لقد سرني جدًا عودة المملكة السعودية - في ظل قيادتها الليبرالية (الشابة) الحالية - لممارسة دورها العربي اللائق بحجمها وموقعها كأهم دولة عربية محورية....لقد كانت امريكا تضغط على السعودية بورقة ايران لدفع السعودية للتطبيع مع اسرائيل فما كان من المملكة الا ان اختارت التصالح مع ايران لسحب هذه الورقة من قبضة الامريكان!، والعمل على انهاء حرب اليمن واعادة سوريا لمحيطها العربي، نسأل الله تعالى ان يوفق جهود المملكة السعودية وقيادتها الحكيمة الى رأب الصدع العربي وتوحيد الصف العربي خصوصًا جهدها في اطفاء حرب اليمن وحرب السودان وفي اعادة سوريا وقبلها العراق الى محيطها العربي رغم انف الاعتراض الامريكي، وكذلك جهدها لتوحيد الصف الفلسطيني (عباس وحماس) في مواجهة حكومة اليمين الاسرائيلي الحالية ... لقد عادت المملكة السعودية - بعد الاصلاحات الجذرية الكبيرة في سياستها الداخلية والخارجية بما يشبه الثورة على الخط القديم - الى موقعها الصحيح والدور المتوقع منها كأهم دولة عربية محورية، والحمد لله رب العالمين.
الأمور تمضي إلى الأفضل بعد أن تمكن ولي العهد من اخراج وطنه من القمقم الذي حبستهم فيه الاصولية التراثية والسياسية الاسلامية المتخلفة فعطلت الطاقات الوطنية السعودية عن النهوض ببلدهم، بلا شك أن كل منصف يرى أن السعودية بهذا الانفتاح والتحديث أفضل من قبل ... وما يحدث في المملكة حاليًا هو ما يتفق مع المشروع الذي ندعو إليه منذ سنين وهو مشروع التحديث العربي الاسلامي (الليبرالي) بعيدًا عن مشروعات الأصولية الاسلاماوية أو مشروعات الإصولية العلمانية ، بل دولة عربية دينها الإسلام لكنها دولة ليبرالية تحترم الحقوق الفردية للأفراد ومنها حرية العقيدة وتحترم حقوق الأقليات ، وهذه الليبرالية كنهج للدولة وكثقافة عامة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق ديموقراطية صحيحة مع مرور الوقت ومع تطور فكر وثقافة المجتمع العربي إذ لا يمكن للديموقراطية أن تنجح بدون الليبرالية إلا أنه علينا أن لا نستورد الليبرالية الغربية بقضها وقضيضها وننسخها (فوتوي كوبي) بل نكيفها لضوابط مجتمعاتنا العربية بهويتها (المسلمة والمسيحية).... وهذا هو الطريق