انا لست كامل و انت أيضا حقيقة نبصرها في انفسنا و ان كنا نحاول أن نتهرب منها و نسرع في استدعها عندما نعيش نقصنا و دائما نتذكرها عند حدوث الخطا و ارتكاب الذنوب فنبرر ذنوبنا بالعبارة التي تلخص ضعفنا (انا لست كامل انا انسان) ان كل الملخوقات في حقيقتها ليست كاملة و هذه امر بديهي الا خالقها سبحانة وتعالى فهو الكامل في ذاته و صفاته و أسمائه و أفعاله
و لكن ما بيننا نحن بني الانسان و بقيه الكائنات هناك الحاجز الذي يفصل ما بين طبيعتنا و طبيعة الكائنات الأخرى و هي قدرتنا على تصور الاشياء و فهم طبيعتها و وضع المسميات لها و تصورها بعيدا عن شكلها المادي و استخلاص المعاني و وضع المفاهيم و من بين تلك المعاني معنى الكمال و من خصوصيتنا الانسانية أننا ندرك نقصنا و افتقارنا للكمال
فنحاول تجاوز النقص عبر وسائل متعددة نصل من خلالها لحالة من الوعي الأسمى الذي تعود فيه الروح إلى حقيقتها الكبرى
لكن الإنسان في أكثر محاولاته يظل الطريق الصحيح للكمال
فمنهم لا يتعدى مفهوم الكمال لديه اكثر من اشباع اللذات الحسية فيرى اكتماله في مستنقع الشهوات و يعتقد ان النشوة الحاصلة من خلال الجنس و المخدرات هي التى تحقق للإنسان وعي يحاول عبره ان يعيش خبرات متقاربة للكمال و لكن كلها خبرات و تجارب زائفة لا تخرج عن انها لذة مؤقتة..
للكمال طريق واحد و هو طريق الإسلام قال تعالى (اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة 3 فذلك الطريق هو الاسلام الدين الكامل الذي يكتمل به الفرد على كافه الأصعدة فمن اختبار الروح للنور الذي لا يشبه أنوار الأرض (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) فمع النور يتفاعل العقل و ياخذ موقعه الذي يحقق مقاصده و غاياته من البحث في الآفاق و اكتشاف السنن الكونية و التفكر في ايات الكون و الإنسان تلك المساحة تنتقل من كونها حالة خاصة من الاكتمال الى حالة عامة من الاكتمال فتكبر المساحة ليتحقق الكمال على كافة الاصعدة الفكرية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و توضح المساحة و تتسع و تتثبت أكثر عبر الإيمان و الصلاة ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾الإيمان بالله هو المحفز الأكبر لكل خير و هو مفتاح للاكتمال الداخلي الذي هو الخطوة الأولى للاكتمال الخارجي والصلاة تنهى عن كل النقائص و هي ما تكتمل به ذواتنا و تزيل العماء عن بيصرتنا و اكبر عامل للإصلاح.