هل يجب أن نكون دائما متفقين؟

في إحدى الجلسات التدريبية قام أحد المتدربين مستدركا لي بقوله إنني اختلف معك.
توقفت قليلا ثم سألته:هل تختلف معي أم مع وجهة نظري؟ 

قال سريعا : بل مع وجهة نظرك.

قلت له : حسناً وأنا أرحب كثيرا بهذا الاختلاف الذي يثري نقاشنا وطلبت منه أن يشرح وجهة نظره.
وبعد أن قدم المتدرب وجهة نظره واسترسل فيها تبين أننا نتفق كثيرا في أغلب النقاط بل وحتى في النتيجة النهائية وكان الاختلاف فقط في زاوية النظر للموضوع.
.........................................................
بعد انتهاء الجلسة التدريبية تأملت فيما دار من حوار بيننا،واسترسلت أنا الآخر في طرح الأسئلة.
هل يجب علينا دائما أن نكون متفقين؟
وكيف سيكون طعم الحياة ولونها إذا كانت طعما واحداً 
ولونا واحداً ونسقا واحداً؟
هل الاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة؟
هل يفسد اختلافنا في وجهات النظر علاقاتنا؟ 
ونحن نحفظ الكثير والكثير من الأمثال التي تقول بأن 
( الخلاف لا يفسد للود قضية ) بينما واقعنا مرير بالمعاناة والمأساة وشخصنة المواقف حيال خلافنا الفكري والثقافي والاجتماعي بل وحتى الديني.
ماذا لو كنا في بيئة العمل على نمط واحد من التفكير والرؤية؟ 
وهل يمكن من خلال هذا الاتفاق بناء تنموي للمنظمة؟
كيف يمكن أن نصنع اختلافا يثرينا ويقربنا من بعضنا ويعزز روابطنا وأواصرنا؟
سلسة من التساؤلات التي سرحت فيها كثيراً وقطعها استذكاري لمقولة رائعة لأحد العراقيين حيث يقول بأن العربي في عقله الواعي إنسان مثقف ومتمدن ولكنه في عقله الباطن ذو نزعة بدوية عدائية انتقامية وحين تسنح له الظروف يستخدم تلك الموروثات المتجذرة فيه.
رجعت مرة أخرى لما دار بيني وبين المتدرب من حوار أثناء الجلسة التدريبية وكيف أننا توصلنا من خلاله إلى نقطة التقاء بل إلى نقاط كثيرة مؤمنا بأن الحوار هو الطريق الناجع لفهم الآخرين وإن تقاطعنا معهم أو التقينا في نقاط كثيرة.