سيرة ناجي السويدي في العهد العثماني
ولد ناجي – الاصح ابراهيم ناجي لان اسمه مركب كباقي اخوته - بن يوسف السويدي في بغداد سنة 1882م، أيام حكم الدولة العثمانية ؛ ودرس في مدارس الدولة العثمانية ؛ فقد انشئت الدولة العثمانية في اواخر عهدها سلسلة من "المدارس الحديثة ؛ تقليدا للغرب " في مختلف الولايات، بعد أن كان الأطفال يتلقون تعليمهم في الكتاتيب ... ؛ وكانت حصة بلاد الرافدين من هذه المدارس قليلة جدا ؛ وكانت الدراسة في بعض المدارس تستغرق 4 سنوات، وتتضمن عددا من المواد، بينها العلوم الدينية والقواعد التركية والعربية والحساب والرسم والتاريخ العام والتاريخ العثماني والجغرافيا، وغير ذلك... ؛ وبعض المدارس تسمى بالمدارس الرشدية و التي تعادل المرحلة المتوسطة في الوقت الحاضر... , ومن ثم تلقى ناجي السويدي تعليمه في المدارس الدينية الفقهية ؛ فقد احتلت المدارس الدينية أهمية ورعاية من بعض الولاة العثمانيين بل والدولة العثمانية ايضا ؛ لأنها تغذي في نفوس اتباعها الطائفية والتعصب الديني والانغلاق والجبرية والاتباع الاعمى والطاعة المطلقة للولاة العثمانيين والحكام الاتراك بحجة الخلافة الاسلامية .
وكان اول درسه على يد الشيخ محمود شكري الالوسي فأجازه قائلا : "انك راوية ومحدث " - وسوف يأتي الكلام عن هذا المتعصب الالوسي الطائفي السلفي وتسليط الاضواء على اصوله في الحلقات القادمة - ؛ وضم في درسه الثاني - فقها ومنطقا الى مدرسة : "الشيخ غلام رسول المولوي" فمنحه اجازة في التفسير... ؛ واما بخصوص استاذه الثاني الشيخ غلام ؛ فقد ولد في مقاطعة بنجاب من بلاد الهند ؛ وقد تعرف على بعض رجال الدين السنة في البصرة فهاجر اليها و عاش فيها مدة قصيرة وأرتحل بعدها إلى بغداد عام 1308هـ/1890م، والتف حوله رعايا الدولة العثمانية لينهالوا من علمه وتقاطر على مجالسه طلبة المعارف الدينية ؛ ولما كان الشيخ غلام الهندي غريبًا عن بغداد فلم يكن أحد يقوم بخدمته سوى تلاميذه فيتناوبون على الخدمة، ومنهم من أصبح من علماء بغداد، ومن أشهر تلاميذه : الشيخ عبد الوهاب النائب، والفقيه الشاعر عباس حلمي القصاب، والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ يوسف العطا، والشيخ سعيد النقشبندي، والشيخ ياسين الكيلاني، وطاهر جلبي الراضي ؛ وغيرهم كثير... وكان مجلس الشيخ غلام رسول في جامع حبيب العجمي ... ؛ و كان الشيخ غلام سلفي العقيدة شديد التمسك بتعاليم السلفية وهو محارب لأهل البدع والخرافة – وهذه العبارة ذات معنى هلامي فقد تشمل ثلث المسلمين ..!!- ؛ وكعادة القوم في التزوير والتدليس ادعوا ان الشيخ غلام البنجابي الهندي قرشي ؛ وان اسرته تنحدر من أصل عربي من قبيلة قريش العربية ؛ وعليه يكون لقبه كالتالي : الشيخ غلام البنجابي الهندي القرشي التهامي المضري العدناني الحجازي النجدي – ((ومن هل الكلاوات والقشمريات )) - ... ؛ ولا تستغرب من منطق القوم المنكوس فكل شيء عندهم بالمقلوب , ومزيف من الالف الى الياء ؛ اذ قد تسمع منهم ان العراقي الاصيل اجنبيا دخيلا , او ان العربي الجنوبي والفراتي القح عجميا وهنديا وصفويا وتركيا – ( شي ما يشبه شي كما يقول المثل الشعبي ) - ... الخ ؛ والمضحك انك تسمع هذه الافتراءات من هؤلاء الغرباء واحفادهم الدخلاء ؛ فهم يعتقدون انهم بتغيير اسماءهم و القابهم او بسبب بيان النعمة على وجوههم و تحسن احوالهم ... ؛ سوف تختفي حقيقة اصولهم وتنسى موبقات اعمالهم .
