أصل اسم (ليبيا) هو (لوبيا) وهو موطن قبيلة (الليبو) أو قبيلة (اللوبيين) التي كانت تستوطن غرب الاسكندرية، وعمم المصريون هذه التسمية (الليبو) على كل المجموعات السكانية والقبلية والبدوية التي تستوطن شرق مصر إبتداءً من برقة القديمة (بركايا) حيث موطن (التحنو) و(المشواش) و(الجرمنت) حتى أقصى المغرب وتسمية (الليبو) في تلك الحقبة ليست تسمية لمكان أو بلاد أو جغرافيا بل هي تسمية أو صفة لقوم أو قبيلة بعينها.. وهناك نظرية تقول أن كلمة (الليبو) أو (الريبو) هي تسمية مصرية فرعونية تعني (البدو)!!، ثم في العهد الاغريقي أطلق الاغريق اسم (ليبيا) على كل شمال افريقيا واطلقوا على سكانها اسم (الليبيين) ثم استمر هذا الحال في العهد  الروماني حيث (ليبيا) تسمية عامة المقصود بها شمال افريقيا حاليًا بإستثناء مصر الفرعونية، في حين (أثيوبيا) هي وسط وجنوب افريقيا، ليتم لاحقًا تعميم هذه التسمية (ليبيا) على كل القارة السوداء، ولكن يجب الانتباه هنا إلى ملاحظة مهمة لم أجد الكثير من الباحثين يتطرقون إليها، وهي أن هذه التسميات هي تسميات أجنبية فرضها القوى المتفوق حضاريًا وعسكريًا (الفراعنة والأوربيون) على سكان شمال افريقيا ولم نجد أي دليل على أنها تسميات محلية متداولة لدى السكان المحليين الأصليين أنفسهم(!!) فلم نجد من هؤلاء السكان المحليين من برقة حتى أقصى المغرب من يصف نفسه أو يسمي جنسه بأنه (ليبي)(!!؟؟) فحتى في كتاب (هيردوت) لم نجد نقلًا عن السكان اعترافهم بهذه التسمية الاجنبية التي فرضها المصريون ثم المستوطنون الاوربيون (الاغريق والرومان) على السكان الأصليين على طول الشمال افريقي والذين أطلق عليهم المصريون القدماء اسم أو صفة ((الليبو)) أو ربما ((الريبو)) !!!؟؟؟؟؟؟؟، المصادر شحيحة جدًا عن تلك القرون المديدة فيما يتعلق بهذه الجغرافيا الممتدة من مصر حتى تونس والتي أطلق عليها الاحتلال الايطالي لاحقًا عام 1934 اسم ((دولة ليبيا)) بل وجدنا في كتاب هيرودوت المشحون بالخرافات والحكايات الشعبية أن لكل قبيلة وكل قوم منهم تسمياته المحلية الخاصة ليس فيها ومنها (ليبيا) و(الليبيين) و(الليبو) (!!؟؟) فهي تسمية أجنبية فرضها المستوطن على صاحب الأرض الأصلي أي كما كان المصريون لوقت قريب يسمون كل ما يقابلهم من جهة الشرق بـ (العرب) وكل من يقابلهم من جهة الغرب بـ(المغاربة)!!، أي كما فرض الرومان على (الأمازيغ/ البونيقيين) الذين هم خليط من السكان الاصليين في شمال افريقيا والفنيقيين القادمين من لبنان، اسم (البربر) (!!؟؟) ، فهذه تسمية أجنبية (رومانية) عامة تعميمية لسكان شمال افريقيا حلت محل التسمية التعميمية المصرية (الليبو) والتي قيل أنها قد تعني في لغة المصريين القدماء (البدو!!) ومحل التسمية التعميمية الأجنبية (الاغريقية) أي (الليبيين)!!، أما السكان الأصليين أنفسهم ومعهم الفنيقيون، في تلك الحقبة - العهد الروماني - فكانت لهم تسمياتهم المحلية والقبلية التي لا يوجد من بينها تسمية (البربر)!! ثم بعد عدة قرون قام الرومان بإحلال إسم (افريقيا) محل اسم (ليبيا) ثم تم تعميمه على كل القارة السمراء والسوداء .

لقد اختفت هذه التسمية الاغريقية (ليبيا) لشمال القارة السمراء أو لكل القارة بشكل تدريجي لتحل محلها التسمية الرومانية (افريقيا) لعدة قرون ثم جاء الطليان بعد احتلالهم للقطرين العربيين (برقة) و(طرابلس الغرب) وقاموا بدمج هذين القطرين في بلاد ودولة واحدة سموها (ليبيا) وسموا أهلها بـ(الليبيين) بشكل رسمي وقرار حكومي عام 1934، فلقد نام سكان برقة وطرابلس ذات ليلة ليستيقظوا في صباح اليوم التالي بتسمية جديدة اطلقها عليهم حاكمهم ومستعمرهم هي ((اللييون)) !!، وليجدوا أرضهم (برقة/طرابلس)(برقابلس) بات اسم (ليبيا) دون أن تكون لهم أية علاقة أو أي شعور أو احساس أو ارتباط بهذه التسمية التي كانوا يجهلونها تمامًا (!!!؟؟) ، قاوموها لزمن ولكنها بالنهاية التصقت بهم كما التصق اسم (البربر) بالبونيقيين الذين هم خليط من الفنيقيين والأمازيغ (!!!؟؟) ، وقبل قدوم الاحتلال الايطالي بيوم واحد عام 1911 لم يكن أحد - من سكان القطر البرقاوي أو سكان القطر الطرابلسي بل وسكان الاقطار العربية كلها - يعرف أو يعترف بوجود (بلاد عربية أو حتى أمازيغية) واحدة اسمها (ليبيا) (!!؟؟) ولا وجود لشعب واحد أسمه الشعب (الليبي)!!!!، ولا كان سكان برقة أو سكان طرابلس الغرب يسمون أنفسهم بـ(الليبيين)(!!؟؟) ولا كانوا يعرفون هذا الاسم وهذه الكلمة لا من قريب ولا من بعيد!!، لذلك قاوموها كثيرًا في بدء الأمر إذ كلمة (ليبي) يومها كانت تساوي عندهم كلمة (مطلين)(!!؟؟) فهي تسمية ايطالية فرضها الحاكم الايطالي بقرار رسمي حكومي بجرة قلم!، فالبرقاويون والطرابلسيون ناموا ليلتهم في أمان الله وهم يعرفون أنهم برقاويون وطرابلسيون تجمعهم العروبة والاسلام واستيقظوا في الصباح التالي ليجدوا أنفسهم اصبحوا (ليبيين) بجرة قلم المستوطن الايطالي الذي يحتل أرضهم!!!، فهو وضع محدث استحدثه وفرضه المحتل الاجنبي القوي بقوة الاحتلال كما فرض الصهاينة بقوة الاستيطان اسم (اسرائيل) على أرض (فلسطين)!!.... هذه هي الحقيقة بكل بساطة!.


كوننا أننا قبلنا لاحقًا - بعد قيام الاتحاد والاستقلال عام 1951 - هذه التسمية الاستعمارية الاستيطانية الايطالية (ليبيا) واتخذناها كتسمية لهوية سياسية ووطنية جامعة للقطرين البرقاوي والطرابلسي ولسكان برقة وسكان طرابلس لا يعني هذا أن نتجاهل هذه الحقيقة التاريخية في نشأة الهوية الوطنية الليبية على يد الطليان!! أو نحاول أن نقفز على الحقائق التاريخية ونزور حقيقة هذه التسمية وهذه الهوية الجديدة الوليدة المستحدثة!، هذا تزوير في أوراق رسمية!!..... يجب أن نتحلى بالعلمية والموضوعية والشجاعة في معرفة تاريخنا وتاريخ نشأة هويتنا ودولتنا الليبية ونعرف تاريخنا كما هو ونعترف به كما هو بكل شجاعة وموضوعية ثم نبني عليه بكل ما هو مفيد ورشيد، وإلا ستظل هويتنا الليبية كهوية سياسية اصطنعها الايطاليون تعاني من التخبط والغموض والتوهان بسبب كل هذه الحقائق (الغائبة) و(المغيبة) التي لا أدري لماذا لم يتحدث عنها بكل هذا الوضوح الذي أتحدث به أنا هنا في مقالاتي!!!؟؟؟، فلم أجد من كل الليبيين الذي كتبوا في تاريخ ليبيا من يقول بصراحة وشجاعة:
((ليبيا دولة مستحدثة تكونت من قطرين عربيين جارين (برقة وطرابلس الغرب)، قام الطليان بدمجهما في دولة واحدة عام 1934 سموها ليبيا وسموا سكانها بالليبيين))
حقيقة تاريخية بسيطة واضحة للعقل القارئ لنصوص ووثائق التاريخ بشكل واع وصارم وموضوعي وعلمي كالشمس في رابعة النهار ومع ذلك لم يتطرق إليها أحد من قبل !!... شيء غريب وعجيب بل وربما مريب!!... يشبه لقصص (التابو)!!!..... أليس كذلك !!؟؟؟.

أخوكم البرقابلسي (الليبي) العربي المحب

سليم نصر الرقعي

 (*) ضف لهذه الحقائق التاريخية تقلبات القذافي من العروبة المتطرفة إلى الفوطمة المتطرفة إلى الأفرقة المتطرفة كلها زادت هويتنا الوطنية التباسًا وغموضًا !!، انظر للصورة المرفقة!... كل الحقائق الواقعية على الأرض أن الانقلاب على مشروع دولتنا الوطنية الملكية البرلمانية الاتحادية كانت كارثة بكل المعايير، كارثة على الانسان الليبي والمجتمع الليبي وعلى هويتنا الوطنية!!