كنت اتحدث مع صديق ملحد و جرنا الحديث إلى نقطة فلسفية هل الإلحادك سبب انفتاحك التجارب مختلفة و بالتحديد الجنسية فأجابني نعم،  جوابه جعلني  أسأله مرة أخرى: هل معنى هذا انك ممكن تفعل أي شيء بسبب الإلحاد، فأجابني: نعم ما دام غير ممنوع بالقانون او يضر الأحد ، هذا الحوار البسيط المتكرر مع صديقي و ملهمي جعلني افكر لماذا نحن مختلفون عن الغرب ، و كيف نظرة كل المجتمع مختلفة للطاقة الجنسية بمعنى الغرب ينظر للجنس على أنه ضرورة ملحة و نحتاج تفريغها للتفكير بالأشياء أهم ، و ذلك نرى تعدد مصادر إفراغ هذه الطاقة من صناعة الاباحية بمختلف المواد والأفكار التي في هذا المجال بل إنه مجال توفير وظائف للفاشلين و مع انغماسهم أكثر في هذا المجال نرى الإبداع أكثر في مجالات اخرى كمثال شركات الامريكية مسيطرة على عالم التقني و لا يوجد منافس حقيقي مثل جوجل ابل مايكروسوفت في مجال الصناعي عندك تسلا هذه الشركة تحقق قفزات كبيرة في مجال الطاقة البديلة و مدير شركتها يحول الخيال العلمي للحقيقة و غيرها من الشركات المسيطرة على الاقتصاد العالمي وهذا ينفي المزاعم التي تقول كثرة الانغماس بالجنس تؤدي إلى قلة الإبداع و الانهيار ، و رجعنا للتاريخ الإسلامي وبالتحديد العصر العباسي الذي كنا في قمة الابداع العلمي نجد أنه كان كثرة الزواج أو الجاريات و ايضا كان هناك شواذ في بيوت الخلفاء التي هي ممنوعة على العامة و لكن ما يميز العصر العباسي انه قريب جدا من ناحية التشدد الذي نعيشه و اما بعصرنا الحديث و بالتحديد في نهاية التسعينات - الصحوة - حاول التيار المحافظ ترسيخ مفهوم انه يحافظ على المجتمع من الانغماس في بئر الشهوات و الغرائز - التي هي طبيعية في كل الانسان - و ممكن تلاحظ هذا المفهوم عن طريق كاركتير متكرر يقوم شخص ذو لحية طويلة و ثوب قصير بمحاولة اغلاق باب ضد الاختلاط و التغريب و التحرر و القيادة المرأة للسيارة - مرسومة على شكل شيطاني بحت - و خلفه بنت تبكي خائفة ، هذه مفهوم المتكرر بالخطب و المحاضرات و غيرها و لكن هناك خطأ في هذا المفهوم حيث ان هذا الشخص لا يواجه هذه المخاطر بالحقيقة فهو يواجه الطاقة الجنسية و ان اختلف شكلها و طبيعتها لان من وجهة نظره ان هذه الاشياء ستجلب لنا الخراب و الويلات و لكن هذا التيار نسى او تناسى او لم يتعلم ان مبدأ الطاقة الاعظم ان الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من العدم و لكنها تتحول من شكل لآخر و قانون نيوتن الاول الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحرك، الجسم المتحرك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يبقى على هذه الحالة ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير الحالة الحركية له ، من خلال محاولة صد الغريزة الطبيعية للبشر ومحاولة اقناعهم ان هذا عيب و حرام تحولت هذه الطاقة إلى عدة الاشكال و غيرت مسارها من باب المقفل الى مداخل الأخرى في المنزل وتفاجأ التيار المحافظ من تغير المجتمع الداخلي و دعوته لكسر جميع العادات و التقاليد والقيود عليه فحينما كان يحاول صد الأعداء من الخارج تغير المجتمع من الداخل بفعل التغيرات التي حدثت مثل الانترنت و الابتعاث ، الانترنت جعل العالم و الأفكار المختلفة بين يديك و ساعد هذا على الانتشار الافكار الالحادية و الغريبة داخل المجتمع و ايضا لا ننسى الابتعاث الذي اعتقد أنه هو السبب الحقيقي لجميع التغيرات الذي حدثت في الفترة الاخيرة ، الابتعاث كان يسوق له لتطوير ومساعدة الدولة للوصول لمستوى الجديد عن طريق تدريس و تعليم الأبناء في أفضل الجامعات العالمية و لكن الواقع يقول إن هدف الابتعاث كان تغيير الأفكار و تقبل الاختلاف بين الناس والانفتاح ، نجح الابتعاث في فكرة تطوير المجتمع من ناحية تقبل الاختلاف و  فشل في موضوع الاستفادة من تدريس الأبناء ، هذا التغيرات الذي حدثت و لم يهتم بها التيار المحافظ جعلت الطاقة الجنسية تزداد عندنا عدم وجود طريقة مناسبة لتفريغها كمثال بالزواج و صعوبته تحولت هذه الطاقة للاشكال الاخرى مثل الزنا المحارم و الشذوذ بنوعيه و الزنا المعروف و انتشر الشراب و الخمور و الحفلات و غيرها، اعلم ان هذا صادم و لكن هذه الحقيقة ممكن تبحث في حسابات الاعترافات و ترى المصائب ، و خاصة الزنا المحارم هذه الطاقة تحولت لاقرب الناس الى الشخص و ذلك نرى بعض الشواذ عندنا يقولون ان ولد عمه او ولد خاله هو سبب في شذوذه ، حتى الشذوذ اصبح في بعض التيار المحافظ و مثل ان مغردة ذكرت انها كانت متزوجة من شخص محافظ و لكن بسبب شذوذه طلبت الطلاق ، هذا التحول الدراماتيكي في مجتمعنا و سقوط جميع الاقنعة الفضيلة و الاخلاق اما هذه الطاقة يجبرنا على اعادة النظر بكل مبادئنا و كيفية اعادة تشكيلها لتتوافق مع الأحداث الحالية