و توفي الشيخ غلام رسول البنجابي الهندي البغدادي القرشي الحجازي العثماني في 10 رجب عام 1330هـ/25 حزيران 1912م، عن عمر جاوز الستين عاما وذلك في ولاية الوالي جمال باشا السفاح الذي خلف الوالي ناظم باشا على ولاية بغداد، ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد... ؛ وكان يوم وفاته مشهودا في تاريخ بغداد حيث شيعه ابناؤها تشيعا مهيبا دونه تشييع الملوك والرؤساء وفاء لهذا الإمام الذي خدم بغداد وأبناء بغداد وعمرها بالإيمان، وساد الحزن كل بيت عرف فضله ومكانته في المجتمع البغدادي فأغلقت المتاجر والحوانيت، وهرع الجميع يودعون عالمهم واستاذهم ومربيهم وحامي حمى دينهم، واخذ أبناء جانب الكرخ من بغداد يعزي بعضهم بعضا لوفاته...!! . (1)
علما ان إعلان عن الدستور العثماني لأول مرة في 23 تموز 1908 م ؛ قد شكل تغيرا جذريا كبيرا لدى المجتمع البغدادي، وقد أدى هذا الأمر إلى تحرر الكثير من الشبان من القيود التقليدية متمثلة في أمور ثلاثة وهي : 1 . كثرة انتشار الأسلحة ؛ 2. انتشار الملاهي ؛ 3.كثرة إصدار الصحف والمجلات وبروز ظاهرة الشتائم الصحفية ... ؛ فعلا كانت بغداد عامرة بالايمان بفضل جهود البنجابي الهندي والدليل على ذلك كثرة الملاهي ودعارة الميدان والصابونجية وشقاوات الفضل و داود اللمبجي – ومن هل النمايم هاي - ...!!
لقد أفرزت تلك المدارس العثمانية والدينية الطائفية شرذمة من الساسة ورجال الدين والموظفين ( الافندية ) الطائفيين والعنصريين والمنكوسين من الذين الحقوا افدح الاضرار بالعراق ؛ فماذا تنتظر من شخص عثماني يدعي الهوية العراقية العربية زورا – اصله مجهول – وقد درس عند الالوسي الطائفي السلفي الوهابي و في جامع العجمي ابن العجمي تلقى معارفه من الشيخ البنجابي الهندي ... ؟!
وبعد حصوله على الاجازات الدينية السلفية والصوفية والعثمانية ؛ أخبر والده بأن الدروس الفقهية والدينية لا تسد رمقه الروحي – بالأحرى لا تلبي مطامعه السياسية - وادرك والده مرامي ابنه ناجي فوافق على سفره الى الاستانة لدراسة القانون في كلية الحقوق كما ادعوا ذلك ... .
