كتبت احدى الفتيات بعد ان وضعت صورة لطبق من الفلافل ( شكرًا اخي ، وانظرن ماذا احضر ولي امري لي ، موتو بغيضكم ولن تسقط الولاية )
بداية يجب ان تدرك اخي القاريء ان لا مشكلة شخصية لدي مع الفتاة ، او مع اخيها الشهم ، وبالتأكيد ليس مع الفلافل ايضًا ، لكن هذه صورة نمطية لبعض الردود الساعية لاخماد المطالبات النسوية المستمرة منذ اكثر من ٤ اشهر عبر وسم متجدد يطالب بإسقاط الولاية ..
الذي دعاني للكتابة ليس تلك الحملة المضادة ، بالعكس ، فهي متوقعة ومفهومة ، بل تلك الاصوات التي تساند الحملة ، ولكن بطريقتها وشروطها الخاصة .
بمعنى آخر، انا اضم صوتي الى صوتكم ايها النساء ، ولكن بشرط ان اشارككم المناحة حول ضياع الحقوق ومشاركتكم ضرر استمرار تطبيق هذا القرار .
لنوضح هذه النقطة بعض الشيء :
خ ، ع . شاب سعودي يعاني من قانون الولاية ، كيف ذلك ..؟
ذلك لأنه يضطر احياناً ان يضع علبة الحمضيات جانبًا في السيارة ويترجل منها فقط ليبرز بطاقته الشخصية عند باب الجامعة لإخراج اخته ، ذلك الكائن القابع داخل اسوار الجامعة والممنوع من الخروج منها الا بعد سماح احد الاوصياء عليها ، لا لسبب يتعلق بأهليتها العقلية او الفكرية ، بل لأنها ولدت بأعضاء تناسلية مختلفة فقط .
وانا هنا لأوضح الفارق بين الأمرين ، بين المستفيد وبين المتضرر الحقيقي . وهذا لا يعني ان الرجال مجرّمين جراء استفادتهم من هذا القرار ، بل ان بعضهم يقدم بعض مايسمى ب ( التضحيات ) مشكورًا في سبيل تسهيل امور من هم تحت ولايته ، لكن هذا قطعًا لا يجعله بمنزلة المتضرر لا من قريب ولا بعيد ..
نحن هنا نناقش قانونًا وضعيًا ، حرم الكثير من النساء من حقوقهن الطبيعية ، بالدراسة ، بالعمل ، بالتنقل ، باختيار شكل الحياة التي ترغب أن تعيشه ، وهذا لا يعني بالضرورة ان حياة الرجال هنا جميلة وسعيدة ، بل هي سيئة جدًا ، لكنها مقارنة بالجحيم الذي تعايشه النساء هنا ، اقل سوءًا بكثير ، ونحن هنا ندعم مطالبهن بأن نتشارك هذا السوء بنفس المقدار فقط ..