من خارج هذا الإزدحام الرهيب من البشرية التى تعلو كوكب الأرض وقفت متأملا....من اين اتت هذة الناس وكيف اختلفت العقائد بينهم...فهؤلاء جاءوا الدنيا وجدوا انفسهم على الايمان ..وهؤلاء جاؤا الدنيا وجدوا انفسهم على الكفر......ما السبب فى مجىء الانسان.. الدنيا ليكون حلقة فى سلسلة الكفر .واخر لاتمام مسيرة الايمان..اكان لكل انسان الاختيار فى ذلك ام انها قسمة مقدرة؟ ما البدايات الا اشارات للنهايات وما النهايات الا نتائج حتمية للبدايات ............... عندما خلق الله ادم ابو البشر مسح على ظهرة واخرج ذريتة التى ستاتى الحياة الدنيا الى قيام الساعة وعرض على الانسانية كلها فى هذا الحين امانة التكليف الذى سيكون مقابلة الثواب والعقاب كما ورد فى سورة الاحزاب(انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انة كان ظلوما جهولا) بعد تقبل حمل الامانة اشهدهم الله على انفسهم ..ان شهادتهم التى سيشهدون بها ستكتب عليهم وسيحاسبون عليها يوم القيامة واخذ عليهم الميثاق بان يشهدوا بربوبيتة ووحدانيتة واجابوة بقولهم بلى شهدنا والله اعلم بمدى صدق شهادة كل منهم .قال تعالى فى سورة الاعراف(واذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا انت تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقولو انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون) فالبشريه كلها شهدت للة بالربوبية والوحدانية........منهم من شهدوا بأ سمى درجات الصدق وهم الرسل والانبياء ومنهم من شهدوا بنفاق خالص وهم الذين سيكونون ائمة الكفر فى الدنيا .. ومنهم من شهدوا بصدق حقيقى ومنهم من شهدوا بصدق يشوبة النفاق ومنهم من شهدوا بنفاق يخالطة الصدق فالله وحدة الاعلم بمدى مقياس درجة الصدق ومدى مقياس درجة النفاق و لذلك قدر لكل انسان البيئة التى سينشأ فيها فى الدنيا وقدر لمن شهد بنفاق ان ينشا فى بيئة كافرة ولتأكيد ذلك النفاق ارسل اليهم رسلا مبشرين ومنذرين من بنى ادم مع علمة انهم لن يؤمنوا كما ذكر فى سورة الانعام(ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شىء قبلا ما كانو ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون) انها قصة...رسمت نهاية كل انسان فيها منذ لحظة اخذ الميثاق وحتى الرسل والانبياء....سبق تقدير نبوتهم....وجودهم فى الدنيا لعظم صدقهم عند اخذ الميثاق ..ولذلك اصطفاهم الله على خلقة قبل ان يوجدوا فى الدنيا ......... لقد سبق ايمان أو كفر كل انسان ....وجودة فى الدنيا ليست قضية وراثة معتقدات اباء واجدادكما قال تعالى فى سورة النحل(وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونة من شىء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونة من شىء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين) لقد اشركوا من قبل ..عندما شهدوا بنفاق ولذلك يقول سبحانة وتعالى فى سورة يونس(ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جائتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم)تامل لماذا حقت عليهم كلمة الله بعدم الايمان ....انة عدم الصدق فى الشهادة لله بالربوبية والوحدانية عند اخذ الميثاق....وارسال الرسل ..لتاكيد النفاق كما قال تعالى فى سورة المائدة (ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون)وفى النساء(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) لقد كنت مندهشا اشد الاندهاش من فترة حياة الانسان القصيرة فى الدنيا.. التى يقابل العمل فيها خلود فى حياة ابدية واذداد اندهاشى اكثر عندما تيقنت بان خلود الانسان فى هذة الحياة الابدية متوقفا على اقصر من ذلك.... بالصدق او النفاق عند اخذ الميثاق ولم اعد اندهش مما ذكر فى الحديث(خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون وخلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون)فقد قضى بذلك سبحانة وتعالى بعد اخذ الميثاق .... واننا لنرى سرعة انقضاء الحياة الدنيالانها ليست حقيقية انما هى ميدان لاثبات كل انسان لمنزلتة الى يستحقها فى الحياة الثانية بعد الموت قال تعالى فى سورة المؤمنون(قال كم لبثتم فى الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسال العادين قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون)صدق الله العظيم................................................................................................................................محمود ابراهيم