كنت مقرر اني سأكتب عن عقوق الآباء لأبنائهم و بعد ما وصلت لنص المقالة لاحظت اني ذكرت صديقي الملحد و في المقالة التشدد بوابة الزنا ذكرته في بداية وكثير من التغريدات لي ذكرته لذلك اعتقد يجب ان أعرف عن هذا الصديق الملهم  لكم ، اعتقد البعض يعتقد أنها شخصية وهمية مثل كتاب مصطفى محمود حوار مع صديقي الملحد بالحقيقة هذا الانسان حقيقي له حساب في تويتر و أسرة ويعيش في دولة اجنبية  و اعتقد انه لن يرجع هنا .  

قبل ما اشرح لكم كيف تعرفنا و اختلافاتنا الفكرية يجب اشرح لكم عن نفسي وعن البيئة التي خرجت منها لتفهموا كيف افكر و طريقة فهمي للأمور  ، اولا: انا شخص من عائلة متوسطة الحال، في بداية حياتي الدراسية   اقترح احد اقربائنا بانضمام لحلقة التحفيظ القران في المسجد الحي ، فانضمت لهم  ، ولكن كنت كثير انقطاع عنهم لفترات ثم ارجع انضم لهم، في نهاية المتوسطة وصل حفظي إلى سورة الذاريات بعدها توقفت تماما للذهاب الى الحلقة للظروف النفسية ممكن في يوم ما  اشرحها مستقبلا ، كنت أذهب معهم محاضراتهم و اجتماعاتهم و رحلاتهم للاستراحات و طبعا كان من ضمن البرامج رحلاتهم  الوعظ و و محاضرات عن مخاطر التي تهدد الإسلام  ، و عائلتي تعتبر من العوائل المحافظة جدا و اغلبهم مدرسين وموظفين حكوميين ، الذي احاول اوصله لكم اني من البيئة المحافظة والملتزمة هذه التربية والبيئة تجعل شخص مثلي لا يصادق أشخاص من خارج المنظومة الفكرية .

علاقتي مع الحاد بدأت في مرحلة الثانوية حينما سمعت عن هذا الموضوع وكنت أتساءل ما معنى الحاد وكيف هنالك بشر لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون ، طبعا ذهبت لصديق جوجل للبحث عن الموضوع و بدأت أقرأ عن الحاد و و مفهومه و نظرياته ، و تعرفت خلال البحث عن كتاب أصل الأنواع ونظرية داروين، و كانت موسوعة ويكبيديا في بدايتها و مقالة التي تتحدث عن عن نظرية  داروين مترجمة حرفيا بلا معنى و لا تستطيع فهم المحتوى ، سألت مدرسي عن الموضوع و بسبب منظومة التعليم عندنا و عجز بعض المعلمين، حول سؤالي  الى واجب إلي  وطلب مني أن أبحث عن الموضوع وكثفت بحثي عن الموضوع وجدت   كاتب تركي - نسيت اسمه - يتحدث عن نظرية التطور من خلال مفهوم المؤامرة وأنها من صنيعة اليهود من أجل نشر الرذيلة والفحش في العالم   ،  كتبت البحث و قدمته للأستاذ وأسميته خدعة التطور  ،  لو تسألني عن احساسي و شعوري عن هذا بحث هذا  سأجاوبك أشعر بالخجل لأن البحث يفتقر اساسيات البحث العلمي و المنهجي مجرد رأي من دون الأدلة و البراهين  ،  و خلال هذه الفترة كنت اتابع برنامج للشيخ العوضي يأتي في رمضان قبل أذان المغرب وكان من مواضيعه عن الحاد و أفكاره التي بدأت تنتشر بين الشباب  وفي إحدى حلقاته استضاف دكتور عمرو شريف و تحدث عن كتابه  رحلة عقل ، و انه مكون من جزئين ، الجزء الاول : كان عن كتاب  أنتوني فلو اسمه هنالك اله ،والجزء الثاني مقالات كتبها الكاتب عن نفس الموضوع ، اشتريته و قرأته ، من اجمل الكتب التي تتحدث عن الحاد من منظور علمي بحت .

