هذه الخاطرة تولدت في ذهني بعد ان شاهدت آخر لقطة في الحلقة الاولى من مسلسل (عروة بن الورد) ، زعيم الصعاليك العرب ، فهو حاول انقاذ حياة طفلة وليدة بريئة كان ابوها ينوي وأدها ودسها في التراب خشية الفقر والعار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية ، ورغم فقره الا ان عروة توسل للرجل ان يمهله حتى يأتي له بناقتين يفتدي بهما الطفلة الوليدة ، وركض عروة محاولًا الحصول على ناقتين من ابيه ثم اخيه ولكنهما حينما علما انه يريدهما لا لنفسه بل لافتداء بنت صعلوك من صعاليك القبيلة المعادية لقبيلتهم رفضا اعطائه شيئًا ، فلم يجد عروة بُدًا وهو في حالة من اللهفة على تلك الفتاة الوليدة المسكينة الا ان يسطو على نوق وإبل احد اثرياء العرب ثم يحمل الناقتين على عجل لذلك الصعلوك الفقير لكنه يصل متأخرًا جدًا وبعد فوات الأوان !! ، فقد انتظره الرجل حتى الموعد المحدد ولما لم يأت بالناقتين وأد ابنته الوليدة وواراها التراب ! ، وهنا تثور ثائرة عروة فيقوم بضرب الرجل وحث التراب على وجهه وهو يوبخه قائلا : ( أعجزت ان تحمل سيفك وتنزع حقك وحق وليدتك غصبًا من سادة العرب!!؟) ثم يقف ورأسه مرفوعة الى السماء ينظر بعينين محمرتين من شدة الألم والغضب وقد بدا وجهه كوجه ذئب جريح وهو يصرخ ويصيح : ((أريد أن أعوي كما تعوي الذئاب !! ، أريد أن أعوي كما تعوي الذئاب !!)) فيتردد صدى صوته المكلوم في البرية !! ، فهذه اللقطة المفجعة ، وهذه الصرخة الموجعة ، هزتني من الأعماق حتى خيل انني اسمع عواء ذئب جريح يعوي عواء مخيفًا وحزينًا في كهف بعيد في اغوار نفسي البعيدة فكانت هذه القصيدة !. 
******* المستذئب !!؟ °°°°°°°°°°°°
عصرنا بات هزيلًا ليس فيه ما يسر ! 
الوئام في انحسار والسلام ينفطر ! 
** 
عيشنا صار ذليلًا ، حلمنا فيه خسر !
مثل عصفور سجين مات طيرًا لم يطر ! 
** 
ليتني أعوى طويلًا، مثل ذئب منكسر ! 
وسط ليلٍ في انكسارٍ يومَ ريحٍ ومطر ! 
** ليتني وسط البراري 
أركض مثل الضواري 
أُشفي النفسَ غليلًا، لا أبالي بالخطر! 
****
سليم الرقعي