لا شئ يغري بالحياة سوى الحياة نفسها ، دروب الموت متسعة ، ومتشعبة ، وانتهازية ، وحيثما هناك بشر يريد العيش هناك موت بالمرصاد ! .. هل العالم يتهاوى حقاً أم أنه يبدو كذلك أمامي !.. لقد ضيقوا ثوب الحياة حتى بات الناس ينتفضون لأجل الخبز ، الخبز يا الله ! .. سحقوا كرامة الشعوب دون حتى أن يصنعوا منها خبزاً أو "بسكويت "! .. هكذا حتى تنتفض البطون فلا يبقَ لهم سوى دروب الموت استسلاماً أو مواجهة .
شاهدت قمراً حزيناً وحين سألته عن السبب قال : أن وجه محبوبته قد أُشيح عنه ..
يابُني لقد حولوا عالمنا إلى مسلخ ، إن لم ترق لك الدماء فعليك المغادرة إلى الشتات ، أن تنسلخ من بيتك وأرضك ووطنك إلى اللا مكان ، حيث تتحول إلى رقم في قائمةٍ لا نهائية من اللاجئين ، ترحب بهم أراضي العدو حتى يتسنى له إفراغ مافي أجسادهم من خبز الوطن .
كانت هي قمره المكتمل ، يستمد منها ضوء لياليه المعتمة ، غابت فاستعار غيمة يداري خلفها خوفه ..
أشاهد تلك الدروب بشكل يومي ، في التلفزيون على مواقع الانترنت ، فيما تبقى من صحف ومجلات ، في عيون الناس وفي ضحكاتهم ، في الأمل الذي يغرسونه كل صباح على نوافذهم ، في أكواب القهوة ودلالها ، في صلاواتهم وإلحاحهم بالدعاء ، في طوافهم المستمر دون توقف ، في تشبثهم بالزمن واللحظة حتى لا تتغير قلوبهم فتتغير أحوالهم ، أشاهدها فأغير الموضوع .
في الليل كل ما يبرق في السماء هو نجم .. ونجمها إختار تغيير موقعه على الخارطة النجمية حتى تغيرت دروب المهتدين بها ..