في لقاء متلفز للدكتور حميد عبدالله مع القائد العسكري – في النظام البعثي الصدامي البائد – و وزير الدفاع السابق – في احدى الحكومات الديمقراطية الحالية – عبد القادر العبيدي ؛ ضمن برنامج ( شهادات خاصة ) ؛ كشف العبيدي اسرار وسجلات الجيش العراقي لأربعة عقود مضت من تاريخ العراق المعاصر ؛ ومن تلك الاسرار التي اماط اللثام عنها : ( قصة 39 صاروخ ال كلك ) والتي قصف بها اسرائيل عام 1991 ... ؛ والاثار التي ترتبت على تلك المسرحية الهزلية المكشوفة ؛ ومما قاله : ((ان اسرائيل اخذت تعويضات هائلة عن كل صاروخ سقط على اراضيها، مبينا ان القبة الحديدية بنيت من اموال العراق... ؛ يعني من دون مبالغة يمكن اخذت عن كل صاروخ 10 مليار ... )) .
فيما أكد اللواء الركن – المتقاعد - متقاعد عماد علو، ان العراق دفع مبلغ 72 مليون دولار كتعويض عن القصف الصاروخي ضد اسرائيل في عام 1991، نافيا بناء القبة الحديدية الاسرائيلية من اموال العراق... ؛ وقال علو - في حديث متلفز تابعه NRT عربية بتاريخ (28 ايلول 2021) - : "ان لجنة التعويضات المنبثقة من توصيات الامم المتحدة اقرت بتعويض اسرائيل بملغ 72 مليون دولار كتعويضات عن القصف العراقي ، بعدما كانت تطالب بـ3 مليارات ،" مبينا ان "هذه التعويضات وزعت على 68 شركة و13 شخصية اسرائيلية وبدأ صرف تلك المبالغ بعد عام 1993."
وأضاف علو فيما يتعلق بالقبة الحديدية هي نتيجة الحرب الاسرائيلية على لبنان ونتيجة الصواريخ التي سقطت شمال اسرائيل من قبل حزب الله اللبناني، وبلغت 4 الالف صاروخ،" مشيرا ان بعد عام 2007 اقرت وزارة الدفاع والحكومة الاسرائيلية بناء القبة الحديدية التي دخلت الخدمة عام 2011 ... .
قبل الاستطراد و تبيان ما ورد اعلاه , وكشف الحقيقة حول تلك الصواريخ ( 39 ) وقصتها ؛ لابد من التمهيد بمقدمة تخص الصواريخ نفسها ؛ فهي من نوع سكود : وهي صواريخ باليستية – ارض ارض – سوفيتية الصنع , تستخدم اساسا ضد الاهداف المساحية – اهداف ذات مساحة واسعة - ؛ وهي ذات تقنية عتيقة مقارنة بأسلحة التحالف او حتى ببعض دول الجوار ... ؛ وقد دخلت الشرق الاوسط لأول مرة عام 1973 حين زود السوفيت مصر بها قبل بداية حرب 1973 ولم يكن لهذا السلاح دور مهم في تلك الحرب سوى انه ذكر في هامش التاريخ العسكري(1) ... , اذ يبلغ مدى تلك الصواريخ 300 كليو متر تقريبا , غير ان الخبراء المرتزقة والمهندسين العراقيين ادخلوا تعديلات عليها ؛ ابان الحرب العراقية الايرانية , فأنتجوا منها نوعين محليين الصنع – كما ادعوا حينها – أبعد مدى هما : الحسين والعباس ؛ بلغ مداهما : 600 و860 كيلو مترا على التوالي ... ؛ وتمكن المهندسون من زيادة المدى ؛ بزيادة الوقود الصاروخي وتقليل وزن الرأس الحربي ؛ مما خفض فعاليته , وقلل من دقته ... ؛ اذ بلغ الخطأ المحتمل في المسافة – منطقة الانتشار – 3000 متر , لذا ؛ فأن هذه الصواريخ لم تكن من الناحية الفعلية سوى اسلحة ارهابية ذات هجمات عشوائية , تستخدم ضد المراكز السكانية أكثر من استخدامها ضد الاهداف العسكرية ؛ وقد ضرب صدام المدن الايرانية والمكتظة بالسكان والمدنيين العزل ب 200 صاروخ من نوع – الحسين - ؛ مما تسبب بقتل عشرات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ والرجال , واثار الذعر والرعب