بالأمس كان التاريخ 8 مارس .. و معظمكم يعرف ماهي المناسبة العالمية المخصصة لهذا اليوم ..

و لمن لا يعرف فهو اليوم المخصص عالمياً للمرأة , ففي الثامن من شهر مارس من كل سنة يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة ..

و لكل شعب طريقتهم الخاصة بالاحتفال.


ما يعنيني هنا هو الطريقة الحضارية من الاحتفال ..

ففي هذا النوع يحتفل الجميع بالمرأة بإحترام و تقدير و استعراض لإنجازات عظيمة حققتها المرأة في جميع المجالات .. الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و مناقشة المزيد من الحقوق اللازم تقديمها لها و المتطلبات اللازم توفيرها.

هذا هو الاحتفال اللائق بمثل هذا اليوم و بمثل هذه المناسبة.


و بذكر هذا اليوم ..لن أتطرق إلى تاريخ بدايته من نيويورك ومتى كانت المسيرات النسائية التي ظهرت بدايةً للمطالبة ببعض الحقوق

و لكن سأخصص حديثي عن ماذا قُدّم لنا في هذا اليوم كـ نساء هنا ..

في العالم العربي و السعودية بالتحديد.


في ماذا اختلف هذا اليوم عن غيره لديكم يا نساء الوطن ؟؟

ما الذي وجدتيه مختلفاً عن غيره من الأيام ؟؟


في بعض بلدان العالم تم تخصيص هذا اليوم إجازة لجميع النساء

و في كثير من بلدان العالم كانت لهم بصمات واضحة و مطالبات تحققت من تحديد لساعات عمل النساء و المساواة و الإنصاف وحقوق بالانتخاب و غيرها.


ماذا عنَا ؟؟


نحتفل في مدارسنا باليوم الوطني .. يوم المعلم .. أسبوع الشجرة ..ألخ


مدارس البنات و الجامعات .. كيف حالكم في هذا اليوم ؟؟

هل احتفلتم !! هل تم نشر الوعي و تثقيف الفتيات بحقوقهنَ و إبداء التقدير و الاحترام لهنَ و تخصيص الإذاعة على الأقل للحديث عن هذا الموضوع!!


أم ما زلتم تمارسون تقريع الفتيات و مصادرة أبسط الأراء و الأفكار !


أضعف الإيمان أن تزيدوا من وعيهنَ عن أهمية التعليم لهنَ و كيف يواجهون التحديات ..كيف تكون الفتاة فعالة في مجتمعها و كيف تبني نفسها أولاً لتساهم في بناء أسرة في الغد و التي هي أساس لهذا المجتمع ..

و كيف أن تحتفظ بحق حفظ كرامتها في مجتمع قد يسلبها معظم حقوقها و إنسانيتها كذلك ..

و قد يُصادر أفكارها و أرائها و يحدّ من طموحاتها .



عزيزتي المرأة ..

ربما اكتفى الكثير لدينا بالتعبير في " هاشتاق" و أبدى إمتنانه لك بالكلمات .. باعتبار أنَ هذا كل ما يمكنهم فعله


لكن أنتِ لا تكتفي بمجرد ذلك .. و لا تكتفي بالاعتزاز بنفسك في هذا اليوم فقط ..


اجعلي هذا اليوم هو بداية خطة سنوية لك .. تطمحين فيها إلى تغيير نفسك إلى الأفضل لتغيري من حولك

و اعلمي أنك فرداً مهماً في هذا المجتمع و من عوامل بناءه الرئيسية .. و لو هُمشتي , و لو صودرت أرائك و هُضِمت حقوقك


إتخذي خطوة التغيير من اليوم ..لتقودك إلى تغيير المستقبل,

و لا تظني أن أنوثتك مجرد لباس و مكياج و حياة مترفة .. ولا تحصري نفسك في هذا الإطار الضيق.

أكرمي أنوثتك بالعقل المتنوّر و الأخلاق العالية .. و ناضلي من أجل نفسك و بنات جيلك ونساء مجتمعك


إعملي بصمت .. أو بصوتٍ عالي .. المهم هو أن تقدمي شيئاً و تصنعي تغييراً



في نهاية المطاف ..

أقدَم الشكر و التقدير لكل رجل إعتزَ بالمرأة في حياته و أكرمها و رعى حقوقها و راعاها

و أذكركم بقول أشرف الخلق ..:

( إنما النساء شقائق الرجال , ما أكرمهن إلا كريم .. و ما أهانهن إلا لئيم )





نورة عبدالله

9-3-2015