لاشيء في حياتكَ أفضل من كتفٍ تسند إليه رأسك المثقل بأعباء حياتك .. تفرّغُ كلّ شيءٍ عن آخره 

تعود إلى الحياة كفراشة خارجة من شرنقتها للتو !!

لكن .. انتبه .. قد تفقده بأيّ لحظة .. لاتسأل كيف لي أن أفقده إن كان مخلصاً .. اسأل لمَ لمْ تكن أنت المخلص في انتقاء أعبائك التي ستلقيها إليه .. في كمّها .. في نوعها .. أنت المسؤول عنه بالقدر الذي تتمناه أن يبقى إلى جانبك ..

لاتكن سعيداً به جداً ، فعجلةُ الحياة تدور تحتك وتحته ، منْ سينزلق أولاً منكما لاتدري .. !

علمتني الحياة أن توقف الناس على شاطئ حياتك مرحلي ، يعطونك شيئاً ما ، ثمّ يقفلون عائدين إلى شواطئ أخرى ، لا فرق بين أن يحزنوا لفراقكَ أم لا .. هم مجبورون ليسوا مخيّرين !

ثم .. من أنتَ ليبقى الجميعُ إلى جانبكَ دون تبرّم ؟! 

من أنتَ لتسعدَ بهم فترة طويلة من حياتك .. ما لديهم يجب أن ينال الجميع حظه منه .. 

إذاً ... فليذهبوا .. لا بأس .. 

لكنّي أسعد بأنّي عرفتُ أمثالهم في حياتي .. هم لهم مالهم من نصيب في دعائي وحرصي على ذكراهم ، مهما كانت آثارهم في حياتي محدودة إلا أنهم أصحابُ حق فيما أملكه من فسحة بيني وبين ربي ..

أما وإنّي ما اخترتُ فراقهم أبداً ، وإنما ساءني أن أكون ثقلاً تنوء به أروحهم 

لطيب وجودكم السلام .. ولبعدكم ألف سلام .. ولقلبي العوضُ فيما فقدته بفقدكم ..