يقول الدكتور ابراهيم الفقي خبير التنمية البشرية "من المحتمل ألّا تستطيع التحكّم في الظروف، ولكنّك تستطيع التحكم في أفكارك، فالتفكير الإيجابيّ يؤدي إلى الفعل الإيجابيّ، والنتائج الإيجابيّة." ويُقصد بـمصطلح "التفكير الإيجابي": التركيز على الأمور الجيدة، وتوقع نتائجَ إيجابيةٍ، ويأتي عادة من قلب مليء بالإيمان، والاعتقاد بأنّ الأمور ستصبح جيدة في النهاية رغم صعوبات الحياة وأفضل مثال لذلك ما قاله الفنان السريالي البلجيكي رينيه ماغريت "أنا لا ارسم الأشياء كما أراها بل كما أفكر بها".! و يساعد "التفكير الإيجابي" عادة على خلق حياةٍ صحيّةٍ مليئةٍ بالطاقة للإنسان، كما يُسهم في طرد شبح السلبية من حياة الأشخاص. ويقدّم موقع "لايف هاك" الصحي، مجموعة من النصائح تساعدك في كيفية "التفكير الإيجابي" لتغير حياتك إلى الأفضل: استمتع بالطبيعة و كن لطيفًا مع الآخرين وحفز الشعور بالامتنان و امنح عقلك استراحة و اضحك و اقترب من الأشخاص الإيجابيين و تنفَّسْ بعمق و اذهب في نزهة و احتفل بالانتصارات الصغيرة و تحدّثْ مع نفسك بإيجابية وأخبرها بصوت مرتفع أنّ الأمور ستتحسن في نهاية الأمر، وفي المقابل يقول دكتور جون ديمارتيني الباحث الامريكي في السلوك البشري" لطالما أقول إنّ أيّ مرض عضال يمكن علاجه من داخل الإنسان نفسه." و ربّما تتعجب من هذه المعلومة لكنّ الأفكار السلبية لها إدمان يفوق إدمان المخدرات آلاف المرات، ومع مرور الوقت تتأصل الفكرة السلبية في داخلك حتى تصل إلى مرحلة لا تميز فيها أنّها مفصولة عنك ، وتعتقد أنّها جزء منك.  يعتقد الكثير من الاختصاصيين النفسيين مثل البروفيسور آرون بيك من جامعة بنسلفينيا بأنّ: "الاكتئاب هو بسبب وجهة نظر سلبية من الشخص تجاه نفسه والعالم وخصوصاً المستقبل" وعبر سنوات عمره عمل البروفيسور آرون مع الأشخاص المكتئبين ووجد أنّهم أناسٌ عصفت بهم الأفكار السلبية بشكل متواصل وتلقائي. وعليك أن تعلم أن كلُّ النصائح التي تتلقاها حول ضرورة التفكير الإيجابيّ هي ببساطة عديمة الفائدة طالما لم تتخلص من الأفكار السلبية أوّلاً.يقول مدرس قانون الجدب من كتاب "السر" و مؤلف "الثروة خلف السبب" بوب دويل: عندما يركز الناس تركيزاً تاماً على ما يسوء بهم وعلى أعراضهم ، فإنّهم سوف يضاعفونها ويزيدونها .العلاج لن يحدث ما لم يحولوا انتبهاهم عن حالة مرضهم إلى حالة الصحة والعافية لأنّ ذلك هو قانون الجذب"  ولكي تقاوم التفكير السلبي قم بتغير لغة الجسد وأسأل نفسك "هل تقف / تجلس / تنام / تمشي بطريقة مريحة لك؟ و تحدّث عن مشاعرك وقم بإعطاء عقلك فترة راحة حتى يستطيع أن يستمرّ بصورة صحية وحاول تغيير طريقة أفكارك الى الايجايبة و قم بتجديد أفكارك للحصول على أفكار إبداعيّة  تغيّر حياتك و كتابة هذه الأفكار على ورق حتى يصبح هدفك نُصْب عينيك وتسعى الوصول إليه . فالإبداع يُخرج العواطف و يساعد في التخلص من الملل. يجب أن تخرج عن الجوّ المعتاد بجوارك و التخلص من الضغوط مثل الخروج في نزهة ، فالوقت الذي تقضيه مع نفسك  يجلب لك السلام مع عقلك ولا تنسى أبداً ما قاله الفيزيائي والسياسي الأمريكي دكتور جون هاجلين"الأفكار الأكثر سعادة تقود إلى حالة كيميائية حيوية اكثر سعادة ، وإلى جسد أكثر صحة وسعادة . لقد ثًبُت أن الأفكار السلبية والضغوط تؤدي إلى ضرر حادّ للجسد ولوظائف العقل ، وذلك لأنّ أفكارنا وعواطفنا هي المسؤولة عن إعادة ضبط وتنظيم وتشكيل أجسادنا ". 

د. خالد جمال طه امام احمد

[email protected]