ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

مدة القراءة: دقيقتين

إنه الوطن

الأوطان منقوشة على جبين الرجال ، هكذا بدت صورته ، وقد لفحته الغربة والتعب حتى بدت عيناه ذابلتين كشمس غاربة ، جبينه مطوية حلم لم يصل ، وابتسامته شاحبة كطيف ، ما الذي تفعله الحروب بقلوبهم ! .. إنها تؤرخ الحب كجرح غائر في الأعماق ، قال وهو يكتم الزفرات : سنعود إلى حينا .. ثم تفجر الوطن في عينيه كمشهد ، المدينة والحي والمنازل ، الرصيف والأطفال وبائع الخضار ، التل والوادي والشجر ، كيف لكل تلك الأشياء مجتمعة أن تخلد في الروح !

بدت شاردة وهو يحدثها عن وطنه ، تسأل نفسها : ماذا لو أنني أنجبته ثم صار بطلاً فكنت انا الوطن الذي يبرق في عينيه !

كان صوته دافئاَ أو هكذا أراده أن يكون ، دافئاً كي يحتضن كل من يستمع إليه ، كان يجيد إنتقاء مفرداته لتبدو كأم حنون ، كانت الحروف سلسة على لسانه كنهر الفرات ، كم يجيدون الحب حين يتحدثون عن أوطانهم ، الطفلة التي بين يديه بدت تشاركه الرأي ، كانت مندهشة من الإضاءة والكميرات لكنها بدت سعيدة وهادئة فهي لم تستشعر فقد الوطن بينما يحتضنها صوته كل ليلة ، شعرتُ بالحنين لكل أشيائي القديمة والجديدة ، شعرت بالأمتنان لأني أحسست بكل وجعه ، إنسانيتي بخير وأنا بخير وأبدي تعاطفاً جيداً .

أحبّته منذ كلماته الأولى ،  شِعره فاتناً وإلقاؤه عبقرياً ، إنه مجنون لا يبالي برتق القلوب بقدر قدرته على ذلك .

إلى كل الجنود الذين يرابطون على حدود قلوبنا ، دماؤنا تغذي نبضكم ، فأطعمونا المزيد من القصائد ، أنتم سماؤنا التي تحتضن قبلاتنا كل ليلة ، فتطير إليكم كشهب دافقة بالحب ، ليعطيكم الله المزيد من الصفحات لتكتبوا لنا ما يجعل من أحلامنا أشرعة لسفن ترسوا في موانئكم .


ن
نينوى

‏‏‏‏شاعرة . وفي القلب جنائن معلقة .

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات