لست هنا لكي أكتب رواية او تعبير من نسيج خيالي اين اطارد العبارات و أخلق الأحاسيس و أمزجها مع بعضها البعض لتصبح لوحة تصب فيها المشاعر و الجمال .
اليوم انا هنا لأنني بكل صراحة قد إستجوبت حياتي و أعدت شريط مشواري في هذه الدنيا .
بعض الأحيان ، أقول ماذا لو لم أكن على قيد الحياة ؟ ماذا لو بقيت طينا بدون روح ؟
ماذا لو لم أكن بتاتا ؟ و أحيانا ألوم نفسي
لو لم أكن على قيد الحياة ، لكانت الحياة أسهل للبعض ، لكانت هذه المشاعر التي أملكها حاليا في مكان ما ، بعيدة عن رأسي ، بعيدة عن تدمير مزاجي ليصبح عكرا ، سلبيا و به أفكار تعبث بها الشياطين لتصبح لعبة و أنا أنفذ .
أحيانا أشعر كأنني ذلك الوحش الذي ينفر الناس منه ، الذي هو يطادرهم لشعوره بالوحدة التامة ، و هم يهربون منه لمظهره .أي لكونه وحش يلتهم الناس و يستهلك قواهم و يجعل للكره ملجئ و للحب عدو .
أصبحت هذه الافكار روتيني اليومي ، أستيقط لأستجوب نفسي ..
انا أعلم بأنني لست الخيار الأول في حياتي ، او في حياة عائلتي او حتى في حياة اصدقائي ، لو للعالم فرصة بالتخلي عني لكان القتل موت رحيم لي .
أصبحت اهرب من الأحلام ، و انفر من الأهداف ، و ارى المستقبل مجرد شيئ يصدق الناس عظمته ، بينما كنت أحلم سابقا للوصول الى ربما ما أعيشه حاليا ، أصبحت امنيتي هي العودة بالزمن ، و تغيير العديد من الأشياء .
حتى الموت و ليس خيارا لي ، لأنني لا أملك أي شيئ لمقابلة الإله به ، كأنني خاوية اليدين ، لا أملك شيئا سوى ديني و شخصيتي .. أهذا يكفي ؟ طبعا لا
أما الدنيا ، فلقد كانت خياري عيشها أين سألني الله عز وجل من رغبتي فيها.... ووافقت عليها .
أشعر كأنني بين نارين ، أعبث في الدنيا و ناسية للآخرة ، و حين أفكر في الآخرة أنسى الدنيا
أعلم أن الله يحبني ، و أنه ليس إلا بإختبار لصبري ، و مدى تحملي و مدى عنائي و كربي و كرهي الذي يزيد يوما بعد يوم .. قريبا سأصبح جسدا بدون روح فانية ، أعيش و أنسى ، آكل و الكره يبقى ، أحارب و الصراع يفنى ، أحلم و الحلم عدو لي ، اتمنى و الأمنية سبيلي الوحيد للنجاة من هذا القارب .
أشعر بغرقي ، و الماء يصلني ، لفمي ، لأصبح غير قادرة على التنفس ، او حتى الشعور بما يحاوطني .
الكره للنفس يزداد ، و صبري ينفذ
لو كان الموت خيارا لأخترته عند سواد الدنيا ، و إنفتاح المنايا ، لتنقل روحي من أرض الكون الى أرض الله تعالى.
لا أعلم لما هذا كله ، لكن ما شعرت به اليوم هو يأسي الكامل .
أحاول الصمود و الصعود لكنني أفشل و أسقط و أرمي بنفسي الى ملاذي الوحيد .
تبدو كأنها رسالة وداع ، لكنها ليست إلا بمشاعر تعبث معي الآن .
لو كانت لكلماتي كتاب ، لكان النجاح إسمي .
لكنني أفتقد الى الرغبة في مشاركة نفسي و تزداد شهوتي الى الإنفراد و الإنغلاق في قوقعتي الخاصة .
إذا كانت الدنيا أمواج ، فأنا مدها و جزرها ، و لو كان للصمود جسر ، فأنا سلالمه المنكسرة ...
المشكلة تكمل في نفسي و ليس في محيطي .
أعلم أنني ما امر به هو ربما الأسوء ، و هذه المرحلة ليس إلا بأوقات عصيبة أين اختنق لكنني أعيش و اين السعادة غيمة سوداء فوق رأسي .
أصبر نفسي و الصبر ينفذ ، لكن بعبارة ما أصبح لحياتي معنى و لأفكاري منفى و لأوقاتي ضحى .
و لسوف يعطيك ربك فترضى .
قراءتها تجعل من جسدي يرتعش ، و من آمالي ترتفع .
صدق و من قال بأن القرآن كريم ، و الله رحيم
و للحياة سبيل .