يقول نورمان هيل في كتابه "فن التعامل مع الزملاء".

يتعرض كل فرد في بيئة عمله إلى معاملة قاسية، ولكن إذا كانت هذه المعاملة  القاسية تمنع الفرد من تحقيق أهدافه والشعور بالرضا؛ فإن هذا يضاعف المشكلة مما يجعل الفرد موجوداً بجسده منفصلاً بعواطفه عن زملاء بيئة العمل وبالتالي هذا يؤثر بالسلب على إنتاجية الموظف.

ويحدد نورمان المقترحات الآتية لتحقيق الانسجام بين زملاء العمل:

- بناء علاقات أفضل بين الزملاء :إن من الحاجات المشتركة بين زملاء العمل هي الحاجة إلى النجاح و الحاجة الى القبول من قبل الآخرين، لذا على زملاء العمل أن يتعلموا كيف يشتركون في هاتين الحاجتين (النجاح والقبول) بصورة تقود إلى النجاح المشترك ومن الطبيعي أن يتنافس زملاء العمل على ثلاثة أمور وهي: المال والترقيه والتقدير. ويصرفون جل وقتهم فيها، وعندما يزداد معيار المنافسة يبدأ انتقاد الزملاء بعضهم لبعض مما يخل بجانب حاجة القبول مما ينذر بإعاقة العمل.

اذا كنت لا تستطيع الرقص على نفس إيقاع الآخرين ، فربما كان ذلك لأنك تسمع موسيقى أخرى.

هنري ديفيد ثورو - مؤلف أمريكي (1817 – 1862)

-الشعور باحتياجات الزملاء : إن التعاطف (وهو القدرة على أن تشعر بما يشعر به موظف آخر) يساعد في بناء العلاقات الإيجابية مع الزملاء من خلال فهم نفسيتهم ومعايشتهم مما يوجد نوعاً من الوفاق والألفة. يجب التعامل مع زملاء العمل باعتبارهم أناس يمتلكون أحاسيس وأفكاراً وطرقاً مختلفة عن بعضهم البعض، ولنتعامل بمبدأ (ما تزرعه تحصده) فإذا زرعت ورداً جنيت ورداً وإذا زرعت شوكاً فلك أن تتحمل ما يأتيك من الألم والمصاعب!!.

ان هفواتك تبدو للأخرين بنفس الضخامة التي تبدو لك هفوات الأخرين.

وليام غلادستون- رئيس الوزارة في بريطانيا سابقاً

- تطوير أرضية مشتركة:

- انصت واستمع لكل الأخبار بشكل دقيق.

- انتبه للإشارات غير المنطوقة من الناس.

- تحدث عن الأهداف المشتركة في الاجتماعات.

- تجنب الجدال و وجه المجموعة بهدوء.

- المرونة: يتيح وجود المرونة المشاركة بالآراء و الأفكار بشكل مفتوح والتعامل مع المواقف والأشخاص بشكل مرن، و نجد أن هذا وذاك يصب في تعزيز العلاقات التعاونية بين زملاء العمل.

يظن كثير من رجال الادارة أن العلاقات الانسانية فصل في كتاب تنظيم العمل ، و هم مخطئون في هذا ، فالعلاقات الانسانية هي كل الكتاب.

بيلفر شتاين-   باحث ومحاضر

-تجنب التصرفات التي تثير غضب زملائك 

عدم التوافق، ومن ذلك عدم التوافق الزمني أو الاهتمام أو ربما الجهد مما يجعل بعض الموظفين يشعر بالظلم أو ازدحام الأعمال لافتقار الآخرين الالتزام والجدية في أدائهم.

تولي السلطة غير المناسبة، فمحاولة أحد الموظفين الاضطلاع بالسلطة غير المناسبة والتحكم بإصدار الأوامر سوف تسبب استياء من قبل زملائه في العمل، و ربما رفضوا كل أفكاره حتى و لو كانت صحيحة.

التعالي والغطرسة، إن التصرف بطريقة التعالي والغطرسة تجعل زملاء العمل يبحثون عن الطرق التي يرفضون بها ما يقترحه زميلهم صاحب التعالي و الغطرسة ، و في النهاية المتضرر الوحيد من هذا السلوك ليس صاحب السلوك فحسب؛ بل المهام والأعمال المكلف بها.

قبل أن تنتقد أحداً ، إمش بحذائه مسافة ميل.

