عرف تاريخيا باليمن السعيد, انهك ابناؤه جحافل العثمانيين التي حاولت السيطرة عليه, كما فعلت بباقي البلاد العربية واتخذت من الاسلام شعارا, لتوهم الشعوب العربية بانها تدين بالإسلام وانها تسعى الى اعمار البلد وتحسين مستوى معيشة ابنائه, لكن العثمانيين وللأسف, حكموا بلداننا بيد من حديد, واستخدموا ابشع انواع التعذيب بابتداعهم الخوازيق,وتبين انهم اسوأ المستعمرين في التاريخ الحديث    

التم شمله في 22 مايو 1990 بعد مباحثات ماراثونية بين المسؤولين في الشطرين, واصبح يمنا واحدا لا اثنين, مفخرة في التاريخ العربي ، ونقطة مضيئة على طريق تجسيد الحلم الذي ننشده منذ قرون عن وحدة العرب, لكن اصابته عدوى الربيع العربي, فدب الخلاف المسلح بين ابنائه وتم قتل رئيسه, واصبح هناك من ينادي بالعودة الى الانفصال, إنها ولا شك حجة الانفصاليين الذين لا يريدون العيش المشترك ,ايا تكن الظروف فيجب عدم الرجوع الى الوراء, فالتشرذم آفة تضر بالجميع, وتفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي, ومن ثم استباحة اراضيه ليكون ساحة للصراعات الدولية والاقليمية.

لقد ايقن اللاعبون الاقليميون بالساحة اليمنية, أنه في ظل الظروف الدولية ونعني بذلك الحرب في اكرانيا وما احدثته من ازمات اقتصادية ومالية, وسياسة المحاور وبان العالم يسعى لان يكون متعدد الاقطاب, بات عليهم الاحتكام الى صوت العقل, ونبذ العنف لإبعاد المنطقة عن تداعيات الحرب في اكرانيا.

التقارب السعودي الايراني برعاية صينية وجولات عديدة رعتها دول الجوار, وإن جاء متأخرا بعد ثمان سنوات من الاحتراب,الا انه يثبت لكافة الاطراف المتصارعة ان التصالح هو السبيل الوحيد لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة ,خاصة وان الحرب استنزفتهم ماديا وبشريا, وأن المستفيد الاوحد هم من ابدوا امتعاضهم وعدم رضاهم من التقارب بين السعودية وايران ونعني بذلك امريكا ومن يدور في فلكها.

تبادل الاسرى بين الطرفين خطوة في الاتجاه الصحيح وبناء الثقة, ورفع ايدي المتدخلين في الشأن اليمني وترك ابنائه وشانهم, ليضمدوا جراهم ويتعالوا عن الماسي, ندرك ان الامر ليس سهلا ولكنه في متناول اليد متى صدقت النوايا, وعدم الانجرار وراء الاطراف الخارجية التي كل هما ان يبقى البلد ممزقا للاستفادة من خيراته, وجعلة بؤرة لتفريخ الارهابيين ونعني بذلك التنظيمات الارهابية لتنظيم الدولة التكفيري, وجماعة الاخوان المسلمين, الذين لا يريدون الاستقرار لليمن.

 الهدنة التي تم التوصل اليها بين المتحاربين, صمدت الى حد ما ويجب التعويل عليها بتمديدها, من اجل حل الازمة سياسيا, قد يأخذ الامر بعض الوقت, ومراحل انتقالية يتم خلالها نزع السلاح الخارج عن السيطرة بمساعدة الامم المتحدة, وإعطاء حملته بعض الضمانات, لكي يشعروا بشيء من الامان وعدم التهميش ومن ثم الانخراط في العملية السياسية, بعيدا عن التدخلات الخارجية.

نجزم انها فرصة تاريخية لليمانيين لإعادة بناء دولتهم, والاستفادة من مقدرات بلدهم من النفط والمعادن الثمينة, والتعويض على الشعب الذي عانى لعقود من الفقر والتشرذم. ليستعيد البلد عافيته

ميلاد عمر المزوغي