وترجع نشأة الكلية إلى بدايات التعليم الجامعي في الدولة العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانت بداية إنشاء الكليات العالية مستندا الى الحاجة لإعداد كوادر للمحاكم التي تأسست على الطراز الغربي حيث أن النشاط التدريسي العثماني في هذا المجال بدأ مع صدور قانون المعارف العام : ((معارف عمومية )) في 20 أيلول 1869م وقوانين ونظامات (( درسخانه )) ، فأنشأت (دار تدريس القوانين والأنظمة) في تموز 1870م ؛ إذ أقامها ناظر العدلية أحمد جودت باشا في ديوان الأحكام العدلية، وظلت هذه المدرسة تابعة لوزارة العدلية حتى سنة 1885م , حيث الحقت بوزارة المعارف، وفي 4 صفر 1304هـ الموافق 31/10/1886 م ؛ تأسست في إسطنبول مدرسة الحقوق , وكانت تحت أسم مكتب حقوق(( شاهانه )) - أي مدرسة الحقوق السلطانية - ؛ وكان ذلك نتيجة حركة الإصلاح الكبيرة التي قام بها رجال الدولة العثمانية المتأخرون والمتأثرون بالمد الأوربي الذي صدرته إليهم وللعالم الثورة الفرنسية في أوائل القرن التاسع عشر وشمل الإصلاح سن القوانين على ضوء تقنيات الدول الأوربية الحديثة ونتج عن ذلك ضرورة دراسة وتدريس تلك القوانين فكان السبب الأهم في تأسيس مدرسة الحقوق في اسطنبول التي استقطبت طلبتها من مختلف أرجاء الإمبراطورية العثمانية ومنهم رعايا ورجال الدولة العثمانية في بلاد الرافدين الذين تبوؤا فيما بعد المناصب القضائية والإدارية المهمة، فضلا عن ذلك فان خريجيها عملوا في مهنة المحاماة ؛ التي اقتصرت فقط على حاملي شهادة مدرسة الحقوق العثمانية .
ومن رجال ورعايا الدولة العثمانية في العراق ؛ الأوائل الذين تخرجوا من مدرسة حقوق أسطنبول الأستاذ المحامي (عبد الرحيم ضياء) من بغداد الذي تخرج في العام 1884م والمحامي (إلياس رسام) من الموصل الذي تخرج 1885م والأستاذ (عبد الله عوني) من السليمانية الذي شغل منصب معاون المدعي العام في حكارى تخرج في العام 1888م والسيد (موسى كاظم الباجة جي) من بغداد الذي شغل منصب رئيس محكمة جزاء بيروت كما أصبح مديرًا لمدرسة الحقوق العراقية فيما بعد تخرج 1888م، والمحامي (كيروب ستيان) من بغداد 1890م والأستاذ (محرم معمر) من بغداد الذي شغل منصب معاون المدعي العام الذي تخرج في العام 1892م والمحامي (نجيب حبيب) من بغداد الذي تخرج 1893م، والأستاذ (حسن راجي الباجة جي) المحامي من بغداد الذي تخرج في العام 1897م ؛ ويعد من المحامين الكبار المعروفين ومن الأوائل الذين سجلوا في سجل المحامين بعد الاحتلال البريطاني ، وإن وثائق نقابة المحامين تشير إلى أنه قيد في سجل المحامين بتاريخ 6/2/1918م ؛ فضلا عن الكثير من الأسماء التي أصبحت ذات شأن خطير في تأريخ العراق الحديث كـ (آل السويدي – التي تتناولها الحلقة الخامسة من هذه السلسلة - ) منهم (ناجي السويدي – والذي نتحدث عنه في القسم الثامن من الحلقة الخامسة - ) رئيس وزراء العراق ومؤسس أول نقابه للمحامين في عام 1933ورئيس وزراء العراق عام 1929م ؛ و اخوته : (توفيق السويدي) زعيم حزب الأحرار ورئيس وزراء العراق في الأعوام 1929م و1946م و1950م و (عارف السويدي) و (ثابت السويدي) وكذلك الأستاذ (حكمت سليمان) الذي أصبح أستاذا في الكلية فمديرا لها وارتقى في المناصب الوظيفية حتى أصبح رئيسا لحكومة العراق بعد انقلاب (بكر صدقي) 1936م ؛ وكذلك أخوه (خالد سليمان) و (حمدي الباجة جي) رئيس وزراء العراق في العهد الملكي و (نشأت السنوي) الأستاذ في الكلية وعضو لجنة وضع القانون المدني العراقي 1942م , و (ناجي شوكت) رئيس