بين صفوف الناس , بالإضافة الى هجرة الالاف من الايرانيين من المدن الى الارياف ... الخ , وهذا لا يعني انها فعالة من الناحية العسكرية والتقنية بقدر ما تعني انها اسلحة ذات تأثير عشوائي ومدمر على المناطق السكانية فقط ؛ لذا عدها بعض الخبراء بأنها لا تسبب خسائر مادية كبيرة او عسكرية ؛ لعدم دقتها ؛ ولان رؤوسها تحمل مواد متفجرة خفيفة الوزن ... ؛ كما ان العميل الجبان جرذ الحفرة صدام لم يكن يجرأ على استخدام هذه الصواريخ برؤوس حربية كيمياوية او بيولوجية وذلك – حسب وجهة نظر البعض - : خشية ان يعرض نفسه ونظامه لانتقام امريكي غربي اسرائيلي لا قبل له به ... ؛ فاستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد الايرانيين والمعارضة العراقية في الجنوب والاكراد العزل شيء ؛ واستخدامها ضد القوات الغربية او الامريكية او اسرائيل شيء اخر مختلف تماما ..., ومن الحقائق الدامغة في هذه الحرب ان صداما على الرغم من كل زبده وضجيجه لم يستخدم قواته الجوية بشكل فعال , كما لم يستخدم مدفعيته بعيدة المدى كما ينبغي , ولا ترسانته الكيماوية كما كان متوقعا , لقد دعا التحالف للنزال لكنه لم يبرز للقتال (1) ... ؛ وان كنت اذهب الى خلاف هذا الرأي فهذا العميل الهجين اصغر من ان يتخذ قرارات سياسية او عسكرية بمفرده ومن دون علم وتوجيه اسياده ؛ فما هي الا لعبة ومسرحية هزلية قد تم تحديد الادوار فيها سلفا ... ؛ وبناءا على ما تقدم لا تستغرب من تغريدة الاسرائيلي المعروف إيدي كوهين عام 2019 عندما قال : (( ... الـ ٣٩ صاروخ التي أطلقها صدام حسين على دولة إسرائيل في يناير عام 19٩١ م بعد حشد القوات الاميركية بقيادة الجنرال شوارزكوف في الأرطاوية لم تصيب إسرائيلي واحد بخدش حتى ... بينما قصف مبنى وزارة الداخلية في الوشم بالرياض أسقط عشرات الضحايا .. !! )) وقد شهد شاهد من اهلها , وكلنا يعلم علم اليقين ان اطلاق هذه الصواريخ (ال 39) كان عبارة عن مناورة سخيفة ومسرحية هزلية , القصد منها ارباك المشهد العام وتغييب وعي الجماهير بحقيقة ما يجري ... ؛ وكذلك كنا على يقين بأن اسرائيل والصهاينة والإسرائيليين لن ولم يصابوا بهذه الصواريخ ( ال كلك ) الصدامية ... وكان العراق يمتلك 110 صاروخ سكود ؛ اطلق على اسرائيل 39 وعلى السعودية 43 وعلى البحرين 3 ... ؛ وهنالك صورة نادرة نشرتها احدى الصحف الاجنبية ؛ تكشف فيها عن سقوط صاروخ سكود عراقي في جنوب البحرين - في منطقة صحراوية وقاحلة وخالية من السكان - ؛ فقد سقط بعيدا عن الناس الا ان قوة الانفجار كانت مدوية وقد سمعها الكثير من أهل البحرين ... ؛ والشيء بالشيء يذكر , فقد سخر عضو البرلمان العراقي، المدعو فائق الشيخ علي، من الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تضم جنودا أميركيين... , وشبه المدعو الشيخ علي الضربة بالصواريخ التي استخدمها رئيس النظام العراقي السابق، صدام ، ضد إسرائيل عام 1991... ؛ وقال الشيخ علي، في مقابلة مع قناة الحرة، إن "صدام هاجم إسرائيل بذات الصواريخ التي استخدمت خلال الحرب ضد إيران، لكن تأثيراتها في إيران كانت مدمرة وفي إسرائيل سقطت في الصحراء ومناطق نائية ولم تتسبب في سقوط ضحايا سوى شخص واحد توفي نتيجة سكتة قلبية من الخوف"... ؛ وعلق المدعو الشيخ علي على الهجمات الإيرانية بالقول إن "المعطيات أثبتت أن الصواريخ الإيرانية غير فعالة وتشبه النفاخات لأنها لم تقتل أحدا وجاءت لحفظ ماء الوجه"...