اليوم ٢٩ مارس ٢٠٢٥.


الأحلام ليست كما تعتقد، قد تكون صائبة وقد تكون بلا معنى ومحيرة، لكنها من نسيج واقع حدث ، ولازال يحدث في زمان ومكان آخر. تحكمه قوانين الطبيعة الخاصة به. كما يقيدك وعاء الغلاف الجوي و مواقيت غروب الشمس وشروق القمر ، يتبادلان الادوار كل ٢٤ وحدة تسمى "الساعة".

فانك لاحظت حتما ان الفرق بين الحلم والواقع الذي تعيش فيه... انه لا وجود لل٢٤ ساعة التي تتجدد كل لحظة و تسلبك عافيتك و شغفك، لأن الزمان هنا يأخذك حيث تريد. دون كلل او ملل. وهنا سأحكي لك ما حدث في ليلة من الليالي.

هل جائتك في احلامك مرةً حورية من الحوريات التي سمعت عنها كثيرا؟.... اتعلم انهم يميلون لحراسة الأماكن المقدسة. اما اذا صادف لك رؤيتهم خاصة في الأحلام فاعلم انك اما محظوظ او ملعون.... وذلك لتفسيرات لايمكنني الاطالة في شرحها الان.

 في ليلة هادئة وممطرة حلمتُ بأنني استيقظتُ في جسد اخر يمثلني. ذلك النوع من الاحلام عندما لا يمكنك التفرقة بين الواقع والخيال. و غدت الاحداث تتوالى. كان اول شيء مثير للغرابة وحلو المذاق، بعد ان انهيت مكالمة تلفونية ذهبت لمقابلة الأصدقاء، وفوجئت انهم ليسوا برفاقي المعتادين، ولكن على نحو جيد.. كانو مجانين و يملأهم المرح و الجرأة، اول ما فعلوه في ذلك اليوم انهم قرروا عمل سباق الحلزون وهم مرتيدين ثيابا صيفية ولا يبدو عليهم اثر تعرق. هنا يبدو الحلم واقع والواقع ليس بمنطقي.. 

 ‏

 ‏وزحف اليوم ببطئ شديد، ثم تتسارع الاحداث وتتبدل المشاهد حتى لقطة سينمائية عن قرب ، ابدو كأنني وصلت بعد نوم عميق الى الثلاثين من عمري...

 ‏أفيق من السرير واسمع بالخارج صوت "حريمي" يبدو كالهمس لكنه شديد الوضوح. انها زيارة من امرأة شابة اسمها "نِمفْ" تدّعي انها تقرب لحبيبتي. يبدو هناك امرأة تعرفني منذ زمن وتدّعي انها من الحوريات التي تعيش على الارض ، تجننت وأغرمت بي وبعد ان ضاق صبرها. تود ان تقابلني وجها لوجه (هذا ما جاء واضحا من كلام تلك الشابة)، ولأنه لم تكن من صفاتي الشخصية الغرور او التباهي فكنت حريصا في اختيار ذلك اللفظ عن المراة التي كنت أتوق لرؤيتها... لأن الطريقة التي تظهر بها قريبتها ليست طبيعية، كذلك ليست مريبة. احيانا تخبرني بأنه لا يجب ان يرانا أحد عندما نلتقي، وتارة اخرى-وذلك ما لم يجب ان اخذه على محمل السخرية- : تؤكد لي انه لن يستطيع احد رؤية رفيقتها الاخرى "مرمايد" التي ترافقها دوما، وأنني فقط من يسمح له بذلك!

 ‏

 ‏حينها بدأ يلعب الفأر في "عبّي" وادركت بأنهم ليسو من بنو آدم. لكني لم احمل عبئ ذلك لأن فضولي كان مطمئن بأن يمكنني التوغل في تلك المسألة حتى التقي بتلك "الحورية" المتواضعة وافهم ماذا يجري.


جرى بضعة اشهر بالزمن العقلي و ثوان بالزمن الفيزيائي....

التقينا اخيرا، لم تكن حورية كما تصورت، بل اجمل ، اعني لم اجد بها "زعانف" ولم اشعر برهبة "بني ادم" يلتقي بحورية لأول مرة. لكن تواضعها و جمالها البسيط سبب ارتباكا مريب و اعجاب مبهم. كأننا حقا على تواصل عميق منذ المراهقة.


واخيرا انتهت فترة نومي وفقت كأنني كنت مخمور ، وتوقف عقلي عن العبث.. لكن مجددا .. استعدت طاقتي و قمت بسذاجة اجلس في الصالة منتظر زيارة هؤلاء المجانين الذين اقترحوا سباق الحلزون من قليل.


قلم وشخابيط"/ نور الدين خالد