اقام نظام البعث والتكارتة وصدام  في العراق نظاما دكتاتوريا طائفيا عنصريا مناطقيا  يتميز بالقسوة والعنف والارهاب والشراسة والسادية الدموية ... ، نظاما لا يميز بين الشيخ والصبي، وبين المرأة والرجل، وبين المريض والمعافى , وبين العالم والجاهل ... الخ ؛ ولا يعير اي اهتمام لأعداد الضحايا حتى لو بلغوا مئات الالاف ... , ولولا صمت العالم والسكوت الدولي ازاء هذه الجرائم والمجازر؛  بل و اعطاءه الضوء الاخضر لممارسة  هذا الكم الهائل من انتهاكات حقوق الانسان ؛ لما تمكن النظام من البقاء  كل هذه الفترة الطويلة  في الحكم .

كانوا لا يكتفون بقتل الضحايا العراقيين العزل بالطرق التقليدية كالإعدام شنقا – مثلا – بل اخترعوا فقرة قانونية تخص العقوبات التكريتية الصدامية والتي فاقت العقوبات الرومانية والمغولية ؛ الا وهي الاعدام بالتشفي ؛ وهذه الفقرة تعني ان لا يكتفي الجلاد الهجين والسادي التكريتي والمجرم الصدامي بقتل الضحية بالطرق التقليدية ؛ وانما يقوم بقتل الضحية بواسطة التعذيب بأقسى اجهزة التعذيب الحديثة , او بواسطة ( المثرامة البشرية ) , او بواسطة الضرب بالحديد على الراس ,  او بواسطة الحرق ,  او الاذابة في احواض ( التيزاب ) , او عن طريق القاء الضحية من طائرات الهليكوبتر او البنايات المرتفعة , او قطع الرقاب وتقطيع اوصال الجسد بالسيوف , او الاعدام بالديناميت ( التفجير ) او دفن الضحايا وهم احياء  ... الخ ؛ فالجلاد الهجين والسادي الصدامي يريد ان يتلذذ بتعذيب العراقيين قبل ان يقتلهم ؛ وكانت هذه العبارة  :   (( اخليك تتمنى الموت وما تحصله )) يرددها  الجلادون دائما على اسماع الضحايا العزل ... ؛ وهذا الخلق الدنيء هو محصلة نهائية لمجموعة من السمات السيئة والصفات القذرة التي اتسمت بها بعض الاقوام والشخصيات الدخيلة والاجنبية والغريبة  ؛ فهم اشبه بخلطة العطار : عبارة عن بقايا المغول والعثمنة والعجم  ورعايا الاحتلال الانكليزي والمهاجرين الهنود والاعراب والاكراد والشيشان والقرج والداغستانيين والارمن والقبائل التركمانية  ... الخ ؛ بالإضافة الى شذاذ البلدان العربية  ؛ وبعض الدول الاسيوية والاوربية من المماليك والعبيد والسبابا والمرتزقة ... ؛ وكل هذه الشراذم (   لملوم  هجين ) انصهرت في بوتقة خدمة الدولة العثمانية اولا ثم تحولت الى اعتناق الاسلام السني ثم ادعت العروبة فيما بعد  واخر المهازل قالوا :  انهم عراقيون واحفاد السومريين والبابليين والاشوريين ...!! ؛وشواهد هذه الحقيقة في العراق أكثر من أن تحصى ؛ وسأبين تفاصيلها فيما بعد . 

تصور ان الهجين القذر شبيه المجرم عدي المدعو لطيف يحيى  ؛ نفسه اعترف ببشاعة وقذارة طرق الموت والتعذيب المتبعة في عهد السفاح صدام وعلى يد التكارتة ومجرمي الفئة الهجينة ؛ وذكر ان من طرق الموت : تكسير مفاصل ارجل واقدام الضحايا واسالة الدماء من اجسادهم حتى الموت ... - في لقاء مع الاعلامي الكويتي عمار تقي -  ؛ ومما قاله انهم اجبروا صبري الحديثي على الرقص فوق جثة اخيه المقتول ...!! .

رجال الفئة الهجينة ومن تأثر بهم من الطائفة السنية والكرد وباقي الاقليات ومرتزقة الشيعة ممن خدم في الاجهزة الامنية القمعية ... ؛ لا يقتلون ضحاياهم إلا بعد تعذيبها ... ؛  لماذا ؟ 