؛ علما ان الخبير و الصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل قد اغدق سيلا من المدائح على إيران الاسلامية و حزب الله ، حيث اعتبر أن "حزب الله يدافع عن نفسه في سوريا و ليس معركة إثبات نفوذ" ، و صور إيران على أنها "صاحبة الصمود الأسطوري" الذي مكنها من التوصل إلى الاتفاق النووي مع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة الامريكية ، مؤكدا في حوار أجرته معه صحيفة «السفير» اللبنانية ... ؛ و اكد هيكل أن "التحدي الوحيد في المنطقة بالنسبة إلى أمريكا هو إيران" و قال : ان "الاتفاق النووي سيحدث ضجيجا كبيرا في الكونغرس لكنه سيمر" ، معتبرا أن "ما غيّر الأوضاع ليس أوباما ، بل صمود كوبا وإيران" ... ؛ والعجيب في الامر ان كل القومجية والبعثية وابناء الفئة الهجينة وايتام ومرتزقة النظام البائد والاعراب وادعياء العروبة وشذاذ البلدان العربية والوهابية ... الخ ؛ سخروا من الهجمات الصاروخية الايرانية ضد القواعد الامريكية واعتبر الامر مجرد مسرحية ... ؛ ومع ذلك لا زالوا يشيدون بالمسرحية الاولى في عالم الدجل العربي و التمثيل السمج ( و الهمبلة الفارغة ) ويدافعون عنها ؛ ويلهجون بذكرى الصواريخ ( ال 39 الكلك ) ...!! ... ؛ وذلك على الرغم من ان هذه الصواريخ ( ال 39 الكلك ) لم تتسبب بمقتل صهيوني واحد او حتى يهودي واحد ... ؛ وهكذا فطس صدام ولم يقتل صهيونيا واحدا ؛ بل على العكس اذ قتل مئات الالاف من اعداء الصهاينة واضعف القضية الفلسطينية ... ؛ وب بركات صواريخ صدام ( ال 39 ال كلك ) وهذه المسرحية السياسية المكشوفة جلس العرب والإسرائيليون على طاولة واحدة , وقبل العرب بمبدأ الأرض مقابل السلام ... , و في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1991 عقد أول اجتماع مفاوضات بين العرب والإسرائيليين في إطار عملية السلام فيما عرف بمؤتمر مدريد ... , و في 2 يناير/كانون الثاني 1993 كشفت إسرائيل عن مفاوضات سرية مع سوريا حول مرتفعات الجولان برعاية مصر والأمم المتحدة، وفي 14 أبريل/نيسان 1993 أعلن رابين بعد اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك عن استعداده لقبول القرار 242 على أن يتم التفاوض على أساس الأرض مقابل السلام... , وأول اتفاق رسمي على المسار الفلسطيني هو اتفاق أوسلو الذي عقد سرا في أوسلو (النرويج) ونشرته بعض وسائل الإعلام قبل الإعلان عنه وتوقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول 1993، وقعته إسرائيل والفريق الفلسطيني (ضمن الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط)، ووقعت عليه كذلك الولايات المتحدة وجمهورية روسيا الفدرالية بوصفهما شاهدين... ؛ و في 4 مايو/أيار 1994 وقع الفلسطينيون والإسرائيليون في القاهرة اتفاق تطبيق الحكم الذاتي في غزة وأريحا، وفي الشهر نفسه تولى الفلسطينيون إدارة أريحا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ... ؛ و في يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994 وقع العاهل الأردني الراحل الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، اتفاقية