كثير من المحللين يعتقدون أنها بالنتيجة ستخدمه أكثر مما تضره خصوصًا إذا لم يتمكن خصومه من إدانته قضائيًا، فهذه الملاحقات تبدو بشكل فاضح أنها ملاحقات تتعلق بالصراع السياسي أكثر من كونها تتعلق بقضية العدالة واحقاق الحق، فما يجري هو استخدام العدالة في اللعبة السياسية من قبل خصومه السياسيين لمنعه من العودة للبيت الأبيض، وهو ما قد يجعل الأغلبية الصامتة - خصوصًا (البيضاء) والتي لا تشارك
عادة في التصويت - إلى المشاركة بفاعلية لصالح (ترامب) خصوصًا أن المدعي العام الذي يقود هذه الحملة من الملاحقات القضائية هو من الإمريكيين (السود) مما قد يستفز الروح العنصرية لدى الأغلبية البيضاء!!، فالفرز العنصري حاضر في أمريكا ولم يتلاشى بعد! ...... لا ندري كيف ستنتهي كل هذه الحملة القضائية المسيسة لكن بلا شك إذا فشلت أو أعطت مفعولًا عكسيًا لصالح (ترامب) وفاز هذا الأخير بالعودة للبيت الأبيض فسنجد أنفسنا في أمريكا أخرى غير أمريكا التي عرفناها وعرفنا مغامراتها الفاشلة والمدمرة في العالم!!، فمشروع ترامب يقوم على أساس الإنشغال بالهموم الداخلية أكثر من الخارجية واخضاع السياسة الخارجية الامريكية للحسابات التجارية أكثر من شيء آخر، فمن يدخل في علاقات تجارية رابحة مع أمريكا هو من سيعتبره (ترامب) صديقًا له ولبلاده!!... فضلًا عن هدفه المعلن المتعلق بما يسميه (التخلص من الدولة العميقة)!!.. لكن هل هذا سيكون مقبولًا لدى (الدولة العميقة) والتي للمخابرات الإمريكية CIA دور في رسم وتوجيه سياساتها الخارجية وفق حسابات تتعلق بضرورة التفوق ومد النفوذ السياسي والأمني بالدرجة الأولى!!؟؟..... هذه قصة أخرى!.. لكن بلا شك أن فوز (ترامب) لن يمد اليمين الوسط (الوطني) وكذلك اليمين (العنصري) المتطرف معًا بجرعات مقوية ومنعشة في أمريكا فقط بل في العالم كله (!!؟؟؟)
وأخيرًا
لقد أثبتت لنا دراسة التاريخ الذي لم نشهده بأنفسنا وكذلك ملاحظة أحداث التاريخ الذي شهدناه بأنفسنا وعقولنا وأبصارنا منذ ما يقارب 50 عامًا أن (التنبؤ) و(التوقعات) في عالم السياسة أمر ضبابي غير مضمون، وأن الخطأ فيه أكبر من الصواب، فنظرية (الفوضى) التي تقول أن تغييرًا بسيطًا وطفيفًا - وربما غير منظور - في طرف المعادلة قد يجر إلى تغيرات كبيرة وصادمة ولم تخطر بالبال في طرفها الآخر، هي نظرية تنطبق على عالم السياسة أكثر من انطباقها على عالم التوقعات الجوية للطقس!!.
****************
سليم نصر الرقعي