سارة جاكسون -  زوجة رئيس الولايات المتحدة السابع (1949 - 2011) 

روشتة سريعة للتعامل مع زملاء العمل

هُناك العديد من القواعد التي ينبغي التقيّد بها وأخذها بعين الإعتبار عند التعامل مع زملاء العمل، هذه القواعد سوف تخلق موظف كفؤ مُلتزم بآداب مهنته، وفي ما يأتي توضيح أبرز تلك القواعد:

- معاملة جميع الزملاء بودٍّ واحترام.

- الابتعاد عن جميع العادات التي تكون مُزعجة للزملاء.

- محاولة الإصلاح بين أي زميلين مُتخاصمين من خلال المناقشة والحوار.

- التمسك بخلق الصدق في جميع التعاملات اليومية.

- عدم مقاطعة أي زميل أثناء تحدثه. تقديم المساعدة لأي زميل يحتاجها.

- تقبل الآراء الاخرى. العمل بروح الفريق الواحد.

- تجنب النميمة وخلق مسافة بين الموظف وزملائه، بحيث لا تتداخل حياته الشخصية مع العملية.

إحّذَر مِن زُملَاء الشَر في العَمل

عندما ترتفع ..سيعرف اصدقائك من انت ! لكن عندما تسقط ... ، ستعرف من هم اصدقائك.

د.إبراهيم الفقي - خبير التنمية البشريةوالبرمجة اللغوية العصبية المصري

كشفت دراسةٌ حديثةٌ أن "هناك نوعيةً معينةً من الزملاء في العمل ممن يشعرون بأنهم “أضعف مكانةً” هم الأكثر احتمالية للقيام بتصرفات تتسبب بتدمير شركائهم في العمل"، ووفقاً لصحيفة Business Insider الأميركية: من الأفضل أن تعلم أنه حتى لو كنت تشعر بأن زميلاً ما في العمل يستهدفك، فلا تدع شكوكك تسبب لك الرعب. عليك التأكد من ذلك، قبل أن تتخذ خطوات عملية لتخفيف وطأة الموقف".

مجموعة من العلامات التي تدل على أن هناك زميلاً يستهدفك في العمل:

الفرق بين المنافس الشريف والمنافس الحقود ان الأول يريد هزيمة الجميع.. أنت والآخرين. والثاني يحاول إضعافك بلا كلل ويودّ رؤيتك تفشل على نحو خاص.

إذا كان أحدهم يُشعرك بأنك في محاكمة، فهي ليست علامة جيدة. قد يكون ذلك من أجل أن يصطادك، ثم ينتظر سقوطك في الفخ. وستلاحظ انه إذا حدث وتجادلت معه فإنه يسعى دائماً بل وينجح في أن يجعلك في موقف دفاعي.

إذا سمعت أن زميلك قد دمّر آخرين في الماضي، فقد يكون من الأفضل أن تُبقي على مسافة آمنة معه. لا تخدع نفسك بالاعتقاد أنهم سيستثنونك. لا يتوقف الذين يحاولون إضعاف زملائهم في العمل عند ضحية واحدة.

كل شخص يشاركك العمل يقوم بالنميمة من وقتٍ لآخر، ولا بأس في هذا فأحياناً، تكون تلك الطريقة الوحيدة للتعرف على ما يدور حقاً في موقع عملك. فكّر لحظة.. إذا كان شريكك بالعمل شخص نمّام، فما الذي يضمن أنهم لا يتحدثون عنك من وراء ظهرك؟

إذا كان زميلك يقوم بتشتيت تركيزك باستمرار عن عملك فقد يكون شخصاً غير نشيط في عمله، لكن ليس في نيّته إيذاؤك، ويشعر بالوحدة قليلاً. لكن إذا شعرت بأن شخصاً ما يحاول متعمداً عرقلة إنتاجيتك، فتلك مشكلة.

لا بأس بأن ينساك زميلك أو يتجاهلك أحياناً، فربما هناك ما يشغله ويسيطر على تفكيره، لكن المقلق إذا ما كان أحدهم يتعمد في العمل إبقاءك خارج دائرة الاهتمام.

بعض مفاتيح تبدأ بها تأثيرك على الآخرين

!■- الزم الابتسامة المشرقة.

!■- حاول أن تشعر الآخرين بأهميتهم، وتتواجد معهم.

!■- ابتعد عن الجدل، والتمس لغيرك الأعذار.

!■- لا تقف في طابور أصحاب النصائح.