وادي عربة وشملت عدة مواد أهم ما فيها أنها ترسي مبادئ عامة من الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي ... ,و في نهاية سبتمبر/أيلول 1994 قرر المغرب وإسرائيل فتح مكاتب ارتباط في كلتا الدولتين ... , وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 1994 اتفقت تونس وإسرائيل على فتح مكتبين للتمثيل التجاري في كل منهما... ,واتفقت جيبوتي وإسرائيل على تطبيع العلاقات يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 1994... ؛ وافتتحت قطر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 مكتب تمثيل في غزة ... , و شهد منتصف ديسمبر/كانون الأول 1997 أول لقاء بين مرجعيتين إسلامية وإسرائيلية حيث التقى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الحاخام الإسرائيلي لاو... ؛ و وقع كل من ياسر عرفات ونتنياهو وكلينتون اتفاق واي ريفر يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1998 وينص الاتفاق على إعادة انتشار إسرائيلي في بعض المناطق الفلسطينية ... ؛ ونكتفي بهذا القدر من اثار وتداعيات صواريخ صدام ( ال 39 ال كلك ) لان القائمة تطول وتطول ... ؛ وقد تعهدت امريكا لإسرائيل بأن تعوضها عن هذه الاضرار الطفيفة لهذه الصواريخ ( ال 39 ال كلك ) مليارات الدولارات وقد تم هذا الامر ؛ وكلام اللواء الركن – المتقاعد - متقاعد عماد علو حول تاريخ انشاء القبة الحديدية لا يغير من الحقيقة شيئا ؛ لان التعويضات دفعت لإسرائيل سواء قبل عام 2003 او بعد عام 2003 من اموال العراق ؛ لان امريكا ليست جمعية خيرية ؛ وكما يقول المثل الشعبي المصري : ((الحساب يجمع )) ... ؛ وذلك على الرغم من ان صواريخ صدام ( ال 39 ال كلك ) ضد وطنه الحقيقي اسرائيل كانت فارغة وسقطت في اماكن كانت غير مأهولة بالسكان وقت سقوطها - لأنه ولأول مرة في تاريخ الحروب المعاصرة يحذر العدو عدوه ولا يباغته والحرب خدعة كما قيل قديما - ؛ فقد حذر الصهاينة واليهود من قصف اسرائيل وكررها اكثر من مرة ؛ فقد قال : انه سوف يحرق نصف اسرائيل ... ؛ وهذه التصريحات دفعت الإسرائيليين لأخذ التدابير الوقائية والاحترازية ... ؛ و لان صدام ابن صبحة اراد من ذلك سلامة اخوته الصهاينة وعدم تضررهم جراء القصف الصاروخي ( ال كلك ) وقد صدق القائل : ( ... ومثلما كشفت الأيام بان هجمات صدام كانت مجرد تمثيل... , فلم تشهد الأعراف العسكرية مطلقا والتاريخ العسكري ، سيناريو تمثيلي كالذي حدث عندما قصف صدام إسرائيل ) (2)
وكل ما قيل عن اسباب اطلاق العميل صدام لهذه الصواريخ ضد اسرائيل ؛ تكهنات ورجم بالغيب واسقاطات نفسية - لذهنية البطل العربي والمؤامرة - و ترقيعات لا تقتنع بها الاطفال , وسيناريوهات سمجة وتافهة ؛ والتي منها :
- تحويل الانظار من حرب استرجاع الكويت الى حرب عربية اسرائيلية شاملة من خلال اقحام اسرائيل في الحرب ... ؛ ولعل هذا التبرير مما تضحك له الثكلى ؛ فمتى اجتمع العرب على اعلان او خوض حرب شاملة على اسرائيل , ومتى اتفق الحكام العرب واغلبهم عملاء على ضرب اسرائيل , وهل الحكام العرب ؛ والجيوش العربية تأتمر بأوامر الشعوب العربية او القادة والنخب الوطنية , فما هي الا دمية بيد الحكام العملاء ؛ بل ان بعض الحكام لهم علاقة وطيدة بإسرائيل ...؟؟!!
