أمي تعتقد إنه فيني بارض، تقول ذلك باستمرار كتعويذة، هل أبدو كفتاة بنفَس طويل؟

الوقائع لاتثبت ذلك، لكن الأمهات كعادتهن، يرين ما يجب أن تفعله لا مافعلته حقا.

حسنا أنا لست كذلك. غاضبة غالبا ( تقويسة حاجباي تساعد في ذلك)، وتستفزني أشياء غريبة-أصحاب المزاج المتقلب يعرفون ذلك جيدا-ابتسامتي ساخرة غالبا، ما ساحرة يعني .

على ذكر الإستفزاز، تمتمت بشتيمة غاضبة لأن الدكتور طلب مني إعادة اسمي مرة أخرى (يفعل ذلك مرارا وأبلعها، أعصّب بس لمّا أكون ما مروقة)*1، كما أني أمتنعت غضبا من الحديث يوما كاملا مع صديقتي لأنها نعتتني بالبدوية( أوكي، مقتنعة إنه مهما عشت فمسقط وقرأت لدان براون وسيرة  جيفارا ما تقدر تشيل السمرة من وجهك، ولا تيه الصحراء من عينك).

البداوّة سبّة، المجد لقليلين الأصل، ماقلت - أفكورس- لصديقتي  ذلك، أخبرتها إني أقدر أهينها لكنّي لاأفعل، ماكان معي سبّة مناسبة.

هل تبدو عيناي كعين الرحّل؟ متوترة، محدقة في العدم ترصدا للماء والعشب؟

أكره عيني-أختي تعلم بذلك-  الإتساع لم يمانع ضعف النظر، وتوحي للبنات بأنني طيبة ولا أمانع أوسعلّها جنبي فباصات المسار.*2

باصات المسار؟

البروبلم: الموضوع يخوّف شوّي، 60 طالبة من مختلف الكليّات مرتصات جنبا إلى جنب كما لو في طابور عسكري، 60 رأس يلتحف السواد*3.

السلوشن: لاتملك سوى أن تشكر مخترع النوافذ، الوسيلة الوحيدة للهروب-المعنوي على الأقل- من كونّك تمارس الاكتظاظ جنبا إلى جنب مع 59 طالبة أخرى وسائق باص مشغّل أنا إلّي عذبنّي حبيبي.

______________

*1 غالبا ما مروقّة، لايغرك ضحكتي ترا كلّي أحزان. في هذا السياق (الابتسامة) لما تطلب مني أعيد شي: كلمة نابية.

*2 أمي تعتقد إني أصبحت ألبس نظارّة لأني ما أشرب حليب ولا آكل جزر.

*3 الشيل الملونة صارت موضة قديمّة شوّي، لكنني أفعل لأن السودا تحتاج كوي أكثر.