الغين والقاف!

غريب

قريب

والترتيب هنا أبجدي، اعتباطي!

ما هو الغريب؟ لطالما ظننته نافذة حرية آمنة لعوالمَ داخلي .. فالقريب مخيف، والكل منّا يخشى محاكمته، عفوا! ليس الكل منا بل أنا فقط. أنا فقط تمنيت كثيرا لقاء غريب (أو غرباء) في "حقل" كما ترجموا عن جلال الدين الرومي "بعيدا عن حدود الصواب والخطأ" .. ألتقي (غريبي) في ذلك الحقل كما يلتقي المتعب نفسيا طبيبَه القوي الأمين، ينطرح على أريكته وينهمر بـ "الكثير" مما في عالمه راميا إياه عن راحلة ذهنه غير راغب في حمل بديل. الحياة متعبة جدا دون الغرباء! أليس كذلك؟ أليس تويتر مليئا بهم بالمناسبة؟ أليسوا قريبين جدا؟!

نحتاج للغريب، نحكي له بكل سلاسة عن خيباتنا ودون انخفاض .. ننسكب في حضرته وبكل فخر.

نحتاج من يقرّر لنا تذمرنا حتى مما قد نُغبَطُ عليه! وهذه تحديدا ليست من السهولة بمكان. هنا يلعب (القريب) دائما دور المعالج لكنه -وبكل أسف- معالج غير ماهر، يعاملنا بكلام عام، نصيحة مبتذلة يوجهها بنبرة الشفقة والمحبة نفسها لكل من يعرف ومن لا يعرف ، يقول "الناس كلهم كذا ولا أحد مرتاح" .. رغم كل ما يعتري شكوانا من خصوصية في ذاتها متعدية لتصبغ المقصود بها (ذاك القريب) ليكون خاصا وخاصا جدا، لكنّه غالبا ما يفشل! وليس هذا ذنبه بل ذنب معرفته بنا، فهو (لا) يعرف الكثير.

الخطر الحقيقي أن المسافة بين الغين والقاف قريبة جدا، الغين (فـ) القاف.

الخبر السعيد أننا والغريب والقريب عابرون، كلنا .. والسّلام!