- بسبب تعرض نظام البعث بزعامة صدام الى ضغوط كبيرة سواء داخلية او خارجية ، وعندما تيقن تماما بان أمريكا قررت ازاحته والتخلص منه ، قرر ضرب إسرائيل ليكسب ود المتعاطفين مع هذه القضية ولأثبات للداخل بانه ما يزال يملك القوة لكي يهاجم اعدائه(2) ... ؛ وهذا الادعاء تكذبه الوقائع والسياقات التاريخية والسياسية ؛ فمن هم أولئك المتعاطفون مع القضية الفلسطينية , وكم عددهم , وما هو تأثيرهم الواقعي على مجريات هذه الحرب الكبيرة والتحالف الدولي الخطير ...؟! ... ؛ واما بخصوص اثبات قوة ردعه للأعداء الخارجيين بالنسبة للعراقيين في الداخل ؛ فهذا الامر اخر شيء يفكر به صدام لأنه اصلا لا يأبه بالشعب والداخل العراقي قط ... ؛ كما ان امريكا سمحت له بالقضاء على الانتفاضة الشعبية العراقية الخالدة عام 1991 وهذا الامر يكشف لنا انها لم تكن جادة في اسقاطه وقتذاك .
وقد علق البعض على تغريدة الاسرائيلي كوهين ؛ ومن ضمن هذه التعليقات العربية ؛ تعليق المدعو غازي السريعي (أبو ماجد) ؛ اذ قال : (لا يا معلم راجع التاريخ ... كان في اصابات جراء صواريخ صدام.. و شاهدنا علي الشاشات احبار اليهود يقومون بأعمال سحر لصدام و كان ينقصهم معرفة اسم امه فقط.. هذه ليست مزحة ) ... يريد السريعي ان نصدق بأن احبار اليهود لا يعرفون اسم امه واسمها اشهر من نار على علم ؛ حتى المطرب السوري موفق بهجت غنى اغنية بعنوان : ((يا صبحة هاتي الصينية ) 1978... ؛ بأمر من الرئيس حافظ الاسد نكاية بصدام ؛ وهل يعلم السريعي ان احد المؤرخين اليهود العراقيين من الذين كانوا يقطنون في تكريت ؛ روى حادثة وفاة اخ صدام الاكبر وكيف انهم اخذوه وامه صبحة من تكريت الى احدى مستشفيات بغداد ... ؛ فهل من المعقول ان اليهود والصهاينة وهم من علم صدام و جاؤا به للحكم لا يعرفون اسمه , وهل يحتاج هؤلاء للسحر من اجل القضاء عليه , كان باستطاعتهم قتله كما قتلوا ليلى العطار وهي في منزلها ... الا انهم ارادوا اخراجه حيا ذليلا اغبرا وسخا من حفرة قذرة لأسباب كثيرة ومعقدة تتعلق بالأمة الاسلامية والعربية والعراقية .