!■- لا تنتقِد كي لا تنتقَد بل عليك بكلمة الثناء الصادقة

!■- تعامل مع الآخرين كما ترغب أن يعاملوك.


يجب أن تحافظ على حالة من السعادة والبهجة لتدع الأفكار الإيجابية تنبثق من عقلك .. إذا كنت في حالة فرح ، فإن أفكارك تنبع من الطاقة الإيجابية ، ويمكنك التأثير على الآخرين دون بذل الكثير من الجهد.

جيردار جوشي

امور لا تتحدث عنها مع زملاء العمل

لا يجب أبدًا أن تنسى طبيعة العلاقة التى تربطنا بالزملاء وهى الزمالة المهنية، لذا يجب أن تتذكر أن هناك أشياء لا يجب أن تتحدث مع زملاء العمل فيها، تختصرها صحيفة "التايمز الهندية" فى 6 أشياء:

الحياة الجنسية

حتى لو بدا أنهم يرحبون بذلك، ففضلاً عن الجانب الأخلاقى للموضوع، قد يضعك مثل هذا الحديث فى ورطة قانونية.

الاسأة لجماعات معينة 

سواء كانت جماعات عرقية أو دينية، ويفضل تجنب الحديث عن مثل هذه الموضوعات التى تسبب انقسامًا فى الآراء وقد تخلق مشكلات.

الحياة الشخصية للآخرين

هذا أمر مرفوض تمامًا، ومحفوف بالمخاطر أيضًا، ولا يجب التطرق له ولا طبعًا عبر وسائل التواصل الخاصة بالعمل مثل البريد الإلكترونى للعمل.

رؤساء العمل 

قد يكون أمرًا بديهيًا أن نقول إن الحديث عن رؤساء العمل خط أحمر، إلا أن الناس دائمًا بحاجة لتذكر هذا، وقد يتسبب فى الكثير من المشكلات ووضعك فى مأزق كبير.

الأخطاء الكبيرة التى ارتكبتها

فقد يستغل أحدهم هذا ضدك كما أنه يهز صورتك أمامه وفى كل الأحوال يجب أن تحتفظ بمثل هذه الاعترافات لنفسك.

زميل سئ في معاملته معك

حتى لو كنت فى غاية الغضب أو الإحباط يمكنك أن تفعل هذا مع صديق مقرب بعيد تمامًا عن العمل لكن ليس مع زملائك فى العمل.

التطلعات المهنية: 

يجب الاحتفاظ بالمشاعر المُتعلقة بالطموحات؛ لأن ذلك الأمر سيدفع العديد من الزملاء إلى الإستياء من ذلك، فإذا كان الشخص يسعى للحصول على منصب أفضل في وظيفته والوصول لنجاح مُبهر، عليه أن يُثبت أحقيته بذلك من خلال أفعاله وليست أقواله.

المشاكل الصحية: 

عند علم جميع الزملاء أو الموظفين بأنَّ موظفًا ما يُعاني من مشاكل صحية، فسيشككون من قدراته على آداء العمل بشكلٍ جيد، ويظنون أنه غير قادر على آداء هذه الوظيفة ومن الواجب استبداله بموظف آخر أكثر كفاءة.


الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين

كيت جيل - لاعبة كرة قدم سويدية وأسترالية

تخلص من «موزعي» الطاقة السلبية في بيئة العمل

زملاء العمل ليسوا أصدقاءك الحقيقيين فإذا كنت تشعر أن بعض زملائك يبثّون طاقةً سلبيةً لذلك أنت بحاجة لخلق التوازن ، ومما قد يساعد في ذلك:

يمكن أن يتطور التنفيس الصحي إلى تذمرٍ «زميل» ببطءٍ، و للحيلولة دون الوصول إلى «نقطة اللا عودة»، راقب مزاجك بعد محادثةٍ مع زميلٍ كثير الشكوى.حين تُنهي المحادثة وتمضي:

بماذا تشعر؟

هل تشعر بالإحباط كلما رأيته يقترب منك؟

هل تشعر بأنك لست متحمساً لرؤيته؟

- إذا كان هذا الزميل يبثّ طاقته السلبية فيك، فمن الأفضل أن تتخذ موقفاً.

- إذا لجأ الزملاء إليك للتنفيس عن مشاكلهم حين تكون بحاجةٍ لإتمام مهامك، فلا بأس أن تطلب منهم أن يتركوك تقوم بعملك.

