السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم، من باب نسب الفضل لأهله، هذه المقالة نُشِرَت في مجلة Vocal magazine بتاريخ 26/2/2016 أترككم مع المقالة
كنت يومها عائدً من مكان الدراسة.. كلية الألسن.. في طريقي إلى مقر سكني..
أثناء تلك العودة المعتادة.. وداخل عربة مترو الأنفاق دار حوارٌ ما بين طفل لا يتجاوز عمره العاشرة وبعض ركاب المترو.. وهذا جانبٌ منه
اسمك إيه يا ابني = اسمي أحمد
أحمد إيه= أحمد حسني
أبوك شغال فين= لا قاعد ف البيت..
وعلى طريقة محقق النيابة، حتى قال الولد
أنا عايز ارمي نفسي تحت العجل
ذُهِلَ الركاب الذين تجاذبوا معه أطراف الحديث.. ليه يا ابني..
فرد الولد قائلا= عشان أنا عايز اموت..
تسربت تلك الكلمة إلى سمعي وعقلي كذلك.. ثم دارت في خاطري بعض التساؤلات
هذا الغلام لم يواجه مصاعب الحياةِ بعد.. فماذا يفعل إذا رأى الحياة على حقيقتها بهمومها ومصاعبها ومصائبها..؟
ومَن المسؤول عن هذا الطفل الصغير.. إذا مات بهكذا طريقة..؟
ثم أسرعت الحياة بهمومها لتجيب على سؤال عقليَ الوجيه.. ألم ينتحر بعض الشباب في مقتبل أعمارهم.. لأنهم لا يجدون زادا من الصبر يعينهم على نوائب الدهر!!
ليس هذا هو الوحيد.. هناك أطفالٌ كثيرون هكذا، نسميهم نحن أطفال الشوارع.. وهناك آخرون في العشرينات من العمر.. يسيرون في منحنى الانتحار بشكل منتظم.. تماما كحبات الخرز المنظومات في العقد إذا انفرط..
إذً يا معشر القراء، إذا كانت أمةٌ يريد جيل المستقبل فيها أن ينتحر.. فعلى أي شيءٍ تُبْنى ولمن سيصير البناء..؟
ضع علامة استفهامٍ كبيرة كتلك المأساة التي تعاني منها أمتنا ووطننا، ثم تنفس نفسا عميقا وقل في يأس، لا عزاءَ لنا.