الوزراء في العراق من أيلول 1932م إلى آذار 1932م , و (داود الحيدري) النائب البرلماني ووزير العدلية عام 1942م , وعميد أسرة (آل الحيدري) و (داود سمره) القاضي والمدرس في الكلية و (نوري القاضي) شقيق العميد (منير القاضي) وعضو لجنة وضع القانون المدني العراقي 1942م , و (نعيم زلخه) وهو من الطائفة اليهودية في بغداد ومن القضاة المعروفين شغل منصب نيابة رئاسة محكمة بيروت ورئاسة محاكم البصرة، وأحد أعضاء مجلس النواب العراقي في العهد الملكي، وكان من الأساتذة الحقوقيين، في كلية الحقوق، وعبد العزيز القصاب الذي شغل مناصب إدارية مهمة وأصبح وزيرا للداخلية في وزارة (عبد المحسن السعدون) الثانية 1926م , وشغل نفس المنصب في وزارة السعدون الثالثة وكذلك أصبح وزيرا للداخلية في وزارة (توفيق السويدي) ووزير الري في وزارة السعدون الرابعة ووزارة العدل في وزارة (ناجي السويدي) ونائبا في البرلمان لخمس دورات ورئيسا لهيئة الوصاية على العرش عام 1947م , و (توفيق الدملوجي) و (عاصم الجلبي) و (احمد عزت الاعظمي) رئيس تحرير مجلتي (اللسان) 1919م (والمعرض) 1925م , وجريدة (الثبات) 1934م ومن مؤسسي حزب العهد وهو من أوائل الذين أسهموا في تأسيس المجمع العلمي العراقي وعضو مجلس النواب العراقي في اول دورتين ومؤلف كتاب (القضية العربية اسبابها ومقدماتها ونتائجها) الذي طبع في بغداد في ستة أجزاء عامي 1931م و1934م و (مصطفى التكرلي) و (محمد علي مصطفى) و (ياسين العريبي - من الموصل- ) و ( العثماني سليمان فيضي عن البصرة ) 1907م , و (عبد الله عدلي افندي أربيل ) 1911م , و ( ارتين دكرمنجيان البصرة ) 1912- (مدرسة حقوق سالونيك)- ؛ ... وغيرهم. (2)
ولعل بعضهم قد توهم عندما قال ان ناجي السويدي : يعد اول عراقي يدرس في تلك الكلية ... . (3)
وكانت الاستانة في زمن دراسته "برميل بارود" وهي تتفجر على صيحات التحرر والانعتاق من قبضة السلطان الاستبدادي عبد الحميد العثماني ... ؛ وكان ناجي السويدي قد اتفق مع رفاقه كالمصري عزيز علي المصري وبالتنسيق مع بعض الاتراك كالتركي توفيق فكرت ونامق كمال في الغضب والتآمر على امبراطورية الرجل الهزيل ... ؛ ورفع شعارات الدعوة الى الحرية والتحرر والمساواة ، و يقال انه في يوم خطب ناجي السويدي امام تظاهرة : ( نطالب باستقلال العرب ) ومرة عليكم حقيقة من يرفعوا الشعارات ؛ فليس كل من رفع شعار الحق يكون محقا ... ؛ ولعل احدكم يسأل عن اختلاف موقف الابن عن ابيه ؟ ؛ والجواب : ان اغلب العوائل الهجينة وبعض العوائل السنية المرتبطة بالاجانب والقوى الدولية والمخابرات العالمية المشبوهة وكذلك العوائل الدينية ولاسيما الاجنبية والغريبة وشخصيات المؤسسة الدينية المنكوسة والمحسوبة على الاغلبية العراقية الاصيلة ؛ تلبس اكثر من قناع وتمثل اكثر من دور ؛ وعليه لا تستغرب من ان العائلة الدينية الفلانية كان بعض افرادها مع الغرب , والاخر مع (القومجية ) وحزب البعث , والثالث مع خط الولاية الايرانية ... وهكذا ؛ وكل هذه الادوار المختلفة والمواقف المتناقضة والوجوه المتعددة لهؤلاء ؛ الهدف منها بناء كيان الاسرة والحفاظ عليها كما هو حال المافيات العالمية .
وقيل : ان ناجي السويدي في الاستانة ؛ اسهم بتأسيس الجمعيات العربية مع رفاقه العرب ومنهم شبيب الاسعد وشفيق المؤيد وشكري الحسني وهي الجمعيات التي طالبت باستقلال الولايات العربية نصل وصدقا وجهارا... . (3)
وتخرج في كلية الحقوق في اسطنبول ونال شهادة المدرسة الملكية بالإدارة والسياسة سنة 1905 .
