من تمام عظمة الله وقدرته وإعجازه أن وزّع الأرزاق على عباده بالعدل لا المساواة!

فهو الذي خلَق الخَلْق ويعلم تكوين كل نفسٍ، وهاديها ومُضِلّها، فما يأخذ بيدي من الرزق للهداية قد يكون سببًا لضلالك!

فاعْلَم جيّدًا أن الله ما منع عنك رزقًا إلا لحكمة يعلمها وتخفى عليك، فما يصلح لأحدٍ من الرزق قد لا يصلح لك؛ فمنْعُ الله هو عطاء بشكل مختلف.

هذا اليقين أو هذا الإيمان يجعلك تنعم بما لديك من رزق وتنصرف عينك عمّا مَنّ الله به على غيرك.


الله يكْفل الرزق لعباده؛ فما كان لك لن يأخذه غيرك، وماكان لغيرك فلن تطاله يدك.

فما عليك إلا أن تُهذّب نفسك على الرضا والقبول، والاستمتاع بما أنعم الله عليك والانشغال به، فالنّفس لا تُترك بلا تهذيب، ومن تهذيبهااستحضار نعم الله وشكره عليها، وغض الطّرف عمّا مُتّع به الآخرين.


وإن عَوّدت نفسك على تتبع ما عند الناس من خير يجعلك تزهد أو تتناسى وتغفل عمّا أنعم الله به عليك!

وإن من أسوأ ما قد تُعَرِّض نفسك له هو إدخالها في متاهات المقارنة، ففضلاً على أنه سببًا لنسيان نعم الله عليك والحرمان من هدوء النّفس؛إلا أنه بابًا لتصيد أخطاء الآخرين، وتجاهلهم إن أحسنوا!

وقد يجرّك ذلك للحسد والظلم والتنقيص بالأشخاص ومحاربتهم بلا سبب!

وكُن على يقين أن محاولة استنقاص ما وهبهم الله لا يُزيله عنهم ولن يكون من نصيبك إن لم يُرد الله ذلك!


العلم رزق، وحُسْن الخُلق رزق، والمال رزق والجمال رزق-وإن كان خلق الله كله جميلفابحث عمّا وهبك الله منه وأحمده على ما منعه ففي ذلك خيرًا كثيرًا لا تعلمه!

والنعيم والرزق الكريم فعلاً هو الرضى والتسليم.


"اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"


عليم بما يصلح لك من الرزق وما يضرك.


الحمدلله على فضله وكرمه وجوده وإحسانه، الحمد له على ما أعطى وما منع، حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه.