منذ ان اوجد البريطانيون هذا الكيان الهزيل ؛ والى هذا اليوم , اضحت المملكة الاردنية الطفيلية من أوكار الخيانة ، ومواخير الدعارة السياسية ، وغرف المؤامرات الدولية المشبوهة المظلمة , وحدائق الاستعمار الخلفية , ولم ير العراق والعراقيون منها خيرا قط  ؛فقد عمل الملك عبد الله بن الحسين على الاتحاد مع المملكة العراقية الهاشمية من خلال مشروعي : ( الهلال الخصيب ) و ( سوريا الكبرى ) وكل هذه المشاريع المشبوهة كانت تهدف الى نهب ثروات وخيرات العراق وجعله تابعا للدول والكيانات الاخرى ... ؛ وقد كانت للملك عبد الله بن الحسين اطماع في الاستيلاء على ارض الرافدين منذ البداية , فقد توجه الأمير عبد الله إلى مقابلة المندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي في مصر ليعرض عليه مقررات المؤتمر -  المؤتمر العراقي المنعقد في دمشق عام 1920 – والذي تقرر فيه ان يكون الامير عبدالله ملك العراق , إلا أن مسعاه لم ينجح بسبب عدم موافقة بريطانيا على ذلك من جهة ، ثم عدول المجلس العربي للثورة العراقية عن ترشيح الأمير عبد الله وذلك لانشغاله في أمور مهمة ، ثم عزم والده ترشيحه لبلد آخر... ؛  لهذا قرر الانكليز واتباعهم  مبايعة فيصل ملكاً على العراق ، وقبل الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن نيابة عن والده، ووافق أن يدير شقيقه فيصل عرش العراق برسالة حملها عوني عبد الهادي لفيصل بهذا الخصوص ...؛ فهؤلاء العملاء كانوا يظنون ان بلاد الرافدين ملك لهم يفعلوا بها ما يشاؤون ...    ؛ بل وصل الامر بهذا الكيان الهزيل ان يرسل جنوده وجيشه  لقمع حركة الكيلاني عام 1941وقتل العراقيين ؛ وفي أوائل عام 1945م حدث تقارب بين البلدين الهاشميين والمرتبطين بالاستعمار البريطاني ،و بحثت على إثره إمكانية توحيد العراق العظيم مع دويلة الاردن الصغيرة  ، إلا أن المشروع لم ينجح ... ؛  بسبب عدم تأييد جامعة الدول العربية  للمشروع – وخيرا فعلت -  ... ؛  وقد استبدل المشروع بمعاهدة تحالف  تم التوقيع عليها في 14 / 4/ 1947م , ومن ثم شكل الأردن حلف بغداد مع كل من العراق وتركيا وإيران ، و استمرت العلاقات الأردنية العراقية تسير لصالح الاردن وعلى حساب مصلحة العراق والامة العراقية ؛  إلى أن تم إعلان الاتحاد العربي بينهما (الاتحاد بين مملكتي الأردن والعراق) في عام 1958م ، إلا أن أمد هذا الاتحاد لم يدم طويلاً ؛ فبعد  خمسة أشهر من الوحدة المشوهة ، حدثت ثورة العراق وقُتل الملك فيصل الثاني  وانتهى بذلك حُكم العائلة الهاشمية المالكة  في العراق  ... ؛ ونتيجة للثورة  توترت العلاقات  بين العراق والاردن  خلال فترة الستينات و السبعينات من القرن المنصرم ... ؛ ومن المعروف ان ملك الاردن قد توعد العراقيين بعد ثورة 14 تموز وزوال حكم العائلة الهاشمية ؛ بأخذ الثأر منهم ؛ قائلا : (( لأجعل في كل بيت عراقي مأتم )) ... , ومرت الايام والسنين , و ملك الاردن يتحين الفرص للإيقاع بالعراق والعراقيين ؛ حتى تم له ما اراد من خلال دفع العراق لإعلان الحرب ضد ايران ؛ بل انه رمى بنفسه اول قذيفة مدفع ضد ايران فرحا وابتهاجا باندلاع الحرب التي اودت بحياة الملايين من العراقيين الاصلاء والمسلمين من اتباع ال البيت ... ؛ ودعم الملك حسين نظام صدام  بحجة مواجهة الخطر الايراني المحتمل وصد التمدد الاسلامي الشيعي ؛ ونفس هذه الذرائع اطلقها ابنه الملك عبد الله فيما بعد ( مواجهة خطر الهلال الشيعي ) ؛ واضحت هذه المملكة الطفيلية والتي تعتاش على مص دماء العراقيين ؛ الرئة الاقتصادية للعراق المنكوب , والمنفذ البري والبحري له ايضا ... وقد شكلت مملكة الاردن ولا زالت  عبئاً اقتصاديا وسياسيا وامنيا  وماليا ثقيلاً على العراق ؛ وبعد حرب استرجاع الكويت عام 1990 اصبحت هذه المملكة الطفيلية  المتنفس الاقتصادي الوحيد للعراق ... ,  وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة التي مرت بالعراق والعراقيين - ايام الحصار - ؛ دعمت الحكومة البعثية الصدامية القذرة – ( وخلال الفترة ما بين 1991-2002 ) -  الاقتصاد الأردني سواء بمنحه النفط بأسعار مخفضة أو حتى مجانا ، و من ثم تحول الأردن إلى المتنفس الاقتصادي الوحيد للعراق في فترة المقاطعة الاقتصادية له من قبل المجتمع الدولي كما ذكرنا انفا  ؛ بالإضافة الى انتعاش الصناعات الاردنية والقطاع الزراعي والعمراني والصحي والسياحي ...؛ باختصار شديد تم بناء الاردن الحالي بكافة مؤسساته وبناه التحتية  بأموال وثروات العراق والاغلبية والامة العراقية المنهوبة  ؛ والادهى من كل هذه المهازل  وهذا الاستغلال البشع ؛ ذهاب العراقيين للعمل في الاردن واستغلالهم من قبل الحكومة الاردنية وسكان الاردن الانذال ؛ اذ طالما عمل العراقيون هناك وبظروف عمل مهينة وقاسية وبعد اتمام العمل الموكل اليهم يرفض هؤلاء الاوغاد دفع رواتب او اجور العراقيين ولعل عبارة ( يعطيك العافية ) كانت مؤلمة للعراقيين جدا ومعروفة بينهم ؛ فبعد بذل الجهود وعرق الجبين وانتظار العراقي لأخذ اتعابه يأتيه الجواب من الاردني الوغد والفلسطيني الحقير : ( يعيطك العافية ) ... ؛ وقد شاعت كلمة للملك حسين بين الاردنيين وقتذاك  , اذ قال للأردنيين : (( جعلت اسياد العالم او العرب خدم لكم )) ويقصد بذلك العراقيين ...!! 

كانت مملكة الاردن ولا زالت – شعبا وحكومة – تتعامل مع العراق  على أنه "بقرة حلوب"،  ولم يشبعوا من براميل النفط المجاني , وصفقات النفط مقابل الغذاء الظالمة ... , والاتفاقيات الاستغلالية والمشبوهة والتي تمت بين نظام المشنوق صدام وملك حسين والتي كلها تصب في صالح الاردن ؛ نعم الفائدة الوحيدة التي قدمتها مملكة النهب والسلب للعراق تمثلت : في ايواء عناصر الامن الصدامية بحيث اصبحت "وكرا" لاستخبارات صدام وتحركاته لتصفية المعارضين العراقيين والثوار الوطنيين والشخصيات العراقية النزيهة ...!! 

ومع كل تلك الهبات الصدامية المسروقة من ثروات الجنوب العراقي للأردن ؛ وقفت مملكة الاردن مع العدوان الامريكي ضد العراق عام 2003 ... , وبعد عام 2003 دعمت الاردن كافة الفصائل والحركات الارهابية لإلحاق افدح الاضرار بالعراق وازهاق ارواح العراقيين من خلال العمليات الارهابية والتفجيرات الانتحارية ؛ بل و فجر الاردنيون والفلسطينيون  انفسهم بعمليات دموية طائفية اجرامية مقززة ضد العراقيين الاصلاء ... , واحتضنت الاردن ايتام النظام الاجرامي البائد و أوت زبانية وجلادي الطغمة الصدامية والبعثية وعائلة صدام المجرمة ... ؛ واخر المؤامرات الاردنية ضد العراق والأغلبية والامة العراقية السماح لحزب البعث المجرم بالعمل في الاردن بل والدعوة لعودة حزب البعث الارهابي لحكم العراق ؛ واجتمع الاوباش ورددوا هتافات معادية للنظام السياسي في العراق واشادوا بالنظام البعثي البائد ؛ حيث أسس عدة آلاف من الأردنيين "حزب البعث" في عمّان بهدف الإطاحة بالنظام السياسي في العراق ... ،  فقد حصل الحزب بأهدافه تلك على إجازة مفوضية الانتخابات الاردنية... .

لم تخجل « مملكة الشر الطفيلية » يوما من  مؤامراتها ضد العراق ، بل دائما ما تتفاخر وسائل اعلامها الرسمي والشعبي  بذلك ؛ والشواهد على ذلك كثيرة ومنها : فتنة الارهابي الزرقاوي واقامة مجالس العزاء له ولشراذم الارهابيين  الاردنيين وكذلك احياء ذكرى هلاك الطاغية صدام ، ولا عجب في ذلك فالأردن  كـ«المرأة اللعوب»، فقدت عذريتها منذ ولادتها ، واختارت البغاء طريقا لها ، لخدمة أهداف ومؤامرات أسيادها ، فدائما  الاردن  «حبلى» بالمؤامرات والمخططات الخبيثة  والأكاذيب والتحريض وتزييف الحقائق لتضليل الرأي العام  والعربي والعراقي ، و«بوقا» لشياطين الإرهاب والبعث .

احترفت مملكة الاردن الأكل من مائدة العراق العظيم كالمتسول الذليل  , واضحى العراق والعراقيون ( مثل السمج مأكول مذموم ) ... ؛ فكان الغدر شيمتها والخيانة أخلاقها ، و ايواء القتلة والذباحة والبعثية والعصابات الطائفية و سفك الدماء منهجا لها ... ؛ ومع كل تلك الحقائق الدامغة تتبنى مملكة الاردن   استراتيجية الخداع والتضليل  والتدليس الاعلامي وخلط الاوراق وتغيير المواقف وتبديل الادوار كالحرباء . 

وبعد كل هذه المؤامرات الاردنية الخبيثة والمخططات الخطيرة التي استهدفت العراق والعراقيين والتجربة السياسية الديمقراطية الجديدة ؛ (عادت ريمة لعادتها القديمة ) ؛ اذ بادرت الحكومات العراقية المتعاقبة الى عقد العديد من الاتفاقيات الفاشلة والفاسدة مع الاردن ؛ ومنها  - على سبيل المثال وليس الحصر - : استيراد الكهرباء من الاردن ؛ وانشاء خط بري لنقل الركاب يربط العراق مع الاردن ومصر والهدف منه جلب المزيد من السياح والطلاب والمرضى العراقيين لهم ونهب اموالهم بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة , ومشروع الشام الجديد بين العراق والأردن ومصر...؛ ومد انبوب نفط الجنوب الى الاردن  , ورفع الكمرك والضرائب عن البضائع الاردنية الداخلة الى العراق , وبحسب الإحصاءات الصادرة عن مكتب المستشار التجاري العراقي في عمان ، فإن حجم الصادرات الأردنية الكلية للعراق بعد عام 2003، هو أعلى من جميع المعدلات في الفترة من 1994-2003... ؛  فقد بلغت قيمة صادرات الأردن للعراق عام 2002، قبل عام من غزو العراق، قرابة 150 مليون دولار، فارتفعت عام 2008 بنسبة 900 في المائة ، حيث بلغت 1.3 مليار دولار، ويتوقع ان ترتفع إلى 1.6 مليار دولار ... ؛ ويتجه حجم الصادرات الأردنية للعراق  إلى الارتفاع  بمرور الايام وانبطاح الحكومات العراقية ... ؛ وأما أهم الصادرات الأردنية إلى العراق فتتمثل في مواد الحليب، والخضار والفاكهة، والسمن النباتي، والمشروبات الغازية، والاسمنت، وأسلاك الكوابل، ومستحضرات الغسيل، وزيوت التشحيم، والبلاستيك، وسماد ثنائي فوسفات الأمونيا... ؛ وكل هذه البضائع من الممكن للعراق انتاجها وتصنيعها بل وتصديرها الى الخارج ... ؛  ومن خلال ما تقدم اقسم جازما بأن الاتفاقيات والمفاوضات مع الجانب الاردني لا يستفيد منها العراق شيئا ؛ فهي ليست لصالح العراق مطلقا بل تجر عليه الخسائر والانتكاسات والويلات ... ؛ ومن الغريب ان لا تتعظ الحكومات العراقية الحالية من تجارب العلاقات الاردنية العراقية الفاشلة والفاسدة والظالمة ؛ فها هي تعيد نفس نغمة الاتفاقيات الفاسدة وتقع بنفس الاخطاء وتدفع اغلى الاثمان جراء تلك الاتفاقيات المشبوهة الفاسدة .  

الاستعمار والقوى الدولية جعلت من مملكة الاردن ( قوة وهمية اشبه بالفزاعة ) رغم انها لا تمتلك المقومات البشرية او الطبيعية ؛ بالإضافة الى تاريخها الاسود المعروف بالخيانة والعمالة ؛ فما هي الا مملكة للدعارة السياسية تستجدي الاموال من هذا وذاك ؛ وهي لا تمثل  إلا نقطة  سوداء – كسواد حجر سدوم - على الخريطة .  

فمن المعيب ان تهدد امن العراق العظيم هذه الدويلة الصغيرة والمملكة الهزيلة والتي انشئت حديثا – ولعل تاريخ محل حجي زبالة لبيع عصير الزبيب في بغداد اقدم منها - ؛ فالعراق قادر على  إحباط المؤامرات والمخططات الاردنية المشبوهة والخطيرة ، وسيظل الشعب العراقي بوعيه وإدراكه  مساندا وداعمًا للتجربة الديمقراطية الجديدة والتداول السلمي للسلطة والسعي الحثيث نحو الاصلاح الوطني الذي يضمن حقوق وكرامة الاغلبية والامة العراقية النبيلة ... ؛ واخيرا : من المعروف ان سياسة التعامل بالمثل هي سياسة الاحرار والوطنيين الابطال ؛ وعليه لابد للحكومة العراقية من دعم المعارضة الاردنية وايوائها وتوفير مختلف الدعم المادي والمعنوي لها وتسهيل مهمتها بإسقاط النظام الملكي في الاردن ؛ بالإضافة الى الغاء كافة الاتفاقيات الاقتصادية مع الاردن واغلاق الحدود , وتمويل البرامج الاعلامية الموجهة ضد مملكة الاردن واستراجع الاراضي العراقية المسلوبة والتي تبرع بها نظام الخائن صدام للاردن