Image title
الماضي عدوٌ يترصد الغفلة

احذر الماضي


الماضي، سيف ذو حدين، فاحذر الماضي، فان لم تكن تنوي التعلم منه، ومن بعد ذلك تصفيته، فانه سيكون الوحش الذي سينهش افكارك، وسيكون الافعى التي تبث سمها في حجرات عقلك، سيكون الماضي حجر عثرة لكل فكرة صحيحة، وسيكون الضوضاء، حتى لا ترى عينيك النوم، ولا ترى حياتك الراحة والاستقرار.

حياتك وصعوباتها، جدار لا مفر من مواجهته، حيث في ذات الوقت يقف خلفك سياف، يحمل في يده أحد السيوف التي لن تتصورها يوماً، انه سياف الزمن، وسيفه الوقت الذي يمضي من حياتك، فإما ان تتعجل الحراك، او يأتيك مطبقاً عليك القصاص، ليدمغك في علة ابدية، ويصبح حينها الوصول الى الجدار حلمك الميت، وتندفع الى الا معلوم، فانت من الآن هائم.

الماضي هو من يؤخر حركتك، وهو من يسرع السياف اليك، امتطي الماضي، اجعله ذلك الحصان الأسطوري، تمسك بالجدار، وحاول تجاوزه، اقهره بالعزيمة، فخلف الجدار ستجد الوقت للاستراحة، اقفز، واقفز مجدداً، واستمر وتسلق، فلا بد لك من النجاح.

وهكذا اعبر كل الجدران، وكلما عبرت جداراً، اجعل من ماضيك حجرة، ألقها ارضاً، تسلقها لتساعدك على عبور الجدار، ستجد نفسك اخيراً، عملاقاً والجدار بالنسبة اليك كومة تراب.

ستلاحظ من بعيد، احبائك يركضون كما ركضت من قبل، لا تبخل عليهم، الق إليهم من احجارك حجارة، علمهم كيف يعبرون، لا تأبه لهم ان ابوا الاستماع، فقط اترك لهم حجارة على ناصية الطريق، فهم عندما تضيق بهم المساحة، سيتذكرون كلامك، وان كان بعد حين.

الماضي حجرة، اما ان تعتليها، لتكون لك عوناً، فتعبر عليها الى بر الأمان، او ان تكون حجرة معلقة على ظهرك، ومشدودة الى رأسك، وحبالها اغشت نظرك، واخذتك الى شاطئ البحر، حيث الأمواج المتلاطمة، كأنها عيون البراكين المتفجرة، وظلماته كأنها الثقب الأسود الكوني، حيث لا نهاية لأي بداية.

والحمد لله رب العالمين