منذ 35 عام أو ربما 100عام وربما أكثر وأنا احمل جثة حبي المغدور فوق ظهري !! .. ذلك الحب الرضيع البرئ الذي قتل في عنفوان طفولته وبراءته!...  لا أدري حتى اليوم من قتله ولكنني اتذكر انني استيقظت ذات صباح فوجدته قتيلًا مضرجًا بدماه!!.. ولم اعرف من قتله ولماذا؟؟...  فبعد طول بحث وتحرٍ وتفتيش تم تقييد القضية (ضد مجهول) وانتهى الأمر !! ... بكيت كثيرًا لسنين طوال في مرارة وحزن وأسى، لكنني لم أجرؤ أبدًا على أن أدفنه وأواري جثمانه التراب !!..  لم يطاوعني قلبي قط أن افعل ذلك، كان ذلك اشبه بالمستحيل، لذا حملت جثة حبي القتيل على ظهري ومضيت في دربٍ طويل!!، اشق طريقي وسط  الأشواك والأحزان، وقررت في نفسي أنني يوم اموت سأدفنه معي في نفس القبر، هناك حيث سيبتلعنا النسيان !!.. آه !!، ما أجمل النسيان !!!
*************
سليم الرقعي