(وهل كل دولة ديموقراطية عادلة في كل الحالات وكل الأوقات!؟)

بكل تأكيد أن دولة إسرائيل هي ديموقراطية ولكنها دولة ديموقراطية عنصرية تقوم على الفصل والتمييز العنصري بإعلان أنها دولة لليهود !!؟ فضلًا عن أنها دولة استيطانية قامت على أرض الغير !!، ففلسطين ليست أرض كل يهود العالم أو كل العرب أو كل المسيحيين أو كل المسلمين بل هي بلاد كل الفلسطينيين من يهود ومسيحيين ومسلمين وعرب وغير عرب ومتدينين وغير متدينيين، هي بلاد الفلسطينيين منذ قرون مديدة، حتى قبل الاسلام، وهكذا كان الوضع حتى عام 1949، أي قبل إقامة دولة الاستيطان اليهودي الصهيونية بمساعدة بريطانيا!.... بالله عليكم !... هل فلسطين هي أرض اليهودي الهندي أو اليهودي الصيني أو اليهودي الأسباني أو اليهودي الامريكي أو اليهودي البريطاني أو اليهودي الروسي أو اليهودي الأثيوبي أو اليهودي البولندي أو اليهودي المغربي أو اليهودي الليبي أو اليهودي التركي ....إلخ. إلخ إلخ.... ماذا يفعل كل هؤلاء في أرض فلسطين!؟؟؟ لماذا تم احضارهم من أوطانهم وبلدانهم إلى فلسطين ؟؟ وبأي حق!؟؟... الحق الحق أن فلسطين أرض الفلسطينيين فقط يهودًا ومسيحيين ومسلميين، وكل من كانوا يستوطنون فلسطين قبل ظهور المشروع الاستيطاني الصهيوني !!... فالشيء المؤكد أن فلسطين للفلسلطينيين بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم وليست لكل العرب أو لكل المسلمين أو لكل المسيحيين أو لكل اليهود!... هل يصح أن نقول أن السعودية بحكم وجود (مكة) و(المدينة) فيها ولأنها موطن النبي (محمد) بأنها أرض كل العرب أو أرض كل المسلمين وأن من حق كل عربي ومسلم أن يستوطنها ويتمتع فيها بحق المواطنة بدعوى أن هذه الأرض أرضه لأنه عربي ومسلم!!؟؟ أم هي بخيراتها ونفطها أرض السعوديين فقط !؟؟.. إذن فإسرائيل دولة ديموقراطية ، هذا صحيح ، لكنها دولة فصل عنصري من جهة ومن جهة هي دولة استيطانية اغتصبت أرض الغير، ومن جهة ثالثة هي دولة ظالمة في معاملتها للفلسطينيين من خلال سياسة الاستيطان واغتصاب أراضي الفلسطينيين بالقوة وكذلك بسياسة العقوبات الجماعية وقانون هدم بيوت العوائل الفلسطينية لمجرد أن أحد أفراد العائلة انخرط في المقاومة المسلحة!!!؟؟
* * *
هل الدولة الديموقراطية هي دولة عادلة وطيبة دائمًا في كل الأحوال داخليًا وخارجيًا ؟؟ أم يمكن أن تكون شريرة وظالمة في بعض الحالات والأوقات خصوصًا مع من تعتبرهم تهديدًا وجوديًا لها أو من تريد افتراسهم أو من تريد  استعمارهم أو ربما استحمارهم!؟؟

جوابي: كون أن هذه الدولة أو تلك دولة ديموقراطية وعادلة مع مواطنيها وتوفر لهم الحريات الشخصية والسياسية لا يعني هذا بالضرورة أنها ستكون عادلة وطيبة في ساحة الصراع الدولي أو في طريقة تعاملها مع من تعتبرهم أعدائها الوجوديين!!
أمريكا كانت دولة ديموقراطية ليبرالية قبل قرن من الزمان ومع ذلك كانت تقر بمشروعية العبودية وتجارة الرقيق وكانت لا تسمح للنساء بالترشح والتصويت وكانت دولة للفصل العنصري حتى السيتينيات!!، وبريطانيا وايطاليا وفرنسا كانت دولًا ديموقراطية ليبرالية منذ قرون ومع ذلك كانت دولًا استعمارية تغزو بلدان الغير وتسيطر عليها بالقوة وتستعمرها لصالح تنمية اقتصادها وتنمية ثروتها ومد نفوذها!!... فالديموقراطية الليبرالية هي نظام داخلي محلي يحقق الحرية والعدالة للمواطنين داخل الدولة أما خارج الدولة ، وفي ساحة اللعبة الدولية، والصراع مع الخصوم القوميين فهذا شيء آخر وله منطق آخر يقوم على أساس البقاء للأقوى والأدهى والأمكر والأقدر !!... هذه هي حقيقة الدول الديموقراطية الليبرالية فهي جيدة جدًا في معاملة مواطنيها وتحقيق العدالة لهم وضمان الحريات الشخصية والسياسية وتوفير حياة كريمة لهم بقدر امكانتها كما أعايشه واقعًا هنا كمواطن بريطاني في أم الديموقراطية الليبرالية، وهي دولة تحترم إرادة جمهور الشعب وتصون حرياتهم، فهي دولة ديموقراطية ليبرالية تقوم على العدالة الاجتماعية وعدالة القضاء بشكل جيد، أما في الساحة الدولية فهي ثعلب ماكر أو ضبع كاسر مفترس يفترس الحمير الوحشية والأهلية بلا رحمة أو تستحمرهم وتركبهم بما يحقق مصالحها القومية!!.. هذه هي الحقيقة كما ألمسها وأشاهدها من قلب الحضارة الغربية!
**********
سليم نصر الرقعي

[email protected]

https://www.facebook.com/salimragi