فتتدفق بمعين جديد ، إنه نهم الحياة الذي لا ينتهي ..

قال لي مرة أن الحزن يجعل الإنسان أكثر عمقاً ، قالها وهو يشيح بعينيه الحزينتين بعيداً ، صمت قليلاً ثم عاد ليحدثني عن عذوبة القلب الحزين وصدقه ، كان يبتسم بذبول ساحر ، جعلني أتأمله كلما أدار إلي وجهه ، شعرت بخفقات روحه كأنها جناح فراشة بيضاء ، وحين صمت رأيت جلال الحزن في قسماته ..

"قد تشعر بالوحده بين كثير من البشر , وقد تشعر بالفرح بشخص واحد , الأمر ليس متعلق بعدد من حولك بل متعلق بقلب من بجانبك" .. جبران




ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات