في زاوية المكتبة تلمح افلاطون يتحدث عن جمهوريته و سقراط يجادل السفسطائين و ديجون الكلبي غاضب من شمس بغداد في مشهد لم يظهر فيه الإسكندر الأكبر بل وقف أمامه معروف الرصافي و المأمون يتجاذب أطراف الحديث مع الكندي حول ما هو الحسن و السياب يتناقش مع الفراهيدي في مساله العروض و عبدالله الصغير يبكى على رثاء الرندي و ابن رشد و ابن سينا يتناقشون مع أرسطو و جلال الدين الرومي يدور حول الكتب و تولستوي يصافح الشيخ محمد عبده و أرنست كونت تحت كرسي ابن خلدون يستمع له و وليام هارفي مع ابن النفيس ونزار قباني يوزع الكتب على الأطفال و مالك بن نبي يحدد شروط النهضة و ارنولد توينبي يكتب ما يقوله مالك و طه حسين يلعب الشطرنج مع ابو العلاء المعري و دانتي يتصفح رسالة الغفران و محمود درويش يبحث عن أثر الفراشة في وجوه الراحلين و أمل دنقل يلقي على سبارتكوس قصيدته و ابن دريد يصف منتزهات القلوب و بورخيس يستمع لابرتو مانغويل يقرأ له و جبران يقف حائر أمام سلمى كرامى و مي زيادة و وليام بليك ينظر اليه و عمر المختار مع الإمام شامل و عز الدين القسام و الحسيني عادو للثكنات و ماكينزي مع آدم سميث يتناقشون مع ماركس و أنور الجندي من خلف الكتب يحذر من خطر الاستلاب و المسيري في مناظرة مع إسحاق دوتشر و منير بشير و زرياب يعلمون بيتهوفن العزف على العود و ديكارت يسئل أبو حامد الغزالي عن الشك و العطار يصف الكواكب و كيبلر يستمع في تعجب كأنه يسمع سحرا 

يتوقف هنا عقلي على أن يكمل هذا المشهد فقد انقطعت سبل الاستمرار و أغرق بحر الواقع زورق الخيال و سكت القلم و توقفت..