ابني لنفسك دائرة
كل شخص عندما يولد، ويجد من يهتم به، عليه ان يشكر الله كثيراً، فنعمة الابوين ما مثلها نعمة، فهما الفراش والغذاء، وهما المأوى والحماية، وهما الطبيب والعلاج، وبطبيعة الحال، فانهما وان طال عمرهما، ولكن لا بد من اللحظة التي يجد فيها كل شخص منا نفسه وحيداً، وهو يواجه الحياة، بحلوها ومرها، بجميلها وقبيحها، وعليه حينها ان يتكيف، لينجو من شرها.
قف وحيداً، واترك الجميع، تصور إنك في غابة، وكل ما حولك وحش مفترس، وفي وسط هذه الغابة فانت بحاجة الى حماية، وعليك ان تبني من حولك جدار، بدأ وقت العمل، اجمع أفضل الاعواد وأكثرها قوة، ارسم من حولك دائرة، هذب الاعواد، ثبتها في الأرض، اربطها سوياً، واترك لنفسك باباً للخروج.
أصبحت في دائرتك، وعليك ان تحافظ عليها، لا تدخل اليها الذئاب، فانهم سيفترسونك، ولا تأمن للثعالب، فانهم سيغدرون بك، قرب اليك من يشبهك، وساعد الاخرين ممن لم يجدوا لنفسهم دائرة، كبر دائرتك لتتسع لك ولمن معك، وكل من يؤثر على دائرتك سلباً فاعلم انه لا مجال له فيها ولا مكان، ضع القوانين، واحمي دائرتك، واجعل لكل من فيها دور، ولا تنسى القصاص.
ان كنت قادراً على ان تكون لنفسك دائرة، فهناك غيرك ايضاً قد بنى لنفسه دائرة، وفي كل دائرة مجموعة من الأشخاص، تعرف إليهم، وابني معهم دائرة تحيط بدوائركم، وكلما كبر عقلك كبرت دائرتك، واياك ان تترك الجهال ليجلبوا الى دائرتك الارضة، فإنها ستأكل الجدار، وتدخل اليها الوحوش، ويطمع فيها الضباع، وتذهب اتعابك ادراج الرياح.
ابني لنفسك دائرة، من العلم والثقة، من التجارب والنصائح، كن شخصاً طموحاً، كن شخصاً يهتم بنفسه وبالآخرين، اجمع عائلتك في دائرتك، وشارك في بناء المجتمع.
والحمد لله رب العالمين