ربما هو الموضوع الاكثر اثارة للجدل بكرة القدم ، اكثر من الانتقالات نفسها ووو ، هو موضوع وكلاء اللاعبين . البعض يري وكلاء اللاعبين علي انهم رموز الشر والجشع والبعض لا ، والحقيقة ان الموضوع اعمق من هذا بكثير . نعيد التكرار بانه لا شئ مثير للجدل بكرة القدم اكثر من وكلاء اللاعبين - وهم المسؤولون عن ادارة الشؤون المالية لعملائهم من لاعبين ومدربين وو - وعامة تجد وكلاء اللاعبين مشهورين جدا بوسائل الاعلام وعليهم تركيز اعلامي كبير خاصة بفترات الانتقالات ، مفاوضات المتعلقة بالعقود من تجديد او فسخ او خلافه . بالنسبة لرؤساء الاندية فوكلاء الاعمال بالنسبة لهم هم مفاوضين عنيدين جدا وشرسين لجلب افضل العقود والصفقات لعملائهم ولانفسهم لانهم سيجنون الكثير من تلك الصفقات ، وبالنسبة للجماهير فوكلاء اللاعبين هم مثال للكذب والنفاق وحب النفس وحرمان الاندية من افضل لاعبيها !! صحيفة التليجراف قامت ببعض الحوارات مع بعض وكلاء اللاعبين الذين يحضون بالثقة والاحترام عالميا ، وبالحقيقة فان عالم وكلاء اللاعبين ليس كما تعتقده الجماهير كلية بل به جزء قيمي واخلاقي وارشادي كبير جدا . وكيل الاعمال الحديث غالبا يتصرف باهتمام ورعاية ابوية مع اللاعبين الشباب ، خاصة اولئك القادمين من خلفيات وبيئات صعبة - كالافارقة - واولئك الذين انهوا مرحلة تعليمهم بسن مبكرة جدا وخبرتهم بالحياة قليلة ولا تسعفهم للتصرف والتعامل مع كمية الاموال اللامعقولة التي تقدم لهم وهنا ممكن ببساطة يضيعون تماما + ,وكلاء الاعمال يحمون اللاعبين الشبان من غابة كرة القدم الكبيرة التي سيدخلونها !. مهنة كرة القدم غالبا لا تستمر اكثر من 15 عام ووكيل الاعمال الجيد هو من يساعد موكله علي انشاء حياة مهنية ناجحة وادارة امواله بطريقة صحيحة تضمن حياته المستقبلية مع تجنب الرذائل والانحرافات المعتادة كالقمار والكحوليات والعلاقات النسوية ووو ..
يقولJamie Moralee - لاعب سابق بسوانسي سيتي ووكيل اعمال لبعض اللاعبين اشهرهم اشلي ويليامز لاعب سوانسي - : لقد رايت بعض اللاعبين الشباب يشربون الشمبانيا بحمام سباحة بل وتجده يدفع 60,000 كما مكتوب بفاتورة البار !! هؤلاء غالبا عند ال 38 عام قد لا يستطيعون شراء احذية لاطفالهم ! هم لا يعون ان كرة القدم لن تستمر مدي الحياة وانه بوقت ما راتبه سيتوقف . الحقيقة انه اذا تعمقت بالامر كثيرا ستجد ان مجال وكلاء الاعمال كاي مجال به الصالح والطالح ولكن المؤكد انك ستخف من حدة انتقادك لهم وفكرتك السلبية دائما عنهم . وكلاء الاعمال لا تعني افراد فق بل قد يكون وكيل الاعمال فرد مثلا كوكيل الاعمال الشهير فالي رمضاني - وكيل اعمال كولاروف وادم ليايتش - وموسي سيسوكو - وكيل اعمال المهدي بنعطية - وايضا مينو رايولا وخورخي مينديز وغيرهم ، او قد يكون وكيل الاعمال هي شركات مثل شركة New Era Global Sports Management وهي المسؤولة عن عدة لاعبين اشهرهم الاخوين ريو فيرديناند و انتوان فيرديناند ..