بينما علقت احداهن قائلة : (( انا سعيدة لان الإسرائيليين خافوا , واحتمال توفى بعض كبار السن بالسكتة القلبية , والنساء الحوامل اسقطن حملهن , والاطفال عاشوا لحظات الرعب ... )) وهذا التعليق تافه بل لا يستحق الرد ؛ فمن شيم العرب والعراقيين مقارعة الابطال ومنازلة الاعداء وعدم الاعتداء على الشيوخ والنساء والاطفال او ترويع المدنيين العزل ... .
وعلقت الاء النعيمي قائلة : (المهم دخلتو انذار وقتها لو لا صابتكم الجفله والرعب لو لا نزلتو بالسراديب من خوفكم لولا قرعت صفارات انذار تل ابيب ام لا جيشكم دخل انذار ام لا الرصاصه الي ما بتصيب بتدوش واي دوشه كانت ( ... يعني اطلقنا كل هذه الصواريخ وتحملنا كل تلك الخسائر والتداعيات والاثار السلبية والتي استمرت سنوات طويلة لأجل دخول بعض المدنيين في السراديب والملاجئ ؛ وهنالك صور تظهر الإسرائيليين وهم يضحكون داخل تلك الملاجئ ؛ وان دل هذا على شيء فإنما يدل على سخافة المسرحية وضمان سلامتهم وقوة تحصيناتهم ... .
ومن اجل انطلاء اللعبة السياسية على الجماهير العربية والعراقية وحفظ ماء وجه الانظمة العميلة والحكام العملاء ؛ ادعى البعض فيما بعد : (وبحسب تقرير الجيش الاسرائيلي ، فقد وقعت ضحايا وخسائر بشرية وأضرار في الممتلكات والمنشآت، لكنه ادعى أنها كانت قليلة ) وتطور الامر فيما بعد حتى ادعى البعض ان الجيش الإسرائيلي اماط اللثام عن صور وفيديوهات ومعطيات تكشف لأول مرة تتعلق بإطلاق الرئيس العراقي السابق صدام صواريخ على إسرائيل، وذلك في الذكرى الـ 30 لهذا الحدث... اي بعد مرور 30 عام تذكر الصهاينة الخسائر , وبحسب المعطيات التي أفرج عنها الجيش الإسرائيلي - كما يدعون - ، أطلق صدام 43 صاروخا تجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية في 19 هجوما صاروخيا... – علما ان صدام قالها مرارا وتكرارا انه اطلق 39 صاروخ فقط ولم تكذب هذه الاحصائية من اية جهة وقتذاك - ؛ و كذلك كشفت المعطيات أن 229 إسرائيليا أصيبوا بشكل مباشر من الصواريخ/ و222 مواطنا حقنوا أنفسهم بالأتروبين المخصص لعلاج التسمم بغاز الأعصاب – صارت زحمة على اليهود ..!! - ، و530 إسرائيليا أصيبوا بالهلع – سلامتهم من الهلع ..!!- ، فيما قُتل في تلك الهجمات 14 إسرائيليا... ؛ وقد غالى البعض وارتفعت وتيرة الادعاءات لديه , وربط علم الرياضيات بالهجمات الصاروخية ( ال كلك ) وافضت تلك المعادلات الرياضية ( او الاصح العنتريات الرياضية ) الى نتيجة مفادها : (( ... والصحيح إنها قتلت ما لا يقل عن 72 إسرائيلي أو ما لا يقل عن 128 إسرائيلي، وأصابت مئات الجرحى، فقط في الليلة الأولى ...)) (3) ... وصدق من قال : (( الحجي ما عليه گمرگ )) .
ولعل سائل يسأل ما هي الجدوى العسكرية من ضرب اسرائيل ب ( 39 صاروخ كلك ) ؛ وما هي الاثار الايجابية التي ترتبت على ذلك القصف الصاروخي سواء على صعيد العراق او فلسطين ؟!
