رات في تحول 25 جويلية, المسار الذي يقوض تحركاتها بعد ان عاثت في البلاد فسادا وتصفية الخصوم السياسيين والنقابيين, الذين قاموا بتعرية ادوارها الاقليمية, بانخراطها ضمن المحور الاسلاموي الذي يضم تركيا وقطر, لقد ساهمت وبفاعلية في ارسال الشباب التونسي بعد غسل ادمغتهم الى الساحة السورية ضمن منظومة اقليمية إرهابية تهدف الى احداث الفوضى تقويض الدولة السورية وإسقاطها بتمويل قطري ضخم تفاخر به الشيخ / حمد بن جاسم وعدّه من انجازات دويلته واسناد تركي لتنفيذ مخططات الاعداء بهدف تمزيق الامة العربية.
تسارعت الخطوات التي ساهمت في لف الحبل حول عنق النهضة الذي تطاول على مؤسسات الدولة وبالأخص مؤسسة الرئاسة, شكلت جبهة اسمتها الخلاص ضمت الاحزاب التي تدور في فلكها من اجل تقويض نظام الحكم وشيطنته, حاولت تجييش الشارع لأجل زعزعة الامن والاستقرار ,دعت القوى الاجنبية الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلاد ما اعتبر تامرا على امن الدولة, ساهمت في وقف عجلة الانتاج يتوقف العديد من المصانع وتسريح العمالة الوطنية ,واخيرا تجفيف الأسواق من السلع الضرورية والتحكم في اسعارها لتثقل كاهل المواطن الذي لم قادرا على تحمل اعباء المعيشة كل ذلك من اجل دق اسفين في العلاقة بين الشعب وقيادته التي رأى فيها السبيل الى خلاصه من النهضة واخواتها.
اعلان قانون الطوارئ سمح للرئيس باتخاذ الاجراءات التي من شانها, تخليص البلاد من عشرية سوداء طالت كافة مناحي الحياة وجعلت منها بؤرة لتفريخ الارهابيين لزعزعة امن واستقرار المنطقة.
التغيرات الاقليمية ولعبة المصالح جعل النظام القطري ينكفئ على نفسه, أما اردوغان والذي حاول جاهدا احياء امبراطورية بني عثمان على حساب العرب فهو الاخر اصيبت بلاده بتدهور اقتصادي من خلال تدني سعر صرف عملته الى مستويات متدنية, ما اجبره على مراجعة حساباته والتودد الى دول الخليج وبالأخص الامارات والسعودية من اجل الحصول على أموالها قد تساهم في تحسن اقتصاده, والتفاهم مع مصر والنتيجة التضييق على من اواهم من تنظيم الاخوان المسلمين ولجم افواههم.
اعتقال الغنوشي في ليلة القدر على خلفية تصريحاته بان هناك شبح حرب اهلية اذا تم استبعاد الاخوان من العمل السياسي سيقوده الى قدره المحتوم, حيث تم منع الاجتماعات بكل مقرات النهضة ومقرات جبهة الخلاص التي شارك قياديوها في الاجتماع الذي قال فيه الغنوشي إنه "لا يجب التسامح مع الانقلاب ولا يجب التسامح مع من تورطوا في الانقلاب"، واصفا إياهم بـ"الإرهابيين والاستئصاليين"، زاعما أن "الانقلاب لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة". لقد كان مناوئا لأنظمة الحكم فتمت محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما. محاكمته عام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1998 بنفس الحكم السابق والاسباب عديدة منها ارهابية,قدم نفسه على انه اصلاحي, كان يمني الشعب التونسي رغد العيش, لكنه عندما استلم السلطة جعله يعيش حد الكفاف.
النظام في تونس مصمم على محاسبة كل من اجرموا في حق الشعب واوصلوه الى حافة الافلاس من خلال تخزين السلع والمضاربة بأسعارها وكذلك الذين لم يتوانوا يوما في الاستنجاد بالقوى الاجنبية والكشف عن التنظيم الارهابي لحركة النهضة ودوره في تجنيد الشباب التونسي ومقتل بلعيد والبراهمي.
ميلاد عمر المزوغي