وكيل الاعمال Jamie Moralee مع انتوان فيرديناند شقيق ريو فيرديناند الحديث هذا ليس مقصده الدفاع عن وكلاء اعمال اللاعبين ، بل مغزاه الرئيسي التعمق اكثر والخوض في غمار هذا العالم الغامض كثيرا الشبيه بالمافيا والان لنسترسل اكثر بالحديث عنهم : بناءاً على تقرير الفيفا في عام ٢٠١٣ أن ٣٠٪ من قيمة الإنتقالات التي تمت في العالم (وليس انتقال داخلي) ذهبت لوكلاء اللاعبين! نعم ٣٠٪ من قيمة المدفوعات كانت للوكلاء!! القوانين واضحه في هذا المجال، وكيل اللاعب يحصل نظاما على نسبة ٤-١٠٪ من كل صفقة. كذلك يأخذ ٤-١٠٪ من دخل اللاعب وتحديدا راتبه (هذا الأمر يحدث ايضا في بعض شركات التوظيف) وبعضهم أقل من ذلك أو يلغي أحد الشروط، فهي تعتمد على الإتفاقية بين اللاعب والوكيل. ولكن كيف أصبحت ٣٠٪؟ بثلاث طرق: ١- يتم إدخال حقوق الصور والرعايات المختلفه في العقد مما سيرفع الإتفاق ويرفع حصته من الإجمالي للاعب (وليس الراتب فحسب). ٢- يجلب عرض كبير للاعب ويكون هناك اتفاق بين اللاعب ووكيله في حال قام بجلب عقد بمميزات معينه أو نادي معين بأنه سيحصل على هذه النسبة، غالبا الوكلاء ينجحون (لذلك نسمع دائما لاعب يهاجم ناديه بسبب أو بدون سبب). ٣- يقوم بشراء جزء من عقده ويتفق معه لنقله لفريق كبير، فيحصل على نسبة كبيرة جدا تصل لأكثر من ٥٠٪. نرى الكثير من المواهب ولكن تنتهي وتموت وهي في أنديتها وأحيانا لا نسمع بها أبدا، فهل الموهبة والجد والإجتهاد كافيان لتصبح اسما بارزا؟ الجواب: لا. تحتاج إلى أن تظهر وتلعب في الأندية المتوسطة أو الكبيرة لكي تبرز، أو ستستمر وتختفي ولن يعلم عنك أحد، كم عدد اللاعبين الأفارقة المميزين في الدوري الفرنسي على سبيل المثال ولا يخرجون خارج فرنسا إطلاقا! والسبب في كثير من الأحيان لانعلمه.
من يخرج من الدوري الفرنسي يجب أن يكون عن طريق أندية مُعينة ثم للخارج، ونادرا من يشذ عن هذه القاعدة. كذلك الأمر في البرتغال، لا تسمع عن انتقال لاعب خارج الأندية الثلاثه (بورتو - بنفيكا - سبورتنغ ) للخارج إلا عن طريقهم فقط. جزء كبير من العملية هي تسويق اللاعب خارجيا، ولايقوم بذلك إلا وكلاء لاعبين معينين يعملون داخليا وخارجيا (تحتاج إلى تكاليف ماديه وتأسيس مكاتب وغيرها في الخارج) أو أن لهم علاقاتهم الخارجية مع وكلاء آخرين في أسواق مختلفة، والأسهل أن تكون عبر أندية معروفة وتنتقل للخارج بعدها عن طريق هذه الأندية. الوكلاء الأذكياء يصنعون علاقات متشابكة متداخلة مع الأندية الكبيرة وإلا لن يوقع معك أحد من اللاعبين لأنه يعلم أن إحتمالية انتقاله للفريق الكبير ضعيفه جدا، فالأندية المتوسطة لا تتعامل عادة مع الوكيل ذو العلاقة السيئة مع الأندية الكبيرة، وهناك أمثلة عديدة سنتطرق لها لاحقا في هذا الموضوع. بل وصل الحال في بعض الصفقات إلى توقفها ويقوم وكيل لاعبين آخر بالتدخل (وله عمولته طبعاً!) ليكملها بسبب علاقاته داخل الأندية!! أمور كثيرة لا تظهر في الأخبار أو العلن مُطلقا، ولكن عندما تبدأ البحث في أسرار عمل الوكلاء ترى الوجه الآخر من كرة القدم عندما تحولت إلى تجارة. في مرات كثيرة يتم تجديد عقد اللاعب "السوبر" ولاحقا ترى لاعب "عادي" ينضم للفريق فجأة وتستغرب، لأن وكيل هذين اللاعبين هو نفس الشخص! أيضا هناك بعض وكلاء اللاعبين هم نفسهم وكيل مدرب الفريق، هذا الأمر مسموح به في كرة القدم في اوروبا لأنها بدون أنظمة حقيقة حتى الآن، هي في حقيقة الأمر هي تضارب مصالح، لذلك في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) والرياضات الأمريكية الأخرى يُمنع نظاما هذا الشئ.
كتابة : @ESLAMELPOWER