لأنهم مصابون بـ(عقدة النقص والاغتراب )، ويعانون أعمق العناء من (عقدة ضياع هويتهم الحقيقية وعدم انتمائهم للعراق ) وطالما انعكست تلك العقد والامراض النفسية  على ممارسات وتصرفات أصحابها المنكوسين  شذوذاً في السلوك ، أو التعامل مع الضحية ؛  وقد ذكرت الهجينة المدعوة  ميادة  ما يلي : (( ...  ضابط يقول لمعتقل بعد اغتصابه، ريح نفسك ، انت الان امرأة لثلاثة رجال ويجب ان تكون من الان طوع ارادتنا ... )) في كتاب (ميادة ابنة العراق) كتاب للكاتبة البريطانية (جين ساسون) صدر عام 2003 وترجم الى اللغة الالمانية تحت العنوان نفسه ... ؛ وهذه الكاتبة بريطانية اي دجالة من جماعة ( ابو ناجي الخبيث ) تريد تبييض صفحة الفئة الهجينة من خلال الايحاء الى العالم بأن الحكم في العراق لم يكن طائفيا ولا عنصريا بل كان الظلم يشمل الكل وبلا استثناء ... ؛ وذلك لتبرئة ساحة بريطانيا وامريكا  ؛ لانهما هما من جاء بكل هذه الانظمة الهجينة الحاقدة ...  ؛ وقد عمدت امريكا الى تدمير واخفاء كافة المعتقلات والسجون الصدامية وادوات التعذيب فيها ... ؛ واما المدعوة ميادة والتي تسكن لندن وكر ابائها واجدادها ومقر عمالتهم فهي حفيدة  الاجنبي الهجين المجرم الطائفي العنصري ساطع الحصري و المجرم العثماني جعفر العسكري ... ؛ وحتى لو صدقنا جدلا بمظلوميتها فهي مظلومية بسيطة جدا  ؛ ولا تقاس بما عانته المرأة العراقية الاصيلة ولاسيما المرأة الملتزمة دينيا  -ومن الاغلبية العراقية الاصيلة – والتي كانت تساق الى غرفة الاعدام  بملابسها السوداء الطويلة بطول حزن  الجنوب والامة العراقية  تلبس تلك الملابس التي تلبسها أمي وأمك، وخالتي وخالتك، وعمتي وعمتك ... ؛  يا ليت شعري ماذا قالت حين ألقي عليها القبض ؟ هل لها من أولاد ؟ ماذا فعلوا وهم يرون أمهم تساق إلى المجهول ، وتفارقهم إلى حيث لا لقاء ؟ وكيف هو حالها يوم ألقيت في الزنزانة وحيدة بلا أنيس ؟ أو حين تداولتها أيدي أولئك الوحوش السفلة ؟ وماذا كان شعورها وهي تغادر هذه الحياة ؟ ... ؛ والدليل خروج ميادة سالمة من السجن ؛ وهل تعلم ميادة ان اول من سن سنة الاجرام والارهاب والطائفية والعنصرية في بلاد الرافدين بعد عام 1920 هو جدها المجرم ساطع وجدها الاخر المجرم جعفر العسكري ؛ وها انت تكتوين بنار وبغي اجدادك المجرمين المنكوسين ؛ فما هذا النظام التكريتي الصدامي الا قطرة من بحر طائفية وعنصرية وقذارة اجدادك المهجنين .

ولذا فإن الجلاد الهجين والسادي الصدامي والمصاب بكل  هذه العقد – عقد الاغتراب وعدم الانتماء -  لا يكتفي بقتل الضحية ، وإنما يريد أن يطيل من أمد موتها وعذابها ... وذلك لكي يشعر الجلاد الهجين والمجرم المنكوس  بالتماسك النفسي واللذة والنشوة ... ؛ يشعره بأنه موجود ، بأنه مخيف ، وأنه قوي ؛ ومهاب الجانب ( يخوف )  فالقاعدة  المتبعة من قبل ابناء الفئة الهجينة والمتأثرين بهم من المنكوسين : (( أنت تتعذب وتتألم ... ؛ اذن أنا موجود ... ))  وهذا طبعهم ومن شبه اباه فما ظلم ؛ ويخطأ من يظن ان هؤلاء سوف يتغيرون بسهولة ويسر  في ظل الانظمة الديمقراطية وقوانين حفظ حقوق الانسان  ... ؛ ولعلك تشاهد عزيزي القارئ تصرفات بعض المحسوبين عليهم الان ؛ فعلى الرغم من ذهاب الحكم المطلق منهم الا  انهم لا زالوا يرتكبون الجرائم والمجازر ويمارسون عمليات السرقة والابتزاز والتدمير والتخريب المستمرة بحجة ان هذه الحكومات الديمقراطية لا تمثلهم ..!! .

 واذا امسك هؤلاء الاوغاد يوما ما بزمام السلطة المطلقة  واعتلوا كرسي الحكم في بلاد الرافدين  مرة اخرى ؛ فالويل كل الويل لأبناء الاغلبية والامة العراقية منهم ؛ وعندها لا ينفع الندم ؛ ولا صرخات : (( ... إنما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض ...)) لان السيف عندها يسبق العذل ؛ ولات حين مندم  ؛ حينها يقع ( غمان وثولان ومخانيث ومرتزقة الاغلبية والامة العراقية  والعوائل الدينية المنكوسة ) بشر اعمالهم ؛  لان مجرمي الفئة الهجينة  ((ما عندهم لحية مسرّحه )) .