ولماذا تكبد العراق بسبب هذه الهجمات الصاروخية الفاشلة كل تلك التعويضات والخسائر المادية ؛ فضلا عن دمار وتخريب البنى التحتية العراقية وتدمير المؤسسة العسكرية العراقية ؛ لأجل من حصل كل هذا الدمار والخراب ؟!
البعض يقول : دعما للقضية العربية والفلسطينية وقد بينا زيف هذه الدعاوى بأكثر من مقالة ؛ والبعض الاخر يقول : لإرضاء رغبة صدام بالظهور بمظهر الفارس العربي وزعيم الامة العربية والمدافع عن القضية الفلسطينية ... ؛ والذي يتشدق بهذه الاقاويل يريد منا ان نصدق بأن صدام يملك من الامر شيئا وهو ند عنيد للأمريكان وخصم لدود للصهاينة ؛ والكل يعرف بانه وامثاله من الحكام ما هم الا ادوات بيد قوى الاستعمار والاستكبار العالمي ؛ وهم مكلفون بأداء تلك الادوار للضحك على هذه الشعوب المغلوبة على امرها , وهذه العنتريات الفارغة والبطولات الكاذبة والانتصارات الوهمية للتنفيس عن تلك الشعوب مخافة الانفجار واندلاع الثورات ضد عملاء الغرب ؛ ولعل هذه المقولة لاحد دهاة السياسة تكشف لنا حقيقة هؤلاء العملاء الاقزام : (( نحن من نصنع قادة و ابطال الشعوب )) فهم ابطال من ورق صنعتهم اقبية المخابرات الدولية لأداء تلك الادوار وبمجرد انتهاء ادوارهم القذرة يتم التخلص منهم كالقمامة .
............................................................................
- كلك باللهجة العراقية العامية تعني : الشيء الرديء .
- الهمبلة من المفردات الشعبية التي يصعب وضعها بالصيغة المدرسية المعتادة (الكلمة : معناها) : فعندما تجتهد وتعرّفها بأنّها (الكذب المسفط) فقد أصبت ربع المعنى، وحين تقول هي (النفخة الكذابة) فقد أصبت الربع الثاني، وحين تقول (إنَّ أحدهم يطيّر فيالة) فقد أصبت الربع الثالث، وحين تقول هي (المبالغة غير المحسوبة) فقد توصلت إلى الربع الرابع من المعنى.. وحين تخلطها جميعا وتقول هي (الكذب المسفط والنفخة الكذابة وتطيير الفيالة والمبالغة غير المحسوبة) فقد أضعت كلّ المعنى!!
- الطريقة الوحيدة لتوضيح الهمبلة هي أن ترفقها بتسجيل صوتي أو فديوي لأحد المهمبلين العظام في حياتنا المعاصرة وتقول لمن يسألك عن معناها هذه هي الهمبلة، فهي مزيج يقارن بين الوعود الصادرة و(الإنجازات) الواردة، التهديدات الكاسحة والإجراءات الكسيحة، الادعاء الكبير والتنفيذ الفطير، الصوت العالي والصدى الناصي !!.. , وتدعي مفردات عديدة بصلة قربى تربطها بالهمبلة مثل (الهوبزة) و(المزامط) و(البوخة) وهي ادعاءات تظلّ بحاجة إلى فحص (DNA) لتأكيد صحّة النسب ! – عن مقال (هَمْبلَ.. يُهَمبلُ .. ) للكاتب خضير الحميري - ؛ وكل ما ورد اعلاه ينطبق تمام الانطباق على دوحي بن صبحة .
- 1-كتاب مقاتل من الصحراء / خالد سلطان عبدالعزيز / بتصرف .
- 2-بطولات كاذبة / صادق جبار حسين .
- 3-الرياضيات يكشف كذب الإسرائيليين حول خسائرهم من صواريخ صدام/ إيهاب مقبل .