حينما دخلت عالم تويتر كنت أقرأ مناظرات الملحدين و المسلمين  ، و كان دائما النقاش من أجل  إثبات فكرتي صح وانت خطأ و يتحول النقاش إلى صراع شخصي بحت و  لا نستفيد شيئا ابدا كمتابعين لذلك ألغيت متابعتي للكثير منهم و و لا اتابع احد منهم حاليا الا حساب نواف بن علياء مثل ما يحب يسمي اسمه وذلك بسبب طريقة طرحه للأفكار مثبتة و علمية فقط لا غير .

هذه هي قصتي مع  الالحاد و عن نفسي و من اي البيئة اتيت ، الان سأقص لكم عن تعارفي على صديقي الملحد ، في تلك الفترة كان الحديث في  تويتر عن السماح للشاذين بالزواج في امريكا ، تحول تويتر إلى ساحة معركة بين مؤيدين و كارهين للقرار ، انا كنت ضد القرار تماما ، و للمصادفة العجيبة دخلت بجادل مع - سلطان-  على أن علاقات الشاذة ليست طبيعية و كانت نقطتي لو اراد الله ان تكون علاقة الشواذ طبيعية كان خلقنا من جنس واحد، و ان الهدف من الشذوذ الجنسي هو المتعة الجنسية، كان النقاش حامي الوطيس ودخلت حسابه و فوجدته من نوع الذي افضل ان اتابعه حيث لا يرتوت كثيرا و يغرد عن أفكاره تابعته ،  مع الايام لاحظت كثرة وضع تغريداتي في المفضلة   فخفت منه و السبب كنت اعتقد انه شخص من جهة الأمنية و انه يراقبني فخفت و سألته في دي أم من انت …. هل انت مشبب أو معيض ، و هل أخطأت في شيء معين ، و لماذا تضع تغريداتي في مفضلتي جاوب لن تغريداتك جميلة ، و مع الوقت بدأت بالتحدث معه اكثر و اكثر ، اتعرف عليه اكتر من هو ولماذا يعيش بالخارج وعن قصصه في الرياض وعن مغامراته .

بالنسبة لي اعتبر - سلطان - بمثابة الأخ الكبير الذي استشيره وأخذ رأيه باغلب أمور حياتي،  رأيه يهمني و نظرته للأمور وتوضح لي الامور لم تكن بالحسبان مثال :  طلبت رأيه في الموضوع جمع بين الدراسة والعمل الجزئي فكان رده سيؤثر هذا على درجاتي و مستوى دراستي ، وكان هذا بالفعل ، نقطة ثانية انني اطرح افكاري من دون تردد أو خوف مع - سلطان - و يناقشني بناء على هذه الأفكار ، ما يميز سلطان انه لا يحكم عليك بشكل مسبقا و يعطيك الحرية الكاملة لتكون نفسك من دون إطار اجتماعي محدد .

سألت نفسي هذا سؤال: لماذا علاقتنا تطورت إلى هذه المرحلة مع اننا مختلفين تماما بل متناقضين ؟ السبب باعتقادي هو ترك الحكم المسبق على الشخص و من اين اتى وما هي أفكاره ، كمثال لو تسألني عن وجهة نظري عن الملحدين فإني سأقول : شهوانيين، الناس بلا مبادئ ولا يتحكم بهم إلا القانون و بلا اخلاق و الحاده بسبب أزمة نفسية أو عاطفية ، و لو سألت سلطان عن المسلمين : الإرهابيين ، متخلفين ، متعصبين ، مجرد قطيع ينقاد ، هذه الأحكام المسبقة التي نطلقها على كل شخص يخالف فكرنا أو معتقداتنا، تركتها مع سلطان و اعتقد انه تركها معي و تركنا اختلافاتنا فيما بيننا و ركزنا على نقاط الشبه بيني و بينه ، و كنا نبتعد عن الحديث عن نقاط تثير الجدال فيما بيننا و ركزنا على الحديث العام و عن حياتنا الخاصة و عن خططنا المستقبلية .

هذه التجربة صداقتي مع سلطان في هذا الوقت الذي ارتفع صوت التعصب و التطرف و الكراهية في العالم بعد الأحداث السياسية الاخيرة من فوز رونالد ترامب و سيطرة اليمين المتطرف على البريطانيا وانتشار رسالة الكره للآخر و المختلف عنا ، تسألت: كيف نعيش فيما بيننا و بين اختلافاتنا ، كيف نعيش و نثق في بعض ، كيف نحترم الفكر الاخر و حتى ان كان ضد معتقداتنا من دون تمييع لمبادئنا وأفكارنا .