(1)

الشيخ محمد سعيد بن احمد بن عبد الله  السويدي (1180 - 1246 ه‍) (1766 - 1831 م) ... ؛ صوفي ، محدث ، من مرشدي الطريقة النقشبندية ... ؛ وقد برع في المعارف الدينية  سيما في التصوف منها واخذ الطريقة فيه عن الشيخ خالد ؛  والعلم عن والده وعمه الشيخ عبد الرحمن وغيرهما  ؛  ودرس مدة مديدة في  مدرسة جامع داود باشا في جانب الكرخ قرب مقام الخضر  ؛ ومن آثاره : ايصال الطالب للمطلوب في التصوف، وكتاب في الحديث ... ؛ وتوفي في بغداد ودفن في جوار الشيخ معروف الكرخي ولم يعقب سوى ولدين وهما الشيخ نعمان واحمد  (1) 

(2)

الشيخ نعمان بن محمد سعيد بن احمد بن عبد الله السويدي ... وكانت ولادته سنة ١٢١٥هـ - ١٨٠٠م وقد توفي صبيحة يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة ١٢٧٩هـ - ١٠ كانون الثاني ١٨٦٣م ودفن في مسجد الشيخ معروف الكرخي قريباً من الحرم عن يمين الداخل إليه... ؛ و كان خاتمة اكابر السويديين ... ؛  وكان من السالكين للطريقة النقشبندية ومتبعا للآثار الفلسفية والسنة النبوية ... , و كان اسمر اللون طويل القامة ... ؛ والعجيب في امر الشيخ نعمان الجمع بين الشيء ونقيضه والامر وضده ؛ فمن باب هو سلفي الاعتقاد كأسلافه وفي نفس الوقت صوفي كالعثمانيين ومحدث ومهتم بالسنة النبوية ومن عشاق الفلسفة ؛ وكأنه كشكول او خلطة عطار  .

وقد تتبعت اثار واحوال السويديين ؛ وجمعت معلومات مختلفة عنهم من مصادر عديدة , وذكرت بعضا من مؤلفات رجالهم ؛ الا ان الشيخ نعمان لم يعرف التأليف قط ؛  كما صرح بذلك بعض الكتاب , وكان أحد أعضاء مجلس ولاية بغداد ... ؛ وهو والد  الشيخ يوسف أفندي السويدي ... ؛ ومن احفاده : ناجي بن يوسف بن نعمان السويدي ؛ السياسي والذي تولى وزارة المالية ، وعين رئيساً لمجلس الوزراء ... ، و عارف بن يوسف بن نعمان السويدي ؛ من المنتسبين إلى السلك القضائي ، و تولى مناصب رفيعة في محاكم العراق... ؛ بالإضافة الى تولي منصب قائم مقام الكوت ... ؛ وغيرهم كما سيمر عليكم في الحلقات القادمة . 

وبقيت رئاسته في بنيه إلى أن انقرض أمرهم وأمر مقدمهم ,  ودثروا وتلاشوا، والله خير الوارثين – كما عبر احدهم بذلك - . (2) 

(3)

الشيخ أحمد بن عبدالله الثاني بن أحمد أبي المحامد بن عبدالله السويدي (-1325-1907م) : ولد في بغداد وأخذ العلم عن  رجال الدين فيها ؛ و انتسب إلى سلك القضاء ، فعين نائباً في قضاء الهندية (1296=1878م) ، فقاضياً لمدينة السماوة بمرسوم المشيخة الإسلامية العثمانية (1297=1879م) ، فقاضياً للكاظمية ، وتولى التدريس  في مسجد آل السويدي، ثم عين نائباً لقضاء الديوانية (1300=1884م) ، فنائباً لقضاء الجزيرة ، ثم عين في قضاء الهندية (1323=1905م)، ثم في قضاء الشامية ؛ و توفي  في بغداد... ؛ وقد مر عليكم في الحلقات السابقة ان المصادر ذكرت الشيخ  محمد سعيد من ابناء الشيخ احمد ولم تذكر ابن اخر  له اسمه ( عبد الله الثاني ) فضلا عن الشيخ احمد ؛ فقط ذكره الكاتب  باسل أحمد حبيب الأتاسي  . (3) 

(4)

الشيخ عبد الرحيم بن محمد سعيد بن عبدالله السويدي ؛ ( 1175-1237=1761-1822م)  ولد في بغداد وبها توفى ... ؛ وقيل : توفى  سنة 1228 ... ؛ و له حاشية على شرح القطر لابن هشام ... وله  حاشية على ( شرح العمدة  ) في فقه الشافعية , وله  رسالة في علم الكلام.(4) 

(5)

مر عليكم في الحلقات السابقة ان الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين السويدي ؛ ترك من العقب ، ولدا واحد هو محمد ، وبنتا اسمها زينب ، واعقب محمد ولدين كل منهما كان عالما ادبيا مؤرخا هما عبد الرحيم ( توفي سنة 1277 هـ / 1812 م ) وسليمان – البعض قال : سلمان -  ( توفي سنة 1230 هـ / 1815 م ) .

الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين السويدي ؛ ولد سنة ١١٧٥هـ - ١٧٦١م في بغداد  ؛ واخذ العلم عن أبيه وعن عمه الشيخ علي – مما مر عليكم اتضح لنا بأن الشيخ عبد الرحمن انجب ابنا واحدا ( محمد ) وليس له اخ ؛ فمن هو عمه علي ؟! ؛ لعلهم يقصدون بذلك ( عمه ابو زوجته  ) او احدى اعمامه من السويديين الذين تربطه بهم قرابة ... ؛ ومن المؤكد انه ليس الشيخ  علي بن الشيخ عبد الله السويدي (1670-1756م)  صاحب كتاب :  المشكاة المضيئة في الرد على الوهابية ؛ لأنه توفى عام 1756 بينما ولد الشيخ عبد الرحيم عام 1761 ... فمن هو الشيخ علي يا ترى ؟!  ؛  وعن الشيخ محمد الكردي وعن غيرهم من فقهاء زمانه , وكان سلفي العقيدة , و له اليد الطولى في سائر المعارف الدينية  سيما في الحديث منها ... ؛ وقال الالوسي عنه : ( سفلي الاعتقاد كسالف ابائه الامجاد ) .

وكانت وفاته في بغداد سنة ١٣٢٧هـ - ١٨٢١م ودفن داخل جامع الشيخ معروف الكرخي... (5) ؛ وقيل : ( توفي سنة 1277 هـ / 1812 م ) .

(6)

الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله السويدي... ؛  اخذ العلم عن الشيخ احمد السويدي  ,  والشيخ رسول بن احمد الشهير بالشوكي ,  والشيخ عبد الرحمن الكردي  . وغيرهم...  وعد من رجال الدين في بغداد ؛  وله مؤلفات منها : كتاب الفوائد السنية ( شرح مختلطات الشمسية )  توفي في بغداد سنة ١٢٣٠هـ - ١٨١٤م ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي ولم نعثر على تاريخ ولادته... ؛ وقيل ان وفاته صادفت سنة 1815 ميلادية ( توفي سنة 1230 هـ / 1815 م ) . (5) 

مما مر عليكم اتضح لنا ولكم بأن وظيفة الشيخ عبد الله الملقب ( ب السويدي  ثم العباسي )  و وظائف اولاده واحفاده في الدولة العثمانية؛ كانت عبارة عن  مفتين وقضاة ومؤرخين ومدرسين دينيين وجنود وضباط في الجيش العثماني وموظفين ... الخ ؛ وهذا الامر يقتضي  منهم السير في ركاب الولاة الظلمة المماليك من الانكشارية وغيرهم من المأبونين  ؛ والسلاطين العثمانيين , ومدحهم واطراءهم , ومحاربة ومجانبة اعداءهم  ؛ وصب جام حقدهم الطائفي على الاغلبية العراقية وتشويه سمعتهم وتزييف الوقائع ؛  لإخفاء الحقائق التاريخية الناصعة التي تؤكد على اصالة وعروبة العراقيين الجنوبيين والفراتيين وعراقة تشيعهم واتباعهم للإمام علي وال بيت محمد ؛  و جور وظلم واجرام العثمانيين و خسة ودخالة ودناءة ونذالة رعاياهم واذنابهم  من الاجانب الغرباء والدخلاء ؛ بل وبعض مرتزقة مكونات الامة العراقية . 

ولعل من اهم الاسباب التي جعلت رعايا الدولة العثمانية بما فيهم السنة العرب وادعياء العروبة – ( او الذين نشأوا في البلدان العربية واستعربوا فيما بعد ؛ بحكم التنشئة والمصلحة وغيرهما ) –  تنبذ الشعارات الاسلامية التي كانت تتبجح بها الدولة العثمانية بواسطة كتابها وعلماءها  المأجورين و وعاظ السلاطين ؛ ابتعاد الدولة العثمانية في اواخر عهدها المظلم واحتلالها الغاشم عن الاسلام وتعاليمه بشكل سافر وعلني ؛ فقد  تبنّت سلوكيات ظالمة منحرفة بعيدة عن الإسلام وارتكبت العديد من الجرائم والمجازر والمظالم بحق رعايا الدولة العثمانية ؛  مما أدى إلى نفور المسلمين والعرب والعراقيين  منها ، واستبدال معتقدات الايمان بالخلافة الاسلامية العثمانية  بمبادئ جديدة مثل الحرية والإخاء والمساواة والاشتراكية والقومية العربية والقومية الفارسية والطورانية (أي القومية التركية) والقيم الوطنية وغير ذلك . 

ولعل سائل يسأل لماذا لم يكتب الجنوبيون الاصلاء والفراتيون النبلاء تاريخهم او التصدي لهؤلاء المرتزقة الاجانب والغرباء والمحتلين وكشف زيف ادعاءاتهم وافتراءاتهم ؟!

وذلك لأسباب ومنها : انتشار الجهل والامية بين اوساط العراقيين الاصلاء بسبب سياسات حكومات وقوى الاحتلال الاجنبي وتوالي الغزوات , وانشغال البعض منهم بالدراسات الدينية واهمال هذه القضايا الوطنية  وتشجيع المؤسسة الدينية المنكوسة ولاسيما من رجال الدين المحسوبين على العجم والاجانب والغرباء على عدم الاهتمام بهذه المسائل وترك الرد عليها والانشغال بالمطارحات والمناكفات الدينية فقط ؛ والانشغال بتحصيل الرزق وحماية انفسهم من الاخطار ؛ ولعل السبب الاهم هو شعورهم الازلي واحساسهم السرمدي بعراقيتهم وعروبتهم واصالتهم و عمق وطنيتهم التي تجري فيهم مجرى الدم في العروق ؛ لذلك تراهم لا يأبهون بصراخ واكاذيب وقصص هؤلاء المنكوسون والاعداء الغرباء الدخلاء الحاقدون ؛ فمهما نبحوا و نهقوا بأنكر الاصوات قائلين عنا : (( رافضة – عجم - سبأية - خشبية -  صفوية – شعوبية – شيوعية – شرقية ... الخ )) لا يحركون فينا ساكنا  ؛ لأننا نعرف حقيقة ابناء الفئة الهجينة ؛ فهؤلاء ينطبق عليهم قول برنارد شو : (الإنسان بحاجة إلى  الإلحاح اللفظي على ما يفتقر إليه)...  فالمهزومون يفرطون في الحديث عن الانتصارات الوهمية والبطولات الفارغة ، والمحرمون يسرفون في استعمال المفردات التي تعبر عن الرفاهية والعافية والشبع ... ؛ والظالمون قد يتشدقون بالرحمة والعدالة – ( وكلنا يتذكر احدى كلمات الجلاد والسفاح صدام بن صبحة بأنه يمتلك قلبا يتألم على النملة اذا سحقها برجله ..!!!) ؛ والعملاء يكتبون عن الوطنية ومقارعة الاستعمار والتبعية والاحتلال والاستكبار ... ؛ والعاهرة تتحدث عن الشرف احيانا  ؛ والفئة الهجينة تكثر الحديث عن التسنن والاسلام والعروبة ؛  هروبا من شعورهم بالضياع وعدم الانتماء للعراق والامة العراقية ؛ واخفاءا لأصولهم – ( غير الاسلامية والعربية والعراقية )- ؛ فهؤلاء الدخلاء يعرفون ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ؛ ولم يعلم هؤلاء الشراذم بأن العراقيين الاصلاء أكرم وأنبل و أعظم من أن ينزلوا الى هذا المستوى الهابط ؛ فمتى كان الدخلاء الاشرار اندادا للأصلاء الاخيار ؟!

ولعل مقولة حكيمنا وحاكمنا ورمزنا الامام علي تصدق على حالنا مع هؤلاء الاوباش الاجانب والهمج الغرباء : (( ... أنزلني الدهر ثم أنزلني ثم أنزلني ثم أنزلني ... ؛  حتى قيل علي ومعاوية !! )) ؛ هزلت ورب الكعبة والمريخ والزهرة عندما ادعت العاهرة رغودة بن المأبون دوحي بن صبحة بأنهم : اسياد بلد – اسياد العراق والعراقيين -  وكأن التاريخ ( الزفر ) يعيد نفسه ...!!! . 

.............................................................................

  • 1-الآلوسي : المسك الأذفر 1/ 80  . و مجلة لغة العرب 2: 434، 435 / كاظم الدجيلي . و معجم المؤلفين / عمر كحالة / ج ١٠ / الصفحة ٢٦ .
  • 2-انظر عن الأسرة السويدية  في كتاب (الأسرة السويدية ـ عبد الله السويدي)، و(الرسالة الإسلامية: ص 62 ،68)، و(المسك الأذفر للآلوسي). 
  • 3-أنساب وتراجم الأشراف العباسيين / منتدى الأنساب في مجلة المنهاج / إعداد السيد : باسل أحمد حبيب الأتاسي . 
  • 4-هدية العارفين - إسماعيل باشا البغدادي - ج ١ - الصفحة ٥٦٥ . وكتاب المسك الأذفر / الالوسي . و أنساب وتراجم الأشراف العباسيين / منتدى الأنساب في مجلة المنهاج / إعداد السيد : باسل أحمد حبيب الأتاسي . 
  • 5-المسك الأذفر / الالوسي . و تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين /  المؤلف : لويس شيخو  /   الجزء : 1  / صفحة : 93 . و علي الخاقاني (1962) /  شعراء بغداد من تأسيسها حتى اليوم /  بغداد ، العراق : منشورات دار البيان :مطبعة أسعد /  الجزء الأول /  ص 321-326. و  خير الدين الزركلي (2002) /  الأعلام (ط. الخامسة عشرة) :  بيروت،‌ لبنان: دار العلم للملايين /  المجلد الأول /  ص 162.