إن الموقف الآن يسترجع إلى الذهن مشهد أضطرارى غاية فى القبح والسوء، ولعل أسوأ مافى الأمر بشكل عام هو الفجوة التى تزداد يوماً بعد يوم وبشكل مريع بين الإعلام والرأى العام

نحن لا نحمل مبضع التشريح ولكننا نبرز تشكيل الصورة التى تعطى ملمحاً بالتكتيك الإنحيازى لممارسة قائمة طويلة من اشكال الهذيان الخارج عن حركة المجتمع والمغيب عن الواقع

والدلائل تقول اليوم إننا أمام لوحة تصويرية كبرى تنمو وتجمع المتضادات والمتناقضات ،وتخلط الدلالات ، وتستحضر المواجهة والتحدى التى تفتقر إلى المعلومة والدقة ،حتى اصبحت لازمة من لوزام شخصية الإعلام الإنى

وتأتى مشاهد منفصلة متضمنة وجهى التمزق والاحتضار للمهنية الإعلامية ،كل مشهد قائم بذاته يتصدرها الإعلامى الذى يتسلل بين عشية وضحاها يحظى بالأهتمام والعناية كأدة طيعة، وتخصص له مساحة مشحونة بأصداء النفوروصنوف العداء والكراهية لترويج ثقافة سوداء

والحقيقة أننا يمكن أن نرى بوضوح على سبيل الانسياق والسقوط فى إغراءات لفظية مترهلة لهجة السب بالأعتداء اللغوى نهجاً والقذف تنافس والتنابز بالألقاب وصفاً للأحداث والمواقف والاشخاص و أضحى ماكان بالأمس انتهاكاً للقوانين بطولة وشجاعة ، وخلف هذا تندفع الانفعالات مشمولة بالتهكم اللاذع الناطق بتوظيف الإيحاءات والإشارات برؤى ونظريات ساقطة لإثارة الفتن ولا يمكن استبعاد القصدية فى خفايا نوايا أطراف تفضحها شذرات الإقوال المتفرقة

ان مثل هذه المخاطبات من المتاجرين بالشعارات المضللة ، المتشحة بالخذلان والتى تختلق شتى الذرائع لنشر الأراء بالكذب والخداع ولملء الفراغات بالتصعيد المستمرلابد ان تحدث من التضليل اكثر مما تحدثه من تنوير،وهى فئة لا تنتهى قائمتها

وفى ظل هذه الأوضاع والحورات الخانقة كم من شخصية فاشلة وليس لها دور بارز او مميز أصبحت بسلطة المحسوبية شخصية مشهورة والعكس صحيح

لافتاً للنظر رغم دراسة خريجى الإعلام للدراما، الاان هذا ليس بمدخل كاف لعبور سلسلة من الابواب والانفلات وتضخيم وتمجيد أفكارمفرطة فى الفجاجة تحت زعم النقد ولايمنحك شرعية اساءة مفهوم الحرية 

ولانملك أن نعمم و نقول ان كل خريج إعلام جديربتسيد الخطاب الإعلامى فهناك زمرة متخمة بالغطرسة مفتقرة للهدف المنشود للإعلام فى حد ذاته وهناك مواهب بوصفها مميزة إضافة ونموذج إيجابى حتى ان لم تكن خريجة إعلام

من هنا نجد لزاماً علينا أن نعقد النية على هدم أى ممارسات مجردة من أى مبدأ اخلاقى ،ولابد ان نعترف كنوع من النقد الذاتى ان السلوك العصبى والمتعصب والصراعات الكلامية والغوغائية الاعلى صوتاً ليست من زوايا ولامفرادت ولااهداف النقد فى شئ

اما النقد بكونه دراسة متخصصه متشعبة الفروع ، له دعائم علمية اساسية وخصائص تمهيدية يلتقى عندها التوزان القادرعلى التغلغل بين المفيد والصائب، مستقرئ ابعاد الواقع مستجمع الخيوط دون خلط مشوش اوتشويه زائف ، مسعاه المصارحة والمكاشفة والمواجهة دون تجريح

وأزيد قائلة : اين نحن من( مادة اللغة الإعلامية) المتفردة بالبلاغة وقواعد الصرف واصول الحديث بداية من كيفية اداء الصوت إلى النغمة إلى الوقف إلى التنغيم والنبر فضلاً عن حركات الجسم بالكامل وأجادة اللغة احتراماً لأذن المتلقى وليس شرطاً أحترافها