وتبؤا ناجي السويدي مناصب عديدة منها : مدع عام ومفتش عام ومستشار الحكومة , ومعاون الحاكم العسكري في حلب وواليا على حلب في اواخر – بل انهياره - العهد التركي , ومنصب رئيس محكمة تجارة البصرة وعضوا في محكمة استئناف بغداد ... ؛ بل شغل السويدي منصب القضاء في ظل الإدارة العثمانية في كل من لواء البصرة وبغداد وكذلك في اليمن ... ؛ ثم تولى منصب الإدارة المركزية في بلدة الكاظمية عام 1911م، وفي النجف عام 1913م ؛ وكذلك الهندية ... ؛ وعمل في الداخلية العثمانية، لكن العثمانيين حاولوا ايقافه عن الإصلاح فاستقال من وظائفه عام 1918م... ؛ والتحق بحكومة دمشق واليا على حلب كما مر عليكم انفا .
ومما مر عليكم تبين ان المدعو ناجي السويدي والمنحدر من عائلة عثمانية الاصل والهوى قد اعد - والنامي في احضان رجال انقطعوا لخدمة الباب العالي وطلب المعارف والعلوم الدينية وغيرها ؛ في ذلك الوقت - اعداداً قويا لخدمة دولة عظمى – هي الدولة العثمانية – ؛ فهو من المرتزقة العاملين على تثبيت كيان الدولة العثمانية في حالتي الخلفاء وبعد الثورة عليهم ؛ وبعد ان رأى كغيره من ثعالب السياسة ان بوادر انهيار الدولة العثمانية التركية باتت وشيكة ؛ سرعان ما بدل جلده كالحرباء ورفع شعارات العروبة والاستقلال ؛ وتملق للملك فيصل في سوريا ؛ واصبح مستشارا له أبان حكمه لسوريا... ؛ وفي عام 1921م، رأس الوفد العراقي الذي استقبل الملك فيصل الأول في لواء البصرة.
وقد وصفته الوثائق العثمانية بأنه : (( يتستر بغطاء العثمانية لتمرير وطنياته السرية )) وقد فات رجال الدولة العثمانية المريضة ان الرجل اصلا يسعى لتمرير مصالحه الشخصية ومطامعه السياسية ؛ لذلك التستر بغطاء الهوية العثمانية او العراقية او العربية او الانكليزية او المغولية ... ؛ عنده سواء , فالأمر عنده سيان , والاهم من كل ذلك التكيف مع التغيرات والتحولات والاستفادة منها ؛ فعن أي وطنيات و وطن يتحدث هؤلاء وما علاقة رعاياهم بالعراق ؟! ؛ والشيء بالشيء يذكر : ذكر نجيب محفوظ في احدى رواياته ان حوار دار بين شخصين احدهما باشا من ( بشوات العهد الخديوي البائد ) والاخر عامل بسيط من الذين فرحوا بقيام الثورة والجمهورية المصرية ... ؛ فقال العامل للباشا : اين تذهبون الان وقد ذهبت كل امتيازاتكم ؟
فأجابه الباشا : سوف نتولى زمام الامور كما كنا في العهد الخديوي وسوف نتخلى عن اللقب ( الباشا ) فقط ؛ واما انتم فسوف تبقون خدم لنا كما كنتم سابقا ...!!
............................................................
- 1-كتاب : البغداديون أخبارهم ومجالسهم - إبراهيم عبد الغني الدروبي - مطبعة الرابطة - بغداد - 1958م - صفحة 125. و كتاب : العلامة الشيخ غلام رسول الهندي - المحامي صادق الجميلي - مطبعة أنوار دجلة.
- 2-بحث : مدرسة الحقوق قبل تأسيس الدولة العراقية/ جامعة بغداد . و المحاماة في العراق في العهد العثماني / احمد مجيد الحسن .
- 3-ناجي السويدي فقيه الدستور العراقي / حميد المطبعي .