كمشروع دولة لليبيين والعرب، يظل الإسلام (الليبرالي) هو الحل لا مشروعات (العلمانيين) ولا مشروعات (الأصوليين الاسلاميين) من الإخوان يسارًا إلى الدواعش يمينًا مرورًا بحركة طالبان!!
******************************


العلمانية التي تعني فصل الدين عن الدولة وأن الدولة لا دين لها !، لا مكان لها في عالمنا العربي خلال هذا الزمان المنظور ولمدة 500 عام قادمة!، إذن الحل في (الليبرالية) وليس في (العلمانية) ... بريطانيا التي علمت العالم الحديث ((الديموقراطية الليبرالية والبرلمانية))أساسها (ليبرالي) أكثر من كونه (علماني) فالملك هنا هو راعي الكنيسة ولابد أن يكون مسيحيًا (بروتستانتي) وليس (كاثوليكي) أو (يهودي) أو (مسلم) أو (هندوزي)!!، فهل هذه دولة علمانية !!؟؟، وفي مجلس اللوردات 23 مقعد مخصصة لرجال الدين (!!) فهل هذه دولة علمانية؟؟، الكنائس تدق أجراسها في الأعياد وأيام الآحاد بصوت يصم الأذان بينما لا يمكن السماح للمواطنين المسلمين برفع أذان الصلاة في مكبرات الصوت في معظم الدول الأوروبية المسيحية، فهل هذه دولة علمانية!!؟.... عند التأمل الدقيق والعميق سنكتشف ان بريطانيا في حقيقتها ليست دولة (علمانية) بل هي (دولة مسيحية) لكنها دولة ليبرالية (عميقة) و(عريقة) (متسامحة) مع الافراد ومع الأقليات بعد قرون من التعصب الديني والحروب الأهلية، كما أنها دولة ديموقراطية .......

العلمانية تعني (فصل الدين عن الدولة بشكل تام وعام وهذا غير موجود في بريطانيا وأمريكا وأوروبا وحتى في روسيا) !!، فهل تريدون منا أن نكون (علمانيين) أكثر ممن صدرت عنهم الفكرة العلمانية أنفسهم !!!؟؟

سؤال : هل المغرب دولة مسلمة!؟، وهل هي دولة علمانية ام هي دولة مسلمة لكنها بخط ليبرالي وديموقراطي!!؟؟

صدقوني، الحل في بلداننا العربية المسلمة هو ((الاسلام الليبرالي)) - وهذا المصطلح ان شاء الله سيكون عنوانًا لكتاب يضم مقالاتي بالخصوص ليدفع في هذا الإتجاه ، الحل الليبرالي اللاعلماني - وسط مشروعات الاسلاماويين والعلمانيين الطوباوية والفاشلة!..... والإسلام الليبرالي هو الإسلام بفهم عقلاني تحرري مستنير منفتح ، عمدته مبادئ وأحكام القرآن العامة التي تنضح بالليبرالية، مثل قول القرآن مخاطبًا النبي محمد : (( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) ((لا إكراه في الدين)) (( أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين))((لست عليهم بوكيل))((لست عليهم بجبار))(( لست عليهم بمسيطر)) ...الخ .... فهذه الآيات هي دعوات ليبرالية واضحة للتسامح ولاحترام حق البشر في التفكير والاعتقاد، وهذا هو اساس الليبرالية كمذهب اجتماعي، وهذا هو أساس ومدخل أي مشروع نهضوي عربي في مجتمعاتنا بحيث يكون الاسلام قوة روحية تدفع في اتجاه النهوض الاخلاقي والحضاري والاقتصادي والسياسي ، وهذا يحتاج إلى حركة اصلاح ديني كما حدث في أوروبا قبل النهضة، بل هذا ما كان يجري في حقبة النهضة العربية الفكرية والأدبية والسياسية (الليبرالية) التي أعقبت فترة الاحتلال والاستقلال لكن سرعان ما تم اجهاض مشروع النهضة العربية الاسلامية (الليبرالي) المستنير لصالح مشروعات الشمولية والأصولية القومية والدينية!!


بدون هذا، أي بدون العودة للفهم العقلاني الليبرالي التحرري المستنير للاسلام، سيظل الإسلام (الأصولي) (التراثي) - اسلام التاريخ واسلام الروايات والتراث واسلام الفقهاء والمذاهب والطوائف- يعيق أي مشروع نهضوي عربي ، فالبداية ونقطة الانطلاق في أي مشروع نهضوي عربي هي ((تجديد فهمنا للدين والدنيا والتاريخ والعالم من حولنا)) بحيث يتحول تديننا إلى ((تدين عقلاني روحاني أخلاقي ايجابي رشيد وفعّال وبنّاء)) لا ((تدين سلبي ظلامي هروبي خرافي هدام)).. هذه هي نقطة الانطلاق في أي مشروع للنهوض بمجتمعاتنا العربية وصولًا إلى دولة ليبرالية ديموقراطية مسلمة حديثة ، دينها الاسلام ، لكنها - بدستورها وقوانينها وسلوكها السياسي - تقوم على مبدأ (التسامح) مع الافراد ومع الاقليات غير المسلمة فيما يخص الحرية الشخصية وخصوصًا الحرية الدينية ..... هذا هو المشروع الذي ندعو إليه كمنطلق عام للإصلاح في عالمنا العربي أما فيما يخص ليبيا ، ففضلًا عن ما ذكرنا عن إصلاح تدين الناس وفهمهم للدين والدنيا والتاريخ والعالم بشكل عقلاني متوازن - فإن نقطة المحافظة على الوحدة والاستقرار وتحقيق التهدئة العامة كأساس لمحاصرة الفساد وللتحرك بإتجاه النمو والإزدهار الاقتصادي والعمراني والثقافي والأدبي والفكري والفني في ليبيا هو العودة إلى مشروع دولتنا الوطنية، دولة الاتحاد والاستقلال، ((دولة ملكية برلمانية بنظام فيدرالي على مستوى أقاليم ليبيا الثلاث)) ولكن بإصلاحات دستورية تعزز مشروع توطين الديموقراطية البرلمانية التعددية في ظل التاج السنوسي وتوازن بين مطلب الاستقرار والإزدهار والرفاهية وبين مطلب الحرية والديموقراطية ... وتوازن بين صلاحيات الملك (الرئيس الدائم للدولة) وبين صلاحيات مجلس الأمة (البرلمان) المنتخب من الشعب، فالملك هو حارس (الثوابت)، بينما البرلمان هو قائد (المتغيرات)... وهذا هو الطريق"


أخوكم العربي المحب

سليم نصر الرقعي (أبونصر)

https://www.facebook.com/salimragi