- إغلق باب مكتبك الخاص أو ارتداء سماعات، والإيحاء بأنه منهمك في الاستماع لشيء هام أو  أخبر هم بلطف أن وقتك لا يسمح بالحديث.

قد تساعدك عبارات مثل:

   «أفضّل أن أتحدث في وقت آخر، فلدي الكثير من المهام»

   «أنا متأخرٌ في العمل على هذا المشروع لذا لا استطيع تركه».

- الحديث عن الطاقة السلبية بالمكتب بشكلٍ عام دون أن تلوم شخصاً بعينه.

- اطرح القضية كنكتة!

- واجههم بأدب وتتحدث إليهم على انفراد

- صعّد الأمر لمديريك إذا لزم الأمر.

- استشر زميلاً ذو خبرة تثق به ثم ابدأ بمسؤول القسم أولاً. في حال فشل الأمر، فأنت بحاجةٍ لتدخل مديرك أو مسؤول الموارد البشرية لتجنّب شرور زملاء العمل السيئين، حتى لا يتأثر أداؤك سلباً بسببهم.

- أنت في النهاية بشر قد يعتريك مُصاب الطاقة السلبية، فمثلاَ إذا كنت تريد الشكوى، فاشكُ لصديقٍ خارج العمل، أو احتفظ بمذكرةٍ يمكنك الكتابة فيها والتنفيس عن استيائك كلما شعرت بالإحباط. سيمنعك هذا من الإسهام في هذا.

هناك أناسٌ سلبيون بطبيعتهم، و إذا كنت لا تمانع في تقديم المساعدة لهم، فافعل! صحيح أنك لست ملزماً بأن تكون معالجهم النفسي، لكن معرفة التفاصيل البسيطة عن حياتهم قد يساعدك في تفهّمهم والترفّق بهم.


أبسط الطرق لكسب احترام زملاء العمل

 

الطريقة

الاثر

الابتسامة والوضوح

تبث مشاعر الصداقة والأمان

التحية والسؤال عن الأحوال

يقرب النفوس ويزيدالتواصل

التعاون والمساعدة

يبعث على الوفاق والود

الهدوء والرقي في التعامل

مفتاح للعلاقات وتكوين الصداقات

الاطمئنان على الزملاء

يبعث على الود

احترام الخصوصية

يطور أرضية مشتركة

التريث في الحكم

لا تخسره كزميل

الانتباه إلى التصرفات المزعجة

لن ينفر منك الآخرين

مشاركة الأفراح والأتراح

يقوي العلاقات و يترك أثرا طيباً


لا تتوقف عن الابتسام حتى وإن كنت حزينا فلربما فُتن أحد بابتسامتك.

غابرييل غارسيا ماركيز - روائي كولومبي

لاحظت الطفلة الصغيرة على والدها علامات الضيق، فسألته:

- لماذا أنت متضايق يا أبي؟

- لقد بذرت القمح و كلفني الكثير، لكن آلاف العصافير جاءت على الأرض و التقطت حبوب القمح. فقالت: ماذا تفعل؟

- سأحمل بندقيتي واضرب العصافير بالرصاص!

- ألا تشفق على العصافير التي تموت!

- ربما يموت عصفور أو أثنين، لكنني لا أخسر كل الحبوب.

حمل الأب بندقيته و خرج إلى الحقل، و إذ رأى كميات ضخمة من العصافير تقفز من هنا ومن هناك لتلتقط القمح الذي بذره، صوَّب بندقيته نحوها، وأطلق الرصاص، فطارت كل العصافير لكنه لاحظ طيرًا يحاول الحركة مجروحًا.جرى نحو الطير، وكم كانت دهشته، إنه ليس عصفورًا بل بلبله الجميل الذي يحبه، لقد هرب من قفصه ورافق العصافير التي تجمعت لتلتقط القمح، أُصيب جناحه فانكسر.حزن الرجل على البلبل جدًا، وأمسك به في حنان وغطاه بمعطفه، وعاد به إلى البيت ليعالجه. و لما رأت الطفلة والدها قادمًا جرت إليه و هي تقول:لماذا أنت حزين يا أبي؟ قال:لقد أصيب بلبلنا العزيز!

وإذ بدأت علامات الحزن تظهر على ملامحها، كشف الأب عن البلبل الذي في المعطف، وكأن البلبل يصرخ: "أصدقاء السوء! أصدقاء السوء!"

المَغْزَى: أصُيب البلبل المسكين، لأنه رافق هذه العصافير، مع أنه لم يكن محتاجًا إلى طعام.